رفضت إسلام آباد أمس الخميس ضغوطًا أمريكية ترمي إلى حملها على توسيع دورها في الحرب على ما يوصف بالإرهاب بما في ذلك ضرب مواقع مفترضة لشبكة حقاني، وفيما قال السيناتور الجمهوري لينزي جراهام: إن خيار استخدام قاذفات قنابل داخل باكستان «مطروح» أعلن رئيس الاستخبارات الباكستانية أن الجيش سيرد على أي عمل عسكري أمريكي في باكستان. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في مؤتمر موسع ضم زعماء أحزاب الائتلاف الحاكم وأحزاب المعارضة والقادة العسكريين: إن الاتهامات الأمريكية لبلاده بدعم شبكة حقاني التي تقاتل القوات الأجنبية في أفغانستان مثيرة للصدمة. وتابع جيلاني أن واشنطن أنكرت تضحيات باكستان ونجاحاتها في مجال مكافحة الإرهاب، وأضاف مخاطبا المشاركين في المؤتمر -ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف- «لا يمكن أن تتعرض باكستان لمزيد من الضغط لبذل جهود إضافية. ستتم حماية مصالحنا الوطنية بأي ثمن».وتابع «يجب أن تتوقف لعبة اللوم، ويجب احترام مصالح باكستان القومية الحساسة». وفي مقابل رفض الاتهامات والضغوط الأمريكية، شدد رئيس الوزراء الباكستاني على أنه ينبغي حل كل القضايا بين بلاده والولاياتالمتحدة بشكل مسؤول وعن طريق الحوار. ونقلت محطة إكسبرس التلفزونية المحلية لاحقًا عن رئيس أكبر جهاز للاستخبارات الباكستانية (آي أس آي) أحمد شجاع باشا قوله في المؤتمر: إن الجيش الباكستاني قادر على الرد على أي عمل عسكري تشنه القوات الأمريكية داخل باكستان. وشدد على أن أي عمل عسكري أمريكي في باكستان بذريعة مكافحة التطرف سيكون غير مقبول، إلا أنه أكد أن باكستان تحرص على ألا تبلغ العلاقة بين البلدين نقطة اللا عودة وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية. وكانت تقارير ذكرت قبل أيام أن القوات الباكستانية وُضعت في حالة تأهب تحسبا لعمليات أمريكية تستهدف مواقع مفترضة لشبكة حقاني، التي حملتها واشنطن مسؤولية هجمات في أفغانستان من بينها أحدث هجوم على السفارة الأمريكية في كابل. وقال السيناتور الجمهوري لينزي جراهام وهو صوت مؤثر من الحزب الجمهوري على السياسة الخارجية والشؤون العسكرية بعد تصريحات أدلى بها الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة واتهم فيها باكستان الأسبوع الماضي بدعم الهجمات التي شنتها شبكة حقاني المتشددة في 13 سبتمبر على السفارة الأمريكية في كابول. وفي ظل تزايد الدعوات لاتخاذ موقف أكثر صرامة من المتشددين المتهمين بشن هجمات على هذا المستوى قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأول: إن واشنطن تقترب من اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستصنف شبكة حقاني كجماعة إرهابية. وتضغط الولاياتالمتحدة على باكستان منذ فترة طويلة لتلاحق شبكة حقاني وهي إحدى اخطر الجماعات المتحالفة مع حركة طالبان الأفغانية التي تقاتل القوات الغربية في أفغانستان. وقال جراهام في مقابلة الثلاثاء الماضي: إن النواب الأمريكيين ربما يدعمون الخيارات العسكرية التي تتجاوز الغارات بطائرات بلا طيار والتي تنفذ منذ سنوات داخل الأراضي الباكستانية، وربما تشمل هذه الخيارات استخدام قاذفات قنابل أمريكية داخل باكستان، مشيرًا إلى أنه لا يشجع إرسال قوات برية أمريكية إلى باكستان. وأضاف: «أود أن أقول: إنه حين يتعلق الأمر بالدفاع عن الجنود الأمريكيين فإنك لا تريد أن تقيد نفسك.. هذا ليس اشتباكًا بجنود مشاة. أنا لا أتحدث عن هذا لكن لدينا أدوات كثيرة تتجاوز الطائرات بلا طيار». وتابع قائلًا: «في عالم مثالي... كانت القوات الأفغانية والباكستانية وقوات التحالف (القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي) لتعمل معا على جانبي الحدود لحرمانهم (المتشددين) من أن تكون لهم ملاذات آمنة داخل أفغانستان وعلى الجانب الآخر» في المناطق القبلية بغرب باكستان والتي يعتقد أن شبكة حقاني وغيرها من الجماعات المتشددة تنشط فيها. وقال جراهام: إن النواب الأمريكيين سيبحثون تصعيد الضغوط العسكرية وأضاف «إذا رأى الناس أن المسألة وصلت إلى مرحلة تكون فيها هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية مصالحنا فإنني أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الدعم». يأتي ذلك فيما قال مسؤول أمريكي: إن كلا البلدين يبحثان اتفاقًا من شأنه السماح لما بين 100 و150 فردًا من القوات المسلحة الأمريكية بالتمركز في باكستان وهو عدد أقل مما كان في الماضي القريب. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: «هذا ما يسعون إليه».