أمس الجمعة هو اليوم الأول من برج الميزان... يوم التوحيد والوفاق.. يوم أن غُرس في هذه الأرض الطيبة أول بذور النماء.. إنها ذكرى اليوم الوطني تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.. وتمر على مملكتنا الغالية ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعًا إنها ذكرى التأسيس الذي امتد إلى 81 عامًا توحدت فيها المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله-. إن المتابع للتاريخ يجد أن فصول الملحمة التاريخية قد بدأت بفتح الرياض في 5 شوال لعام 1319ه.. وفى عام 1351ه أصبحت دولة واحدة موحدة باسم المملكة العربية السعودية.. هذا الاسم بل البناء الشامخ والغالي الذي شكل أنموذجًا يُحتذى به في جميع أنحاء العالم.. إنها عزيمة الإسلام التي لا تلين نجدها في هذه الدولة العصرية المبنية على أسس راسخة ومتينة بمبادئ الشريعة الإسلامية الغراء والقيم العربية الأصيلة بشعبها العربي الوفي النبيل وهو يعيش في أمن وأمان واستقرار بين عالم يعج بالاضطرابات والتناقضات. هذه المملكة رمز وفخر عظيم للإنسان السعودي الفذ الذي استطاع أن يصنع بسواعده السمر هذا التقدم المبهر في جميع المجالات.. في مثل هذا اليوم كانت عزيمة الرجل العظيم الملك عبدالعزيز الذي استطاع تحقيق الانتصار بحكمته وحنكته بعد خوضه ما يزيد على أربعين معركة من أجل إقامة وإرساء صرح هذا الوطن الغالي المجيد وذلك من خلال فصول عديدة من بطولات ووقائع وملحمات شهدها وحفظها له التاريخ في صفحاته بمداد من ذهب وبسطور مضيئة ناصعة تخلد أعماله النادرة وبطولاته الفذة على مرّ العصور والأزمان.. رجل قضى كل حياته وسخَّر جل طاقاته لرفع شأن الدين والسمو بالمجتمع والارتقاء بالدولة ونذر نفسه لخدمة الإسلام والوحدة والتضامن العربي. حتى وصلت المملكة في وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى نهضة تنموية وحضارية شاملة في كافة نواحي الحياة العمرانية والتعليم والصحة والتجارة والصناعة فواكبت الدول الأخرى الأكثر حداثة وسابقت الزمن في التطور والتقدم العصري ومعايشة المتغيرات العالمية بكل رزانة واقتدار.. أدام الله العز والأمن والأمان والاستقرار على مملكتنا الحبيبة.. وحفظها الله من كل سوء.