من أهم المراجع التي استعنت بها في الدراسات العليا، وفي بحوثي بشكل عام الكتب (الببليوجرافية) التي تُعنى برصد العديد من أوعية المعلومات فتختصر الزمن على الباحث وتقدم له معلومات ما كانت لتخطر على باله؛ ولذلك فإنني أطلق عليها " مفاتيح العلم"، ومن الأعمال التي تستحق التنويه والاحتفاء في هذا السياق كتابان أصدرهما الدكتور منصور الحازمي عن جريدتي أم القرى وصوت الحجاز. ومن بين الكتب المهمة التي عُنيت بالرصد الببليوجرافي، كتاب بعنوان " موسوعة الرحلات العربية والمعرّبة المخطوطة والمطبوعة: معجم ببليوجرافي" من تأليف الأستاذ محمد بن سعود الحمد، وصدر عن دار " مثقفون بلا حدود" عام 1428ه/2007م في 518 صفحة من القطع المتوسط. والحمد من مواليد مدينة الرياض عام 1391ه/1971م، وله اهتمام بأدب الرحلات وبالسيرة الذاتية، وصدر له عام 1429ه/2008م كتابان، وهما: القاهرة في عيون الرحّالة، ومقالات العلامة محب الدين الخطيب، وله العديد من المؤلفات قيد الطباعة. وقد تصدرت الكتابَ مقدمة مطوّلة في ثلاث وثلاثين صفحة تضمنت أسباب التأليف، وتعريف الرحلة، وأغراضها، وأبرز الرحّالة العرب، والمنهج والإطار الذي سار عليه الكتاب فقال: " تهدف هذه الموسوعة الببليوجرافية إلى حصر وتوثيق الإنتاج الفكري المخطوط والمطبوع حول الرحلات والرحّالة وما يتصل ويتعلق بهما من دراسات وتعليقات وتحقيقات عربية أو معرّبة". وواضح الجهد الكبير الذي بذله المؤلف في الرصد والاستقصاء، ويذكر أنه أخذ منه سبع سنوات من العمل؛ ولهذا فإنه أهدى للمكتبة العربية عملاً نفيساً جديراً بالتقدير، وبخاصة أنه لم يقتصر على المطبوع، وهو كافٍ، وإنما ألزم نفسه برصد المخطوط، وهو عمل مرهق بلا شك، ويعد هدية ثمينة للباحثين الذين يتطلعون إلى تسجيل رسائل في الماجستير أو الدكتوراه. ومما يمكن أن يقدم للمؤلف من مقترحات للطبعة القادمة بإذن الله، تحويل المقدمة إلى جزأين: مقدمة، وتوطئة؛ لأن المعلومات التي تضمنتها تخرج عن إطار المقدمات المتعارف عليها في الكتب، واستبعاد كلمة (موسوعة) من العنوان واختيار كلمة أكثر دقة، وإضافة فهرس لموضوعات الكتاب، واستدراك بعض الأعمال الرحلية الشهيرة التي فات عليه أن يرصدها، ومنها: أبو الهول يطير، وشمس وليل لمحمود تيمور، وأبعد من موسكو ومن واشنطن لميخائيل نعيمة، وغيرها من الأعمال. [email protected]