فُجعتُ صبيحة يوم السبت الموافق 26-1-1432ه باتصال على جوالي من ابن العم يوسف العلي العثمان الدباسي، وبادرته فوراً بعد رد السلام بالسؤال عن صحة أخيه محمد فقال أخي محمد انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا الصباح، وسوف تؤدى الصلاة عليه ظهر اليوم في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بمدينة بريدة، وطلب مني أن أقوم بتبليغ أبناء العم وأفراد الأسرة عبر موقع وجوال العائلة. لقد كان ذلك الخبر بالنسبة لي بمثابة الصدمة. فالموت حق، وأنا مؤمن بالقضاء والقدر، ولكني كنت على اتصال به قبلها بأيام عدة، وكان يمدح وضعه، وطمأنني على صحته، ولكنها إرادة الله تعالى، ولا راد لقضائه. رحل ابن العم الغالي محمد العلي العثمان الدباسي عن هذه الدار الفانية إلى دار البقاء والخلود، وإلى نعيم مقيم بإذن الله وعمره 48 عاماً، وكان خلال حياته طيباً هادئاً ودوداً سمحاً محباً للجميع ومحبوباً للجميع، ولا أنسى خدمته للجميع قبل أن يتقاعد مبكراً، حيث كان يعمل مسؤولاً عن أحد فروع شركة الاتصالات السعودية بالقصيم، وعُرف عنه حبه للخدمة وقضاء حوائج الناس، ولا أنسى يوم أن كرر تأكيده لي بضرورة خدمة جميع المعاقين والمعاقات ليستفيدوا من الخصم الذي تمنحه لهم الشركة بتخفيض نصف قيمة الفاتورة تقديراً لوضعهم الإنساني، وهو يقول لي ذلك بحكم عملي في الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم وتعاملي مع المعاقين وأولياء أمورهم، وألح عليّ بألا أتردد في الاتصال به في أي وقت من أجلهم، وقد أرسلت له العشرات منهم، وقام - ولله الحمد - بخدمتهم بكل سرعة وإنجاز، وكنت أتواصل معه عبر الاتصال بصفة مستمرة عندما كان منوماً بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، وكان يحمد الله ويقول «أنا بخير»، والله وحده أعلم بما كان يعانيه من مرض وآلام، ولكنه كان صبوراً حامداً شاكراً لا يتضجر ولا يتجزع. إن تلك الجموع الغفيرة من المصلين عليه والمشيعين له الذين قدموا للعزاء في منزل الأسرة لدليل أكيد على محبة الناس له. أسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وإلى جنة الخلد أخي الحبيب أبا مشعل. عبدالعزيز بن صالح الدباسي