أخفق وزراء الخزانة والمال لدول منطقة اليورو (17 دولة) في التوصل إلى أي اتفاق عملي بين دولهم بشأن الإرساء العملي لصندوق الاستثمار المالي الأوروبي الخاص بمساعدة الدول المتسيبة كما أنهم أرجأوا اتخاذ قرار نهائي بشأن الإفراج عن مبلغ ثمانية مليارات يورو كدفعة جديدة لمساعدة اليونان على تسديد جزء من ديونها السيادية ولم تتمكن الحكومات الأوروبية مجددا من تجاوز خلافتها والتي لا تزال تحول دون تنفيذ حزمة التوصيات التي أتخذها زعماء الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم في بروكسل يوم 21 يوليو الماضي والتي لا تطالب الأسواق المالية والمتعاملين وشركاء الاتحاد الأوروبي بالإسراع في ترجمتها عمليا ولم توافق حتى الآن على الصعيد البرلماني على مقررات قمة يوليو الماضي سوى فرنسا وبلجيكا مما يعني انه لن يكون بالإمكان الإفراج عن الأموال الضرورية لليونان أي مبلغ ثمانية مليارات يورو قبل شهر على الأقل. وقال رئيس وزراء لكسمبورغ ورئيس منطقة اليورو جان كلود جونكر على هامش اجتماعات وزراء الخزانة والمال لدول منطقة اليورو والجارية في مدينة فروكلاف في بولندا : إنه لم يتم الوصول إلى أي اتفاق وتعارض فنلندا والنمسا وهولندا تمكين اليونان من الدعم المالي الضروري في هذه المرحلة دون الحصول على ضمانات من المصرف المركزي الأوروبي أو من الحكومة اليونانية مباشرة بشأن استعادة أموالها قانونيا ولم يفلح وزير الخزانة الأمريكي تيموتي غايتنر الذي شارك للمرة الأولى في اجتماعات وزراء الخزانة والمال لدول منطقة اليورو في جرّ الدول الأوروبية نحو تجاوز خلافاتها. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل أمس: إن المسؤول الأمريكي واجه جدارا من الرفض الأوروبي رغم إصراره على أن مبادرته تندرج ضمن تشاور بين الأصدقاء والشركاء ولا تهدف لفرض وجهة النظر الأمريكية ورفض رئيس منطقة اليورو جان كلود جونكر بشكل عملي إرساء حوار مؤسساتي مع واشنطن حول إدارة أزمة اليونان السيادية رغم تدخل الخزينة الأمريكية وثلاثة مصارف مركزية أخرى(مصارف سويسرا واليابان وانجلترا) يوم الخميس الماضي لدعم السيولة المالية في المصارف الأوروبية. وقال جونكر انه توجد وجهات نظر غير متطابقة مع الشركاء الأمريكيين وركز المسؤول الأمريكي خلال محادثته مع نظرائه الأوروبيين على استفحال الخلافات بين الحكومات الأوروبية والمصرف المركزي الأوروبي في إدارة أزمة الديون السيادية وقال دبلوماسي أوروبي: إن بولندا التي لا تنتمي لمنطقة اليورو ولكنها تدير الرئاسة الدورية الأوروبية أثارت تحفظات العديد من الدول الأعضاء بسبب توجيهها دعوة رسمية لوزير الخزانة الأمريكي للمشاركة في اجتماعات منطقة اليورو. ولم يتمكن المسؤول الأمريكي من المشاركة الرسمية في كافة الاجتماعات حسب نفس المصدر واكتفى بعقد اجتماع تمهيدي غير رسمي مع نظرائه الأوروبيين لمدة ساعة من الوقت. وقال وزير الخزانة والمال البلجيكي ديديه راندرس إن الولاياتالمتحدة تعاني من استفحال ديونها وعليها التركيز بدورها على هذا الجانب بدل الضغط على الأوروبيين. وقالت وزيرة الخزانة في الحكومة النمساوية ماريا فيكتر: إن الولاياتالمتحدة ترفض نصائح الأوروبيين وعليها الامتناع عن تقديم الدروس لهم في هذه المرحلة. وأعلن تيموتي غايتنر وزير الخزانة الأمريكي على هامش اجتماعات الوزراء الأوروبيين رفضه فرض ضريبة على المعاملات المالية العالمية وهو طرح تقدمت به ألمانياوفرنسا و تدعمه المفوضية الأوروبية. ومن جانبهم رفض الأوروبيون فكرة الوزير الأمريكي بمضاعفة حجم رأس مال صندوق الاستقرار المالي الأوروبي وقال رئيس منطقة اليوور جان كلود جونكر: إن مناقشة مثل هذه المسألة يجب أن تتم في إطار داخلي أوروبي بحت.