أكد سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على مشروعية إصلاح ذات البين بين الناس، وقال : إنه أمر عظيم لتوحيد الصف، وجمع الكلمة وإزالة الشقاق والجفاء بين الناس، وحلّ الخلافات الزوجية وبين ذوي الارحام، مضيفا ان دين الاسلام دين العدل والانصاف والتآلف واجتماع الكلمة، واحقاق الحقوق ورفع المظالم، وقطع دابر الفساد في الأمة، وأشار المفتي العام الى ضرورة إصلاح ذات البين وقال : إنه "عمل شريف فاضل وثوابه عظيم"، و"خير أن يتناجى به المتناجون " وأنه نفع متعدٍ أفضل من نوافل الصلاة والصيام والصدقة، واضاف المفتي العام : إن الشرع أباح الكذب وهو من كبائر الذنوب ولكن أبيح في إصلاح ذات البيْن والتوفيق بين المتنازعين لقطع دابر الفتنة، وقال : ان المصلح لو احتاج الى بذل مال في سبيل وأد فتنة فله أن يعطى من الزكاة مقدار ما بذل لاصلاح ذات البين حتى لو كان مقتدرا ويملك الاموال . وقال المفتي العام : إن إصلاح ذات البين لايكون لوجاهة او لمنصب او لمال او شهرة بل هو لله عز وجل ولابد ان تتوافر الصفات المطلوبة في من يقوم بإصلاح البيْن ومنها ان تكون نيته لله وعمله بلا رياء ولاسمعة فيكون تقربا للمولى عز وجل، وان يكون هدفه جمع القلوب وان يكون شاكرا لله أن وفّقه للعمل الصالح، وان لايقدم للاصلاح الا بعد ان يعرف كافة تفاصيل القضية ويسمع للجميع، ويلمّ بها ولا يسمع لطرف دون آخر، ولا يكون هدفه نصرة الغني وصاحب الجاه على الفقير صاحب الحق، وان يكون عادلا لا يجامل ولا يحابي وان يستعين بالله في كل خطوة من خطوات الاصلاح، وان يصلح صلحا لا يترتب عليه تحريم حلال ولا تحليل حرام، بل يجب ان يكون اصلاحه موافقا للشرع ويختار الوقت المناسب، وحدد المفتي العام مجالات اصلاح ذات البين وقال انها كثيرة وتشمل الكثير من الامور العامة والخاصة التي يقع فيها نزاع وقد يترتب عليه فساد وجفاء وخصام، مضيفا ان يكون الاصلاح ذات البين بين عامة الناس بين بعضهم البعض واعظم اصلاح ذات البين بين الزوجين حتى لا يقع الطلاق ويفرق بينهما ويشرد الاولاد، والاصلاح بين ذوي الارحام، وبين الراعي والرعية فكما للراعي حقوق ومسؤوليات عليه حقوق وواجبات ازاء الرعية، فيجب حل القضايا بين الراعي والرعية في حدود المسؤوليات وحل مشاكل الناس وحل قضاياهم بما يضمن الامن والاستقرار، فالراعي له حق وعليه حقوق ولكن يجب الابتعاد عن الانتقاص وترديد الشائعات، وكذلك الاصلاح بين القبائل المتناحرة خوفا من الفتن وحقنا للدماء، وكذلك الاصلاح بين الورثة، والاصلاح بين الدعاة والعلماء، والتقريب بين وجهات النظر بين الكتّاب والصحفيين والاعلاميين، فهناك من يكتب مقالا يفهم خطأ او يثير التباسا ومن ثم يجب ان يقوم المصلح بين الدعاة والصحفيين والاعلاميين لاصلاح الخطأ وازالة الالتباس، وكذلك قيام القاضي بالصلح بين المتخاصمين، والاصلاح في الحوادث المرورية، وبين اصحاب الشركات والمكفولين، وبين الشركات المساهمة وبين المساهمين على ان ترد لهم حقوقهم ولا يقوم اصحاب الشركات باخفاء الحقائق والاموال .