ما أروع الانتماء للوطن، وما أجمل حب البلاد، وما أفضل عشق ثرى هذه الأرض الطاهرة (المملكة العربية السعودية) على وجه العموم، والتي تهفو إليها القلوب، وأقصد قلوب المسلمين في كافة أنحاء العالم.. إنني أشعر بالحنين والاشتياق لبلدي الغالي، حينما أغادره إلى الخارج حتى ولو لفترة بسيطة واشتاق بالذات لمدينتي الغالية بريدة، حتى ولو كنت داخل ارض وطني الكبير (المملكة العربية السعودية)، ولا تلوموني في ذلك، فيبدو أن عشق مسقط الرأس، والحنين إليه أمر فطر عليه البعض، وأنا من هؤلاء أحب بريدة المآذن، بريدة العلماء، بريدة التجار، بريدة الخضرة والجمال، بريدة العقيلات، بريدة الاصالة، بريدة الحضارة، بريدة المزارع، بريدة المياه الجوفية العذبة، بريدة التمور، بريدة الإبل، بريدة التطور المذهل، بريدة التي وصلت خيرات أرضها إلى مختلف أنحاء وطننا الغالي، بل وتجاوزت إلى دول الخليج العربي الشقيقة.. أحب بريدة لأني ولدت فيها، وترعرعتُ في أرضها، والتحفتُ سماءها، وتنفستُ عبير هوائها.. أحب بريدة حيث جمال الطبعية في رمالها الذهبية، وواحاتها الغناء.. أحب بريدة لأنها سلة قمح المملكة وواحتها الخضراء.. أحب بريدة الامتاج عبق الماضي فيها وأصالته مع روعة الحاضرة وجماله. لقد صدق ذلك الشاب الذي زار بيروت قبل أربعين عامًا، وكانت حينها أجمل مدينة في الشرق الأوسط، ومع ذلك صرخ حينما اشتاق لمدينة بريدة بأعلى صوته (يحول يا للي ماله بريدة) أي عزائي لمن ليس لديه بريدة في وقت لم تكن فيه بريدة قد شهدت روعة النماء وعظمة التطور الذي تعيشه حاليًّا كسائر شقيقاتها في مملكتنا الحبيبة.. وبرغم شدة حرارة طقس بريدة صيفًا وغبارها في بعض الأحيان وجفافها في أحيان أخرى إلاّ أنها تظل غالية وإليها تتوق أنفسنا.