دعا غربيون أمس الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى مغادرة السلطة لتجنب المزيد من إراقة الدماء واعتبروا أن دخول الثوار إلى طرابلس يكرس نهاية النظام الليبي. ودعا رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني القذافي إلى تسليم نفسه، معربا عن تضامن ايطاليا مع المتمردين في معركتهم للسيطرة على كامل طرابلس. وقال برلوسكوني في بيان حكومي «نطلب من العقيد القذافي انهاء المقاومة التي لا طائل من ورائها وكف المزيد من المعاناة عن شعبه». وفيما اقترحت فرنسا عقد قمة لمجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا لتنسيق الموقف من الصراع، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القوات الموالية للزعيم الليبي الى إلقاء اسلحتها، متعهدا باستمرار دعم فرنسا للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. وقال بيان صادر من مكتب ساركوزي «دعا الرئيس القوات التي لاتزال موالية للنظام الى ان تدير ظهرها لحالة العمى الاجرامي المخزية لزعيمها بأن توقف اطلاق النار فورا وان تلقي بأسلحتها وتسلم نفسها للسلطات الليبية الشرعية». وقال البيان إن ساركوزي تحدث ايضا إلى محمود جبريل زعيم المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي أمس ودعاه لزيارة باريس الاربعاء. وفي واشنطن، قال الرئيس الامريكي باراك اوباما من مكان عطلته في شمال شرق الولاياتالمتحدة ان «الحركة ضد نظام القذافي بلغت نقطة اللاعودة. طرابلس تتحرر من قبضة الطاغية». وقال «على القذافي ان يدرك حقيقة انه لم يعد يسيطر على ليبيا. عليه ان يتخلى عن السلطة لمرة واحدة واخيرة». ودعا اوباما ايضا المتمردين الليبيين الذين دخلوا طرابلس الى احترام حقوق الانسان وحماية مؤسسات الدولة والسير قدما باتجاه الديموقراطية على ان تكون «عادلة وتشمل كل الشعب الليبي». وفي بروكسل اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان «نهاية نظام القذافي» تقترب، داعية الزعيم الليبي الى مغادرة السلطة «فورا» وحثت المتمردين على التحلي بضبط النفس. وقالت اشتون في بيان «إننا نشهد نهاية نظام القذافي»، مضيفة «ادعو القذافي الى مغادرة السلطة فورا وتجنب مزيد من سفك الدماء». وحثت اشتون ايضا الثوار الليبيين على ضبط النفس على الارض فيما يخوضون معركة طرابلس الحاسمة واحترام تطلعات الشعب الليبي بحصول تغيير ديموقراطي فعلا. اما بريطانيا، فقد حثت القذافي على وقف القتال دونما شروط. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يود ان يرى القذافي ماثلا امام العدالة الا انه اضاف ان مصيره في ايدي قادة المعارضة الليبية من المجلس الوطني الانتقالي. وحث كاميرون قوات المعارضة على ان تتجنب الانتقام. وقال للصحفيين «سنتخذ اجراء مبكرا في مجلس الامن كي نمنح السلطات الليبية الجديدة الدعم القانوني والدبلوماسي والسياسي والمالي الذي يحتاجونه». واضاف «سيكون بمقدورنا في اقرب وقت الافراج عن الارصدة المجمدة التي تخص الشعب الليبي». على الصعيد العربي، عبر الاردن عن أمله بأن تشهد ليبيا «انتقالا سريعا وسلميا» للسلطة. وقال وزير الخارجية ناصر جودة ان «الاردن يراقب عن كثب التطورات المتسارعة في ليبيا ويأمل ان تشهد الآن انتقالا سريعا وسلميا للسلطة يسمح بتوافق القوى السياسية والاجتماعية فيها على خارطة طريق تؤسس لنظام سياسي ديمقراطي جديد فيها». وأكد جودة في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء الاردنية الرسمية (بترا) «اهمية دور المجلس الوطني الانتقالي الليبي في هذا المضمار». وعبر عن أمله بأن «نشهد اسدالا للستار على الاوضاع المأساوية التي تعرض لها الشعب الليبي الشقيق ووضع حد لإراقة الدماء في ليبيا». كما أكد جودة «أهمية إعادة بناء ليبيا في إطار يصون ويعزز وحدتها الترابية وترابط وتلاحم أبنائها مثلما يحمي سيادتها واستقلالها السياسي ويدفع عجلة البناء والتنمية فيها بما يخدم طموحات شعبها». بدورها، أعلنت الصين أمس أنها «تحترم خيار الشعب الليبي». وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان على موقعها على الانترنت إن «الصين تحترم خيار الشعب الليبي وتأمل في عودة سريعة للاستقرار إلى ليبيا». وأضافت الوزارة أن «الصين مستعدة للعمل مع المجموعة الدولية وللعب دور إيجابي في إعادة إعمار ليبيا مستقبلا». حليف القذافي الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز قال إن حكومات اوروبا والولاياتالمتحدة «تدمر طرابلس بالقنابل». وقال « نرى صورا لحكومات اوروبا الديموقراطية ومعها حكومة الولاياتالمتحدة المفترض أنها ديموقراطية تدمر طرابلس». وأضاف أن القنابل «تسقط على المدارس والمستشفيات ومكاتب العمل والمزارع».