عندما كتبت مقالتي الأسبوع الماضي «سرير لكل مريض» كنت أعني بالطبع الأحياء منهم (باعتقادٍ خاطئ مني أن الأموات يحظون بخدمات من وزارة الصحة أفضل مما يحصل عليها الأحياء) !! وأن ذويهم لا يعانون من نقص الخدمات المقدمة إليهم ولكنني فوجئت بالتقرير الذي تناولته إحدى الصحف المحلية بتكدس نحو (223) جثة داخل ثلاجات حفظ الموتى بمستشفيات مدينة جيزان وحدها تعود لعامي (1429-1430) نتيجة إصرار بعض الجهات المعنية إخضاع تلك الجثث للتشريح مما أدى لاحتفاظ العديد من المستشفيات بجثتين بدرج واحد نتج عنه تحلل العديد من الجثامين وذهبت ملامحها ولم تكتفِ التقارير بهذا الخبر بل أعقبها تقارير أخرى أشارت إلى وجود نفس الحالات بمستشفيات حائل، عسير، جدة ومكة المكرمة وكدت أجزم أنها تستشري في كافة مستشفياتنا بالمملكة. لم أتخيل أن الرحمة قد نزعت من قلوب البعض لهذا الحد وقد وقفت وزارة الصحة عاجزة أمام إيجاد حلول عاجلة نحو زيادة الطاقة الاستيعابية لثلاجات الموتى بالمستشفيات؟ لقد تحللت العديد من الجثث وفاضت الرائحة منها (حسبما أشارت تلك التقارير) وأصبحت تهدد المرضى بالمستشفيات والصحة العامة للمناطق المجاورة ولكن لا مجيب ..! أجرت إحدى الصحف المحلية مقابلة مع مدير الشؤون الصحية بجدة وعند سؤاله عن الصعوبات التي تواجه إدارة الوفيات، جاء رده التالي «الحمد لله لا توجد أي صعوبات تعيق العمل بإدارة تنسيق الوفيات فالتعاون موجود والدعم اللامحدود من قبل المسؤولين موجود ولكن المشكلة الوحيدة التي تصادف أقسام الوفيات بالمستشفى هي موضوع حفظ المستندات الخاصة بالمتوفين.. لا تعليق!! همسة : عندما تناولت وغيري من الكُتاب مشكلة البطالة وكيف أنها أصبحت قنبلة موقوتة ويجب وضع الحلول الكفيلة للقضاء عليها، فإن وزارة الصحة تواجه مشكلة من نوع آخر وسوف تتفاقم على مدار العشرين عاماً القادمة كون التركيبة السكانية للمملكة تشير إلى أن 70 % من السكان دون سن الثلاثين عاماً وأن حاجتهم للخدمات الطبية سوف تتزايد خلال العقدين القادمين. [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (89) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain