رفض الكاتب الإسلامي البريطاني إدريس توفيق أن نلوم الغرب على عدم معرفته بالإسلام، وهو قس كاثوليكي سابق قبل اعتناقه الإسلام، أنه إذا تحدثنا عن الإسلام والغرب، فإننا نتناول موضوعين متوازيين؛ الأول هو الإسلام والغرب بما تحمله تلك العلاقة من صراع، والثاني هو المسلمون في الغرب. وفيما يتعلق بالموضوع الأول، شدد على أن رؤية الغربيين للإسلام ليست واحدة؛ إذ يمكن تقسيمهم إلى أربع مجموعات بالنسبة لعلاقتهم بالإسلام. وتتمثل المجموعة الأولى في الكارهين للإسلام، وهم فئة قليلة للغاية، وقد لمس هذه الفئات من خلال مشاهداته المباشرة ومشاركته في عدد من المحافل والمناظرات في بريطانيا والولاياتالمتحدة وغيرها من الدول، كما استمع إلى شهادات الكثير من المسلمين في الغرب عن حوادث الكراهية التي يتعرضون لها. وتنحصر المجموعة الثانية في السياسيين اليمينيين الذين يبحثون عن خصم محلي لتحقيق مكاسب سياسية على حسابه، والمثال الأبرز على ذلك قضية المآذن السويسرية التي أرادت بعض الأحزاب اليمينية إجراء استفتاء حول منع بنائها من أجل تحقيق مكاسب سياسية من خلال إثارة قضية المهاجرين غير الشرعيين الذين يأتي الكثير منهم من تركيا والبلقان. ونوّه توفيق إلى أن الوضع نفسه تم بخصوص قضية النقاب في فرنسا، رغم أن السيدات المنقبات لا يتعدى عددهم هناك 2000 امرأة. وقال توفيق إن الفئة الثالثة تتمثل في الإعلاميين والصحافيين الباحثين عن الإثارة، والتي أدت أحداث 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة إلى جعل أخبار المسلمين الأكثر إثارة في الصحافة الغربية. وأضاف أن هذه الفترة وما تلاها شهدت موجة انتقاد صريح أو ضمني للإسلام وربطه بالإرهاب واضطهاد الأقليات والمرأة. وأشار إلى أن الفئة الأخيرة التي تمثل الأغلبية السائدة في الغرب هم الذين لا يعلمون شيئا عن الإسلام، أو لديهم أفكار بسيطة مغلوطة عنه، مؤكدا أنه من الخطأ لوم هؤلاء على جهلهم بالإسلام، فواجب المسلمين الأول هو التعريف بدينهم باستخدام اللغة والمداخل التي يفهمها الغرب. ونوّه توفيق إلى أن المسلمين في أدنبرة شكلوا لجانا لحماية المعبد اليهودي هناك من أي اعتداءات من الجمهور الغاضب من حرب إسرائيل على غزة عام 2008. وفي هذا الصدد، نفى وجود ما يسمى بصراع الحضارات، قائلا إن الصراع في الحقيقة هو بين الجهلة وغير المتحضرين، ملمحا إلى أنه ناجم في جوهره عن الجهل بالآخر والخوف المبالغ فيه منه. يذكر أن إدريس توفيق حصل على شهادة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة مانشستر، وشهادة في علم اللاهوت المقدس من جامعة القديس توما الأكويني في روما، كما رأس لسنوات قسم الدراسات الدينية في عدد من المدارس في انجلترا وويلز، وله إسهامات كثيرة في مجال الحوار بين الأديان.