خرجت أمس تظاهرات في عدد من المدن السورية بعد دعوة اطلقها منظمون للتظاهر في يوم «جمعة الصبر والثبات» المطالبة باسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ففي مدينة حمص (وسط)، التي تشهد غليانا امنيا وعسكريا منذ ايام ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان «ان نحو 15 الف متظاهر خرجوا في حي الخالدية بالاضافة الى الآلاف في احياء اخرى كباب عمر وباب السباع والقصور»، واشار الى ان «الامن فرق بالقوة تظاهرة ضمت الآلاف في منطقة الجبيلة الواقعة في دير الزور (شرق)». وقال الناطق الرسمي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية عمر ادلبي إن «تظاهرة ضمت نحو خمسة آلاف شخص في القامشلي (شمال شرق) وتظاهرة في البوكمال (شرق) والتكايا (ريف درعا، جنوب)». من جهته، ذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي الذي اطلق سراحه مؤخرا بعد ان اعتقل لاثني عشر يوما دون توجيه تهمة اليه «ان قوات الامن فرقت تظاهرة في الكسوة (ريف دمشق) مما اسفر عن اصابة متظاهر»، واضاف ريحاوي ان «الآلاف خرجوا للتظاهر في حي الصاخور في حلب (شمال) كما خرجت تظاهرات حاشدة في عدة مناطق في ريف ادلب وريف درعا». وقال نشطون ان القوات التابعة للرئيس السوري بشار الاسد فتحت النار على محتجين مطالبين بتنحيه في ضاحية دوما بدمشق بعد صلاة الجمعة، وقال نشط في دمشق في اتصال هاتفي «المحتجون اتصلوا هاتفيا ليقولوا ان اثنين قتلا لكن هذا تقرير اولي يحتاج الى تأكيد»، كما ذكر ناشط حقوقي أن عناصر الامن اطلقوا النار لتفريق تظاهرة خرجت في مدينة نوى الواقعة في ريف درعا (جنوب) ما اسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين، وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي «قتل شخص واصيب ثلاثة آخرون عندما اطلق رجال الامن النار على متظاهرين خرجوا من جامع المحمدي في نوى»، وأيضا مقتل اثنين في مدينة دير الزور شرق البلاد، وقال «قتل شخصان عندما اطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن ابي طالب في دير الزور». يأتي ذلك فيما اعلن دبلوماسيون ان روسيا والصين قاطعتا الخميس المشاورات في مجلس الامن الدولي حول قرار اقترحه الغربيون ويهدف الى فرض عقوبات على سوريا، واشار هؤلاء الدبلوماسيون الى ان غيابهما عن هذه المشاورات غير الرسمية ينبىء بمفاوضات صعبة حول فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد وعلى المحيطين به لقمعهم المتظاهرين المعارضين للنظام في سوريا. وتتمتع روسيا والصين على غرار الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي. وقد اعربت روسيا عن معارضتها الشديدة لفرض اية عقوبات على سوريا مشددة على ضرورة اعطاء المزيد من الوقت للرئيس بشار الاسد كي يجري الاصلاحات التي وعد بها، كما ابدت البرازيل والهند وجنوب افريقيا (اعضاء غير دائمي العضوية في مجلس الامن) تحفظات قوية على مثل هذه العقوبات. وكانت فرنسا دعت الاربعاء الى تبني قرار في مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على النظام السوري ويستهدف بشكل خاص الرئيس بشار الاسد، كما فرض الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي دعا الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، عقوبات قاسية على النظام السوري، واصدر اوباما مرسوما منع بموجبه استيراد النفط ومشتقاته من سوريا وجمد كل اصول واملاك الدولة السورية في الولاياتالمتحدة. واعلن حاكم مصرف سوريا المركزي اديب ميالة الخميس ان سوريا اوقفت منذ الثلاثاء اي تعامل بالدولار الامريكي بسبب العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة، وتحولت تماما باتجاه اليورو، وكانت المجموعة الامريكية للدفع المصرفي «فيزا» قررت تجميد استخدام بطاقاتها الائتمانية في سوريا وتستعد منافستها «ماستركارد» لتحذو حذوها. يأتي ذلك بعد ان اختتم وفد من الاممالمتحدة الخميس مهمة انسانية في سوريا وخصوصا بعد ان طلبت منه السلطات الاثنين مغادرة مدينة حمص (وسط)، كما اعلن مسؤول في المنظمة الدولية. واعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف الشؤون السياسية لين باسكو في مجلس الامن الدولي ان الفريق الذي سمح له الرئيس الاسد بالدخول الى سوريا بعد اشهر من ضغوط الاممالمتحدة، زار دمشق وحمص وبانياس واللاذقية وحماة وحلب وادلب. وستقوم البعثة بتقديم خلاصة ما توصلت اليه في الايام المقبلة. والبعثة ستسمح للامم المتحدة بالتفكير في وسائل تلبية الحاجات لانسانية للسكان وضمان تسيير الخدمات العامة (من كهرباء ومياه شرب وصحة وغيره).