لابد أن نعترف بأن مخرجات التعليم لا تلبي احتياجات أسواق العمل بصفة عامة في الوقت الذي أفرزت العديد من التخصصات غير الضرورية وعلى غير ما يشتهى ويتمنى أرباب الأعمال.. ولذلك كان حرّياً بالجيل الحالي البحث عن وسائل ومعارف تنمي قدراته وتضيف إلى دوائر معارفه علوماً وتخصصات تؤهله للمنافسة في سوق العمل الذي فضل بعض أرباب الأعمال فيه الموظف المتعاقد الذي يجدون فيه التخصص المطلوب وبالسعر المرغوب..وعلى الشاب أن يضع نصب عينيه أن الدراسة الأكاديمية لا تعطيه كل شيء وإنما هي الطريق التي تفتح له المدارك والأبواب وتضعه على بداية خط السباق وعليه أن يتقن فن اللعب إن جاز التعبير لكنها الحقيقة في خضم تحدّيات الأعمال وفرص النجاح وله أن يسلك العديد من الطرق في وقت واحد ومنها: - التثقيف الذاتي عن طريق القراءة والاحتكاك وحضور المحاضرات ومتابعة الجديد في كل حقل وتخصص دون التركيز على الكرة والرياضة فحسب . - الالتحاق بالمعاهد المتخصصة للحصول على دورات طويلة الأجل تؤهله للحصول على دبلومات التخصصات التي يحتاجها السوق . - الالتحاق بالدورات التدريبية قصيرة الأجل في المعارف التي يحتاجها سوق العمل. ولا يمكننا أن نلقي باللوم على المجتمع وحده في تشبث الشباب بالعمل الحكومي وان كان ثمة جانب من الحقيقة في تلك النظرة كون الوظيفة الحكومية هي وظيفة مضمونة غير أن الحال قد تغير عن الآونة السابقة التي كان الشباب يتطلعون فيها إلى القطاع الخاص لزيادة دخولهم وحصولهم على مزايا إضافية لا يوفرها القطاع الحكومي ..فالوضع اختلف اليوم مع قرارات الملك المفدّى الأخيرة والتي رفعت سقف الحد الأدنى لراتب السعودي في القطاعات الحكومية.. مما أعطى الوظيفة الحكومية وهجاً لاقى القبول والمنافسة تجاه وظائف القطاع الخاص ..إذن فهي عدد من العوامل تساهم في بلورة النظرة إلى الوظيفة تفرضها الأنظمة والظروف وكذلك نظرة المجتمع.. أما كيف يشجع المجتمع الشباب على تطوير ذاته ويغير نظرته للعمل المهني فهي قضية متشعبة المحاور والوسائل إذ يمكن القول بأن هناك دورا مهما على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أن تستلهمه في تثقيف الشباب وتغيير نظرتهم السلبية نحو المهن الحرّة والدراسة الفنية المهنية غير الأكاديمية وقبل ذلك لابد من تثقيف المجتمع وتغيير نظرته إلى تلك الوظائف والعاملين فيها فكثير من الأسر يرفضون تزويج بناتهم لأولئك الشباب ويريدون الوظيفة الرسمية أو التخصص الأكاديمي إلى جانب ذلك يمكن للمؤسسات الاجتماعية إضافة تعديل على تلك الوظائف المهنية يوفر مزايا وبدلات تغري الشباب وترفع من مستوى دخولهم الأمر الذي سوف يجعل المجتمع يتقبلهم في ضوء المتغيرات الجديدة والنظرة المادية التي طغت على كثير من التعاملات.. وهناك مشكلة قائمة في سوق الأعمال تتبلور في تعيين موظفين خريجين متخصصين على مسميات وظائف مختلفة والسبب يعود إما إلى الحاجة والضرورة التي تجبر المتقدم إلى الوظيفة على قبول المعروض مهما اختلف في مسميات وإما لمشكلة البيروقراطية التي تعيق استحداث الجهات الحكومية للوظائف الجديدة أو تحويرها وبالتالي ضرورة التعيين في وظائف بديلة تفي بالمطلوب وتستقطب من ترغب الجهة في كسبة وعدم ضياع فرصه تعيينه. [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (46) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain)