هو جورج برنارد شو (1856-1950) أديب إيرلندي مشهور عرف بأعماله المسرحية الرائدة، ولكنه اشتهر أيضًا بالأقوال الرائعة والإجابات البارعة والسخرية اللاذعة! * هو الذي قال له كاتب مغرور ذات مساء: أنا أفضل منك يا (شو) فأنا أكتب بحثًا عن الشرف، وأنت تكتب بحثًا عن المال؛ فرد عليه: صدقت كل منا يبحث عما ينقصه! * وفي مناسبة أخرى قالت له امرأة رائعة الجمال: « يعتبرك الناس أذكى البشر، ويعتبرونني أجمل النساء، فلو تزوجنا لجاء أولادنا أجمل الأولاد وأذكاهم « فابتسم برنارد شو، وقال: « لكني أخشى يا سيدتي أن يأتي أولادنا على شاكلة أبيهم في الجمال، وعلى شاكلة أمهم في الذكاء.. وهنا تكون المصيبة الكبرى”! * كان برنارد شو صديقًا حميمًا ل(ونستون تشرشل) رئيس وزراء بريطانيا، وكان الأخير يحب مشاكسة الأدباء ليرى ردة فعلهم. قال تشرشل -وكان ضخم الجثة-: إن من يراك يا أخي برنارد -وكان نحيلًا للغاية- يظن أن بلادنا تعاني أزمة اقتصادية حادة وأزمة جوع خانقة. أجابه برنارد شو على الفور: «ومن يراك أنت يا صاحبي يدرك سبب الأزمة”! * التقى برنارد شو سيدة أنيقة جميلة فقال لها: “ما أروع حسنك”.. فابتسمت وقالت له: « ليتني أستطيع أن أبادلك هذا المديح”.. أجابها شو “لا بأس يا سيدتي.اكذبي مثلي اكذبي”! * وجلس يتحدث مع أخرى مادحًا نفسه وأعماله الأدبية المتنوعة، ثم قال: “لقد أطلنا الحديث عني وجاء دورك لتحدثينا عن نفسك،.. ما رأيك في مسرحيتي الأخيرة”؟! * مر بالصدفة على إحدى المكتبات الرخيصة التي تبيع كتبًا مستعملة فوقع نظره على كتاب له يحوي بعض إنتاجه؛ ولما فتحه هاله أن يرى أن هذه النسخة كان قد أهداها إلى صديق له وكتب عليها بخط يده «إلى من قدر الكلمة الحرة حق قدرها -إلى الصديق العزيز مع أحر التحيات- برنارد شو”. اشترى برنارد شو هذه النسخة وكتب تحت الإهداء الأول: “جورج برنارد شو يجدد تحياته الحارة إلى الصديق العزيز الذي يقدر الكلمة حق قدرها” وأرسل النسخة بالبريد المضمون إلى ذلك الصديق! * كان يقول: “الحيوانات أصدقائي، وأنا لا آكل أصدقائي! «إشارة إلى التزامه الطعام النباتي. ظل نباتيًا لمدة 64 عامًا، ولم يكف عن السخرية حتى وهو على فراش الموت، حيث قال حول ذلك: “لي الحق أن تشيعني قطعان من البقر والخراف والدجاج والأسماك، وأن تمشي كلها في حداد علي”! * عاش برنارد شو حياة فقيرة أيام شبابه، ثم أصبح ثريًا بعد أن اشتهرت أعماله وزادت مبيعاتها، ولكنه مع ذلك ظل بسيطًا متقشفًا يعشق القراءة والكتابة، وعندما حصل على جائزة نوبل في الآداب، وهو في آخر حياته اعتذر عن استلام الجائزة المالية، وقال: « لا حاجة لي بها الآن؛ فهي طوق نجاة يقدم لي بعد أن وصلت إلى بر الأمان؛ أين هي حين كنت أصارع الأمواج؟! «.. ويقال: إنه تبرع بقيمة الجائزة الكبيرة لمساعدة الكتاب الإيرلنديين في نشر أعمالهم الأدبية. محمد منصور آل فاضل - نجران