انتقدت مجموعة من الشباب إصرار بعض المواقع السياحية على رفع لافتة «للعوائل فقط»، مشيرين إلى ان تلك العبارة اصبحت حجر عثرة للسياحة الداخلية الشبابية، وأن الحل امام تلك العبارة هو اللجوء إلى السياحة الخارجية. وأكد شباب التقتهم «المدينة» مع استعداد البعض للقيام بعمل البرنامج السياحي ان الاسعار تحتاج إلى توازن؛ إذ إن هناك تفاوتًا في اسعار الخدمات. ويرى الشاب خالد العمري «طالب جامعي» أن بعض الشركات اهتمت بالمشروعات السياحية بالمملكة، ولكن هناك مبالغة في أسعار الخدمات التي يقدمونها للزوار رغبة منهم في الربح السريع، مما انعكس سلبًا على إقبال المواطنين على حد تعبيره. ويقول ناصر الحربي «معلم تربوي»: أتمنى أن يكون هناك توازن في الأسعار بالنسبة للسياحة الداخلية، خاصة في مجال السكن؛ إذ إن السائح يأتي من أماكن بعيدة ليواجه مشكلة غلاء أسعار الفنادق والشقق المفروشة فيضطر إلى تقليص المدة أو العودة من حيث أتى. أما فهد الدخيل «موظف بإحدى الشركات الخاصة» فيشير إلى أن المرافق السياحية بالمملكة متطورة والإمكانات متوفرة، ولكن المشكلة تكمن في ارتفاع الأسعار، خصوصًا في المواسم مثل الإجازات الصيفية والأعياد، مطالبًا بإيجاد حل لذلك تشجيعًا للسياحة الداخلية. من جهته اعتبر الشاب الجامعي سعد عائض، أن ارتفاع أسعار السياحة الداخلية جعل الكثير من المواطنين يفضلون قضاء إجازاتهم في الدول العربية المجاورة، رغم أن المهرجانات السياحية في بعض مناطق المملكة جذبت الشباب بعض الشيء إلا أن الشباب يشعرون بأنهم مطاردون دائمًا من جهات معينة، خاصة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. * فعاليات للشباب أكد الدكتور عبدالله التمام عميد كلية السياحة والآثار بالمدينةالمنورة أن السياحة رافد اقتصادي وطني مهم، موضحًا أنه من الطبيعي أن تواجه صناعة السياحة الشبابية بعض العقبات، إلا أنه يمكن تجاوز تلك العقبات برفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية السياحة اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال العمل على تغيير أفكار الناس ومفاهيمهم عن السياحة، مشيرًا إلى أن الجهات المتخصصة والتنظيمية يتطلب منها أن تضاعف جهودها في رسم الخطط والبرامج ووضع الأنظمة واللوائح التي تساعد على رفع مستوى الخدمات السياحية المقدمة. أما الدكتور محمد بن عبدالعزيز الدغيشم عضو هيئة التدريس بكلية السياحة والآثار فطالب بإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة الفاعلة في معظم المهرجانات والفعاليات السياحية، التي تنظم بالمملكة ويمنع عنها بحجة أنها تقتصر على العائلات، منتقدًا تركيز أغلب تلك الفعاليات السياحية على الجانب التسويقي فقط دون الاهتمام المناسب بالأغراض السياحية الأخرى كالترفيه والاستجمام والثقافة والرياضة والتواصل الاجتماعي والتعرف على الحضارات وغيرها، موضحًا أن الحل الأفضل للتغلب على هذه المشكلة قيام الجهات والهيئات المتخصصة، كالهيئة العامة للسياحة والآثار والرئاسة العامة لرعاية الشباب وبعض الأندية والمراكز ذات الصلة بالشباب ومنشآت الأعمال الخاصة التي تقوم بإنتاج أو بيع سلع أو تقديم خدمات مخصصة لفئة الشباب، بتنظيم فعاليات أو مهرجانات خاصة بالشباب تضم عددًا من الأنشطة التي تلبي احتياجاتهم. ويشدد الدكتور الدغيشم على أن الشباب السعودي لا يحصل على فرص كافية للتمتع بما يتم تقديمه من مهرجانات أو فعاليات سياحية أو ترفيهية في ضمن أنشطة السياحة الداخلية. من ناحية أخرى أوضح الدكتور محمد مفرح القحطاني الباحث في مجال السياحة أن فئة الشباب من أكثر فئات المجتمع سفرًا للخارج نتيجة ما يواجه من معوقات تحد من إقباله على السياحة الداخلية، فالغالبية العظمى منهم يتذمر بمرارة من أسلوب التعامل مع الشباب في الخدمات والمرافق الترويحية والسياحية المختلفة. كما يعاني الشباب من عدم توفر الخدمات الترويحية والسكنية المناسبة لهم من حيث الخدمة والسعر وغيرها من الأمور التي تحد من إقبال الشباب على التمتع بإجازاتهم داخليًا. خطوات تنظيمية وتنموية وفيما يتعلق بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شدد مدير فرع الهيئة بمنطقة الباحة الشيخ علي بن صالح الشمراني على أن هيئة الأمر بالمعروف بالمنطقة تقوم بدور اجتماعي وتنظيمي بارز باعتبارها إحدى الجهات الحكومية التي لها علاقة بالسائح، حيث تسعى جاهدة لخدمة السائح .