أكدت المباحثات التي أجراها العاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني مع شقيقه خادم الحرمين الشريفين في جدة أمس الأول على عمق ومتانة العلاقات السعودية - الأردنية، وعلى حرص الرياض وعمان على تطوير تلك العلاقات على كافة الأصعدة بما يخدم مصالح الحكومتين والشعبين الشقيقين وتعزيز التضامن العربي، وبذل الجهود والمساعي المشتركة لخدمة قضايا الأمن والسلام في المنطقة. الملاحظ أن الزيارة تمت في ظروف تشهد فيها المنطقة حالة من التوتر في أكثر من بؤرة غليان، حيث أصبح من الواضح أن هنالك أطرافًا خارجية تحاول ركوب موجة ما يعرف بثورات الربيع العربي لإشعال نار الفتن، والعبث بأمن واستقرار العديد من دول المنطقة، ومحاولة تغيير خرائطها السياسية، وهو ما يستدعي رفع مستويات التعاون، والتنسيق بين الأقطار العربية وتفعيل إمكاناتها وجهودها لمواجهة تحديات غير مسبوقة في صعوبتها وخطورتها. هنالك أهمية أخرى للزيارة، كونها الأولى للملك عبدالله الثاني منذ الإعلان عن الرغبة في انضمام بلاده إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وترحيب دول المجلس بهذه الدعوة انطلاقًا من العلاقات الوثيقة التي تربط دول المجلس، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بالأردن. القمة السعودية الأردنية عكست، إلى جانب لقاءات، وزيارات أخرى شهدتها المملكة مؤخرًا، الحراك السياسي النشط الذي تشهده المنطقة، انطلاقًا من الرياض باعتبارها أحد أبرز عواصم القرار العربي، وحيث تزامنت زيارة العاهل الأردني مع زيارة وزير الخارجية المصري الجديد محمد العرابي، ثم زيارة رئيس الحكومة الكويتية الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح أمس بهدف البحث في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إلى جانب تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين. احتلال التطورات الجارية على الساحتين العربية والإقليمية والأوضاع السياسية التي يمر بها حاليًّا عدد من الدول العربية ، ومحاولة بعض القوى الخارجية انتهاز فرصة حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تشهدها تلك الدول لاختراق أمنها الوطني، هذه الموضوعات الهامة شكلت الأولوية في أجندة مباحثات المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين بالعاهل الأردني، والوزير العرابي، والشيخ ناصر، إلى جانب الموضوعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها البحث في سبل دعم وتطوير العلاقات الأخوية بين الدول العربية، ودعم العمل العربي المشترك بما يعزز الموقف العربي، ويمنحه الحصانة في مواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف أمنه واستقراره.