ناقش الكشافة المشاركون في الندوات والورش التدريبية ومقاهي الحوار جملة من المحاور التي جسّدت أهمية عناصر الحوار الثقافي والأسس التي ارتكز عليها، سواء كانت تاريخية أم علمية أم معرفية؛ كما ناقشوا دور الحوار في قراءة وتحليل المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية في عالمنا المعاصر، والدور المنوط بالشباب والكشافة في نشر مفاهيم وقيم السلام والتعايش والتعاون بين الثقافات. جاء ذلك خلال إقامة المخيم الدولي الكشفي «مخيم السلام العالمي الثاني» والذي يهدف إلي نشر السلام من خلال التفاعل الحواري المعرفي، الذي يؤكد أن التواصل المتميز الفعال بين الشباب من شأنه أن يعطي دفعة كبيرة للعلاقات الثقافية والحضارية بين الأمم، بوصفهم نصف الحاضر، وكل المستقبل، والأكثر حيوية، وحراكًا، واطلاعًا على الثقافات المتنوعة بفعل الثورة التقنية التي يحملون لواءها في مختلف أنحاء العالم. واحتوت الفعاليات التي أقيمت خلال الفترة من 22 إلى 30 شوال 1432ه، وقام بتنفيذها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالتعاون مع جمعية الكشافة العربية السعودية، على عدد من الأنشطة المتنوعة منها الندوات الحوارية، الورش الشبابية، مقاهي الحوار، وبرامج تدريبية لتنمية مهارات الحوار، إضافة الى المناشط والفعاليات الكشفية بما في ذلك معرض رسل السلام، برنامج التراث الوطني، الخدمة العامة، وصيانة الآثار، والأنشطة الرياضية والترفيهية، حيث شارك فيها أكثر من 6500 كشاف يمثلون أكثر من 90 دولة، بجانب الزيارات التي قام بها كشافة العالم المشاركون لأبرز المعالم السياحية، احتفاءً باليوم الوطني الحادي والثمانين للمملكة العربية السعودية. وكان لاطلاق مشروع «رسل السلام» الذي حظي برعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأثر البالغ في نفوس المشاركين بوصفه أحد أهم البرامج الكشفية التي تعزز مكانة الكشافة ودورها في نشر مفاهيم السلام والتعايش في قلوب الشباب الناشئ وتجعلهم أكثر نفعا وتأثيرا في مجتمعاتهم. ورفع المشاركون في المخيم كل أمنياتهم الطيبة للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على الدور الحضاري الذي ينهض به ودعمه للكشافة الدولية وإطلاقه المبادرة العالمية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. كما يتطلع الكشافة المشاركون من مختلف دول العالم للعمل يدًا بيد لتحقيق اهداف ومفاهيم مشروع رسل السلام لتحقيق الغايات النبيلة من هذا المشروع. وأجمعوا على أن التنوع الثقافي وتعدد الأنماط الحضارية بين الأمم والشعوب يعطي قدرًا من الزخم المعرفي الذي بموجبه تتحقق الحاجة إلى التعرف على مختلف هذه الأنماط والتواصل معها، واحترام وتقدير الخصوصيات الثقافية وتقاليد وعادات كل أمة من الأمم، احترام الأديان وعدم الإساءة إليها ونشر ثقافة التسامح والاعتدال ونبذ ظواهر العنف بين الشعوب. كما أكدوا أهمية تعزيز قيم السلام والتعاون بين الشعوب وحل الإشكاليات عن طريق الحوار، نبذ كل ما يهدد السلم والأمن العالميين، العمل على نشر مبادئ الحوار وقيمه على اعتبار أن الحوار من أخصب الطرق الفكرية التي تعزز التواصل والتسامح والتعارف، تشجيع التواصل وتبادل الزيارات والرحلات الشبابية والكشفية بين دول العالم والعمل على التقارب بين مختلف الأمم وبين العالم النامي والمتقدم، وتعزيز أواصر الصداقة والمعرفة.