التاريخ وحده هو الكفيل بالحديث عن ملك تحلّى بصفات عظيمة، قلّما تجدها في غيره، ملك كرّس جل جهده ووقته لخدمة دينه، ثم وطنه وشعبه من خلال إنجازات حقيقية، يشهد لها القاصي والداني، وتجبر صفحات التاريخ أن تقف شامخة لتحظى بتدوينها، والتغنّي بها على مدى التاريخ لتنقل للأجيال القادمة مدى حكمة وحنكة وبراعة فكر هذا القائد العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الإنجازات والقرارات التاريخية متواصلة، وليس لها حدود، وخذوا على سبيل المثال ذلك الخطاب الملكي المبارك، في يوم تاريخي لمسيرة المرأة السعودية الأبيّة، هذه المرأة العظيمة التي حصدت الكثير والكثير من الإنجازات والقرارات في عهد ملك صاغت أنامله الحقوق لأصحابها من الرجال والنساء، حرصًا منه -حفظه الله- على مشاركة الجنسين في بناء مسيرة الوطن العزيز (المملكة العربية السعودية)، وفق الدستور العظيم لوطننا الغالي، المتمثل في اعتماده على الشريعة الإسلامية المباركة التي استند عليها الملك المفدى في خطابه التاريخي في مجلس الشورى، والذي استشهد فيه بأم المؤمنين (أم سلمة) -رضي الله عنها- والتي شاركت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المشورة؛ ليأتي هذا الخطاب تزامنًا مع أفراحنا باليوم الوطني المجيد، الذي شهد وحدتنا العظيمة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-. خطاب عبدالله الخيّر جاء ثمرة من الثمار التي جنتها المرأة السعودية الأبيّة المصغية لخطاب والدها الأبي، الذي أنصفها من خلال قرارات حكيمة جاءت في ثنايا خطابه العظيم، حينما أقر -رعاه الله- مشاركة المرأة السعودية -كعضو- في مجلس الشورى، وأحقيتها بالترشّح والتصويت في الانتخابات البلدية. ثقة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في بناته العزيزات لم تأتِ من فراغ، بل هي امتداد لقرارات مسبقة تجاه هذه الشريحة الغالية من خلال الوزارات، التي تأتي في مقدمتها وزارة التربية والتعليم، المتمثلة في نائب الوزير الدكتورة (نورة الفايز)، وكذلك مجالس الغرف التجارية، والجمعيات الخيرية... وغيرها من القطاعات في الدولة، والتي كان آخرها الثمرة العظيمة التي جاءت في الخطاب الملكي الذي أقر مشاركتها -كعضو- في مجلس الشورى، وأحقيتها بالترشح في مجالس البلديات، وبهذه القرارات فإن الأمانة الملقاة على بنات الوطن الكريمات أصبحت ثقيلة، تتطلب منهن الجد والجهد المضاعف لدعم المسيرة الوطنية ليس للنساء فقط، بل لكافة شرائح المجتمع الوطني في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية؛ لنثبت للعالم أجمع أن المرأة السعودية حاضرة للمشاركة في تذليل الصعوبات متى ما أعطيت الفرصة لإثبات الوجود، وفق الشريعة الإسلامية التي تدين بها هذه المرأة العظيمة، لتحقق آمال وتطلعات قائدها العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ووطنها العزيز (المملكة العربية السعودية). وأخيرًا فإن المرأة السعودية قوية وثابتة الوجود، لكن ينبغي على كافة شرائح المجتمع صغارًا وكبارًا مساعدتها، والشد من أزرها ليتحقق النماء، ويزداد العطاء، جاعلين شعارنا شعارًا وطنيًّا مفاده (يدًا بيد من أجل مملكة سعودية قوية وأبية).