أردوغان: أيها الطيب الذِكر والاسم والسيرة والمكانة... نسأل الله لك الثبات والتمكين والحفظ. اللهم احفظ عبدك أردوغان بحفظك واكلأه بعنايتك وأحرسه بقوتك وسلطانك. أردوغان: لقد أتيت حقاً بما لم تأت به الأوائل منذ سقوط الخلافة التي سقطت بعد قرون من القوة والمنعة والسيادة، وبعد عقود من تآمر الغرب عليها. اليوم يثبت أردوغان أنه يمثل فعلاً بلاده التي تستحق حقاً أن تكون لاعباً أساسياً في أحداث المنطقة، وعلى المستوى اللائق بها راعية للسلام، داعمة للعدل، صادحة بالحق، رافضة للاستبداد والطغيان والجور. لا بد لكل مسلم أن يرفع قبعته تقديرا لأردوغان على كل الخطوات العادلة التي أعلنها قبل أيام ضد الكيان الصهيوني الذي يعربد في المنطقة كيف يشاء، ويحظى بكثير من الامتيازات التي لا تحظى بها (أتخن) دولة عربية في المنطقة. إعلان أردوغان عن قطع تام للعلاقات الاقتصادية الرسمية والعسكرية والأمنية بين تركيا وإسرائيل، وأن السفن الحربية التركية ستبحر بصفة متكررة متواترة في شرق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدة مكانة تركيا بصفتها دولة كبرى اقتصادياً وعسكرياً في المنطقة. وإذا كانت تركيا هي الجواد الأبيض، فإن من واجب بقية الدول التي يهمها تحجيم الغطرسة الصهيونية أن تدعمها بشدة سراً وعلناً اقتصادياً وسياسياً ومعنوياً. ليس من الحكمة أبداً ترك تركيا وحيدة في مواجهة العدو المحتل المدعوم سياسياً ومعنوياً ومادياً من الولاياتالمتحدة والغرب عموماً. هذا مع ملاحظة أن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي تعطيها ميزة خاصة ومساحة كبيرة للمناورة، خاصة وأن (كروت) تركيا قوية في مواجهة الصلف الصهيوني الذي تُوج بالاعتداء على قافلة الحرية وقتل 9 أتراك عزل لا ذنب لهم سوى تعاطفهم مع إخوتنا المحاصرين في غزة ظلماً وعدواناً. هذه فرصتنا لإظهار حقيقة التضامن الإسلامي ممارسة لا مجرد شعارات فضفاضة لا محل لها من الإعراب حين تشتد الأزمة فتنال من عضو دون الآخرين، ولا يملك البقية سوى (الفرجة) من بعيد. والأسبوع الماضي استضافت القاهرة (الجديدة كليا) أردوغان ليوثّق معها عرى الأخوة ويبحث عن فرص تعاون تخدم مصلحة البلدين، بل المنطقة كلها بعيدا عن التأثير الصهيوني الذي عاث فسادا لعقود طويلة.