في مساء يوم الأحد 4 من ذي القعدة 1432ه انتقل إلى رحمة الله تعالى عمي لأمي الشيخ عبدالكريم بن عبدالله بن محمد التويجري، وقد أديت الصلاة عليه عصر يوم الاثنين 5/11/1432ه في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، ثم ووري جثمانه الثرى في مقبرة الموطأ بمدينة بريدة وسط حضور جمع غفير من المصلين والمشيعين الذين كانوا يدعون له ويترحمون عليه ويذكرون مآثره وخصاله.. توفي العم عبدالكريم عن عمر يناهز الثامنة والثمانين عامًا، وقد اشتهر بالكثير من الصفات الطيبة والخصال الحميدة حيث كان يرحمه الله سمحًا حسن الأخلاق.. كريمًا متواضعًا.. بشوشًا طيب المعشر.. بارًا بوالديه محبًا للخير.. لا يفرق بين غني أو فقير.. صغير أو كبير.. واشتهر بالحلم والصفح وكتم الغيظ والبعد عن سفاسف الأمور وصغائرها.. وقد كان صبورًا وجلدًا وراضيًا بقدر الله، حيث توفي من أقاربه خلال حياته اثنا عشر فردًا وهم والداه وإخوانه محمد وإبراهيم وعلي وصالح وأختيه نورة ومزنة وابنه عبدالله وزوجاته لولوه البراك وحصة الدبيخي ولولوة الفهيد، وكان صابرًا يحمد الله على قضائه وقدره قائلًا: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، ومحتسبًا الأجر من المولى عز وجل.. كان العم عبدالكريم -يرحمه الله- واصلًا لأقاربه وأرحامه بشكل قد لا يجاريه فيه أحد، حيث كان كثير الزيارات لهم والاطمئنان عليهم وعلى أبنائهم وليس بالهاتف أو الجوال فقط وإنما بالزيارة الشخصية وكثيرًا ما كنت أراه عند والدتي بالرغم من أن الحق له هو بالزيارة وليس عليه، فهو العم والأكبر سنًا ولكن طيبته وتواضعه جعلته مشهورًا عند أقاربه بالزيارة والوصل. سمعت الكثير من المشيعين في المقبرة يثنون عليه ذاكرين مآثره وخصاله الفريدة وقال لي أحد جيرانه بأن أبا عبدالله -رحمه الله- كان كثيرًا ما يعطيه مبالغ، طالبًا منه دفعها للجمعية بحكم أن هذا الجار كان موظفًا في جمعية البر الخيرية ببريدة، وقد ذكر لي ابنه الأستاذ عبدالعزيز بأن والده كان سخيًا ومنفقًا ومحبًا لفعل الخير ومساعدة المحتاجين والفقراء والأرامل، ولم يكن يريد أن يعلم أحد بذلك فعمله لوجه الله وليس رياء ولا سمعة.. لا أنسى مدى حفاوته بنا وترحيبه عندما كنا أطفالًا نزوره مع والدتي عندما كان منزله في حي السادة ببريدة ولا أنسى كثرة ولائمه وضيوفه وكرمه. باختصار.. كان العم الشيخ عبدالكريم التويجري أنموذجًا للرجل المسلم المحب للجميع والمحبوب من الجميع ولعل أكبر شاهد على ذلك تلك الجموع الغفيرة التي صلَّت عليه وشيعته وتلك الجموع التي قدمت العزاء فيه. أسأل الله تعالى أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. عبدالعزيز صالح الدباسي - بريدة