خروج الأرجنتين والبرازيل من الدور ربع النهائي ببطولة كوبا أميركا وعروضهما السيئة خلال الأربع مباريات التي لعبها كل منهما ، لم يكن أمرا مفاجئا قياسا على عدة عوامل ، أولها الإرهاق الشديد الذي تعرض له نجوم الفريقين مع أنديتهم خلال الموسم الماضي . لاعب كميسي مثلا الذي كان منتظرا منه ان يكون نجم البطولة والذي انتظر جمهور فريقه حول العالم أن يستمتعوا بأدائه الساحر الذي عرف به في برشلونه ، جاء إلى البطولة بعد ان لعب ما لا يقل عن خمسين مباراة ضمن البطولات الثلاث : الدوري الإسباني ، ودوري الأبطال الأوروبي ، وكأس ملك إسبانيا ، دون أن ينال فترة راحة تفصل بين نهاية موسمه الكروي مع فريقه وبداية مشواره مع منتخب بلاده كما يحدث قبل انطلاق نهائيات كأس العالم . وهذا هو السبب الأول في ظهور ميسي بمستوى متواضع . لقد كان الرجل يجر رجليه في الملعب جرا ، وأكثر من مرة سقط اللاعب العبقري دون أن يحتك بأحد ، وطلب العلاج لأسباب لا تستدعي ذلك في الأحوال الطبيعية .في رأيي أن السبب لثاني وراء ظهور ميسي بهذا المستوى غير المنتظر ، هو المقارنة المحمومة التي تجريها وسائل الإعلام بينه وبين المعجزة دييغو مارادونا . ومما زاد الطين بلة أن ميسي أرجنتيني مثله مثل مارادونا ، ولذلك فإن المقارنة تتحول إلى عبء نفسي كبير خصوصا وأن جمهور الأرجنتين بات يطلب من ميسي القيام بما كان يقوم به مارادونا . لكن هؤلاء نسوا أن مارادونا فلتة من فلتات التاريخ التي لا تتكرر ، فهو اللاعب الوحيد الذي استطاع بمفرده أن يفوز بكأس العالم وبالدوري الإيطالي عندما كانت هذه المسابقة هي قبلة النجوم من كل أنحاء العالم . مشكلة ميسي أنه يلعب مع الأرجنتين وفي ذهنه مارادونا . إنه لا يستطيع أن ينساه ، لدرجة أن ميسي يبدو وكأنه شخص يهرب من مطاردة شبح مخيف . الطابع التجاري المسيطر على وسائل الإعلام ، والسذاجة والسطحية التي يتسم بها فكر وأداء بعض المحللين والنقاد الرياضيين ، هما السبب في الحالة المزرية التي يمر بها ميسي مع منتخب بلاده . ميسي ليس مارادونا ، وأية مقارنة بين الاثنين ، ستجني على ميسي الذي أعتقد شخصيا أنه أعظم لاعب كرة قدم رأيته في حياتي ، ولكن بعد مارادونا بمراحل عديدة . ميسي هو ضحية الإعلام غير الناضج وغير المسؤول .
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain