قال سفير البريطاني لدى الرياض توم فيليبس ل»المدينة»، أن بريطانيا تدعم التحولات الديمقراطية في العالم العربي ، موضحاً أنه لا علاقة للغرب بما يحدث هذه الأيام في بعض الدول العربية . مؤكدا على أن الحكومات يجب أن تستمر في دعم طموح الشعوب حتى تحافظ على شرعيتها. وقال فيليبس خلال أول مؤتمر الصحافي مع صحف سعودية أول أمس: «إن المملكة العربية السعودية تعتبر أكبر حليف إستراتيجي لبريطاني ، ولفت إلى أن حجم التجارة البينية بين البلدين يصل إلى 5 مليار جنيه إسترليني». وأوضح السفير البريطاني أن هناك (200) مشروع مشترك على الأراضي المملكة بقيمة تصل إلى (17.5) مليار دولار ، فضلا عن وجود العديد من الشركات البريطانية الضخمة التي تعمل في المملكة.وفيم يتعلق بالتأشيرات، قال السفير البريطاني: إن آلاف السعوديين تقدموا هذه الأيام للحصول على التأشيرة البريطانية ، ولفت إلى أنه في العادة تصدر التأشيرة خلال 24 إلى 48 ساعة من تقديم الطلب ، لكن في أوقات المواسم يجب على المتقدمين مراعاة الضغط الذي تواجهه السفارة ، وإعطاء نفسهم مدة زمنية تصل إلى 3 أسابيع . ولفت السفير إلى أن هناك أكثر من (16) ألف طالب سعودي يتلقون الدراسة في الجامعات البريطانية. وعن موضوع الإصلاحات داخل المملكة ، قال السفير البريطاني: إن لندن ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين ، وقال: أنا متأكد أن الملك سيستمر في هذه الإجراءات حتى تلبية طموحات الشعب. وفي الشأن الليبي، قال السفير البريطاني: إن عمليات الناتو هناك قانونية وصحيحة ، مشيراً إلى أن الهدف منها هو حماية المدنيين الليبيين ، وأن هذا التدخل العسكري كان بطلب من الجامعة العربية . وقال فيليبس: «نحن متأكدون من أن المستقبل السياسي لليبيين يحدده الشعب بنفسه ، وحتى يتم هذا لا بد لقذافي أن يتنحى على الفور» . وفي الموضوع اليمني، أعرب السفير البريطاني لدى المملكة عن قلق بلاده من الوضع هناك ، معتبرا ن هذا القلق مبرر ، ورحب بجهود المملكة المبذولة لتهدئة الأوضاع في اليمن ، واستضافتها الرئيس اليمني لتلقي العلاج . وشدد السفير البريطاني على ضرورة ألا تلقي الأحداث العربية بظلالها على عملية السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني . وفي الملف الفلسطيني قال السفير البريطاني: «إن بلاده ملتزمة بحل الدولتين ، وأنه يجب السعي لجمع الفرقاء للتعاون على الأساس الذي صرح به الرئيس الأميركي باراك أوباما» ، وأكد على أنه يجب حل الصراع العربي الإسرائيلي الآن وبشكل قاطع وعلى نحو عادل ويحقق الرخاء لكلتا الدولتين . وفي موضوع البحرين ، قال السفير: إن بلاده تدعم طلب البحرين الرسمي من دول مجلس التعاون ومساعدتها في حل الأزمة ، داعيا البحرينيين للتوصل إلى اتفاق يجتمع حوله كل الأطراف . أما بالنسبة للوضع في سورية ، فقال السفير: إن بلاده تدين استخدام القوة ضد المتظاهرين ، وأن بريطانيا في مقدمة الداعمين لدعوة النظام السوري لتغيير هذه السياسة . وخلص إلى أن من المهم ألا نسمح للأحداث العربية الجارية ، أن تؤثر على التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، أو أن تؤثر على الجهود المبذولة لحمل إيران التخلي عن طموحاتها النووية. قائلا: إنهم لا يزالون ينتظرون رد إيران على مقترحات مجموعة 5+1، وأكد أن بلاده ساهمت في تثبيت العقوبات على إيران ، من خلال إدراج مسؤولين وشركات تابعة للحرس الثوري على قائمة العقوبات. وعن أسباب الثورات العربية ، قال السفير البريطاني: إنه لا بد النظر لكل ثورة من الثورات التي تمت بمعزل عن الأخرى ، وأوضح أن أسبابها قد تعود لعدم وجود عقد بين الحاكم والمحكوم ، وأن التعاقد هناك يؤسس على الخوف والقمع ، لافتا إلى أن النظام المتبع في الغرب أحد الطرق التي تؤدي لإيجاد نظام سياسي جيد . وامتدح السفير البريطاني النظام السياسي المعمول به في المملكة ، والمتمثل في البيعة ، وقال:إن النظام في المملكة قائم على البيعة ، وهو مكتسب الشرعية . وأوضح السفير البريطاني أن بلاده رفضت رفضا قاطعا كل الخطوات التي اتخذها النظام الإيراني ضد ثورة الاصلاحيين، منتقدا ازدواجية المعايير لدى النظام الإيراني حينما يدعم الثورات العربية ويسحق الثورة بداخله . وقال: إن سبب عدم دعمهم للثورة داخل إيران كما فعل في الحالة الليبية ، بالرغم من أن النظام الإيراني يشكل خطورة تفوق أي نظام عربي قائم بالنسبة للغرب على أقل تقدير ، أنه لم يكن هناك توافق دولي على التدخل في الحالة الإيرانية ولم يكن هناك غطاء عربي لذلك ، كما كان في وضع ليبيا .