لم يعق غلاء أسعار الذهب المقبلين حديثا على الزواج من شراء «دبلة الخطوبة»، لما تحمله من قيمة معنوية تفوق بكثير قيمتها المادية مهما ارتفعت. حيث اعتاد الناس على مشاهدتها في يد العروس، مسجلة في باطنها اسم عريسها وموعد الخطبة. ومن المعروف أن أسعار الذهب قد تضاعفت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، مما أعاق الكثير من العرسان عن اقتناء ما اعتادوا عليه سابقا من ذهب ومصوغات، كانت من ضمن العادات والتقاليد الشعبية في مثل هذه المناسبات. وعلى الرغم من تنازل البعض عن كثير من تفاصيل تلك العادة كالحزام والصدرية والأساور وغيرها، إلا أن دبلة الخطوبة، بقيت بعيدة عن تلك التنازلات. يقول الجواهرجي فارس عبدالله أن بيع دبل الخطوبه مازال مستمرا بالصورة التي كان عليها، وذلك لأن الدبل بوجه عام أسعارها غير مرتفعة، فالدبلة لا تزيد عن 10 جرامات، وتبدأ من جرامين، مشيرا إلى أن هناك دبلا يصل الجرام فيها إلى 50 جراما، وهذه حتى في السابق غير مرغوبة كونها مصنوعة من الفصوص ولا يكتب عليها، بينما العروسان غالباً ما يفضلان كتابة اسميهما والتاريخ على الدبلة، حتى تكون ذكرى جميلة، موضحا أن ارتفاع الذهب هو عائق في بيع الأطقم والحزام والأساور وكل ما كان أكثر من 100 جرام، مشيرا إلى أن سعر ال100 جرام الآن بلغ 16 ألف ريال، بعكس ما كان قبل سبع سنوات، حيث كان ال100 جرام ب3 آلاف ريال فقط. معتبرا أن سوق الذهب يشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار. في حين يذكر مبارك عبدالسميع بائع في أحد محلات الذهب والمجوهرات أن هنالك إقبالا على بيع دبل الخطوبة مثل الفترات السابقة، وخاصة ان الدبله الذهب هي للعروس فقط، أما العريس دائما ما تكون دبلته من الفضة، لذلك ليس هنالك تكاليف كبيرة تستدعي الاستغناء عن شراء الدبلة من الذهب، مشيرا إلى أن هناك توجها من بعض العرائس إلى اقتناء أطقم الفضة عوضاً عن الذهب. ومن جهة أخرى يرى الجواهرجي سالم أحمد أن دبله الخطوبه هي غالبا ما تبقى في يد العروس وهي إن كانت من غير الذهب قد يجعل الزوج مستقبلا في محل نقد كونها غير مكلفه ماديا بسبب الحجم، فالجرام فيها قليل. مضيفا أن الدبله عادة اعتاد عليها الناس وأصبحت من الأمور الهامة عند المرأة، ولا تكتمل فرحة الفستان الأبيض إلا بوجود الدبله الذهبية، سواء الذهب الأصفر أو الأبيض أو مزجهما معا أو البلاتين، وهي أخيرا رباط معنوي بين الزوجين. وعلى الجانب الآخر قالت ريهام الأحمدي: إنني قد استغني عن أي أنواع الذهب ولكن الدبلة لا أستغني عنها مطلقا، فهي تمثل لي ذكرى جميلة، حيث أجد أن دبلة الخطوبة هي الشيء الوحيد الذي يعتبر الرابط الجميل بيني وبين زوجي. ووافقتها الرأي رينا العامر، حيث قالت أن دبلة الخطوبة من الأمور الحاضرة في تراتيب الزواج، وخاصة عند أهالي جدة عكس بقية المناطق، وبالنسبة لي تمثل دبلة الخطوبة شيئا جميلا لا يمكن التفريط فيه، ولا يهمني نوعها أو غلاها، ولكن يكفيني البسيط منها، حيث يكفي وجودها في يدي.