أفاد ناشطون حقوقيون أن شخصين قتلا أمس بنيران رجال الامن في سوريا التي يزورها الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي حاملا مبادرة للنظام السوري تجاه ما يحدث في سوريا وضرورة وقف العنف. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «شابا (45 عاما) قتل أمس في قرية خان السبل خلال اطلاق رصاص من عناصر حاجز امني جنوب مدينة سراقب» الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب)، من جهتها، اشارت لجان التنسيق المحلية الى «ان سيدة قتلت فجر امس في اطلاق نار جنوب سراقب» مشيرة الى «حشود عسكرية تتمركز على اطراف المدينة». واضاف المرصد ان «قوات امنية وعسكرية نفذت صباح أمس حملة مداهمة في قرية هيت الواقعة على الحدود السورية اللبنانية» لافتا الى ان الحملة «ترافقت مع تحطيم اثاث بعض المنازل»، واشار الى ان اجهزة الامن «قامت باعتقال 9 اشخاص خلال الحملة». يأتي ذلك فيما استقبل الرئيس السوري بشار الاسد الامين العام للجامعة العربية، ويزور العربي سوريا حاملا معه «رسالة واضحة للنظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في سوريا وضرورة وقف العنف واجراء اصلاحات فورية» حسبما افاد العربي الثلاثاء للصحافيين قبل ان يتم تأجيل زيارة كانت مقررة له لدمشق الاربعاء من قبل السلطات السورية. وتتضمن المبادرة التي من المقرر ان يعرضها العربي على الرئيس السوري 13 بندا وتقترح «اجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في العام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس». وبعد انتهاء اجتماع العربي مع الرئيس السوري، أكدت مصادر سورية رسمية أن المباحثات تطرقت في مجملها إلى الوضع السوري الراهن والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية في هذا الصدد، كما أن العربي استمع إلى وجهة النظر السورية الرسمية واطلع من الجانب السوري على المعطيات الواقعية الراهنة في البلاد. وكانت دمشق قد طلبت من العربي تأجيل زيارته التي كانت مزمعة الأربعاء الماضي لأسباب وصفتها ب»الموضوعية» من جهة أخرى قال نشطاء : إن القوات السورية قتلت ستة من المحتجين المؤيدين للديمقراطية يوم الجمعة بعد تظاهرات تطالب بمساعدة خارجية فيما اشارت تركيا الى ان صبرها بدأ ينفد من القمع الدموي. وخرج المحتجون الى الشوارع بالالاف بعد صلاة الجمعة كما يفعلون كل اسبوع منذ ستة اشهر، وفي تغيير لخطابهم طالب متظاهرون بحماية دولية لوقف قتل المدنيين فيما اصبح واحدة من اعنف الردود على احتجاج في انتفاضات «الربيع العربي» التي تجتاح الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وصاح محتجون في ضاحية قدسيا في دمشق أين المجتمع الدولي؟؟ وفي منطقة الحجر الأسود على الطرف الجنوبيلدمشق حمل المحتجون العلم السوري القديم ذي الألوان الاخضر والابيض والاحمر والذي يعود إلى حقبة ما قبل سيطرة حزب البعث الذي ينتمي له الأسد على سوريا قبل نصف قرن، ورفع المتظاهرون لافتة تطالب بالحماية الدولية ضد عمليات القتل والهجمات ورددوا هتافات تطالب بإعدام الرئيس. وأشارت تركيا جارة سوريا القوية الى ان صبرها بدأ ينفد مع عدم احراز تقدم في اقناع الاسد بوقف الحملات العسكرية، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة تلفزيونية: «السيد الاسد كيف تقول انك تقتل الارهابيين بينما انت في الواقع تقصف اللاذقية من البحر وتصيب أهدافا مدنية؟؟»، وأضاف: «نحن نتحرك بصبر الان. لكن بعد التشاور سنعطي كلمتنا النهائية التي تشير الى مخرج من النفق لاننا لم نكن نحن من وضعنا الاسد على هذا الطريق المسدود. لقد كان هو ومن حوله هم الذين ادخلوه الى هذا الطريق المسدود.» وقال دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي يوم الجمعة ان الاتحاد الذي فرض حظرا على واردات النفط السورية يقترب من حظر الاستثمار في صناعة النفط. وسوريا منتج صغير للنفط لكن جميع صادراتها تقريبا العام الماضي اشترتها اوروبا ولشركات نفط اوروبية استثمارات هناك، ولكن ليس هناك اي اشارة في الغرب على وجود رغبة للعمل العسكري على غرار ما حدث في ليبيا. وتعداد سكان سوريا يبلغ ثلاثة اضعاف تعداد ليبيا وخلافا لليبيا المعزولة فهي محاطة بجيران على خطوط الصدع في صراعات الشرق الاوسط. واقامت سوريا تحالفا اقليميا قويا مع إيران ولكن في بادرة غير معتادة على عدم الارتياح حث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأسد على الدخول في محادثات مع المعارضة قائلا: ان الاجراءات القمعية «ليست الحل المناسب ابدا». واشارت روسيا التي أعاقت اجراء للامم المتحدة للوم سوريا الى انها مستعدة لبحث قرار محتمل من مجلس الامن الدولي لكنها ستدعم الوثيقة فقط اذا ما استهدفت المعارضة بالاضافة الى السلطات باللوم، والتقت شخصيات من المعارضة السورية مع مسؤولين في موسكو يوم الجمعة وحثوا روسيا على القيام بالمزيد لدعم المحتجين، وقال عمار القربي رئيس وفد المعارضة السورية: «الموقف غير المفهوم والمتناقض للقيادة الروسية بشأن ما يحدث في سوريا قد يضر بصورة روسيا في المستقبل.»