حذر مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للافتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ من ظاهرة التفحيط، التي يقوم بها بعض الشباب، وقال ان من يقوم بالتفحيط يعرض نفسه والآخرين لخطر عظيم وضرر كبير، وقال: كم من لقوا حتفهم بسبب التفحيط وكم من اصيبوا، وكم من الاضرار المادية التي وقعت بسببه، وقال سماحته إن من يقود سيارته تحت أاثير المخدرات او السكر وارتكب حادثاً نجم عنه قتل فهو متهم بالقتل العمد، واشار سماحته الى ان المفحطين يرتكبون اخطاء جسيمة في حق انفسهم وحق مجتمعهم، وانهم يعطلون مصالح الناس، ولا يقومون بدورهم في المجتمع فهم متعطلون عن العمل كسالى ينامون طوال النهار ويسهرون طوال الليل، مطالبا جميع الاجهزة المسؤولة عن التوعية والتربية والتوجيه والاعلام لمكافحة ظاهرة التفحيط. وقال المفتي العام في خطبة الجمعة التي القاها أمس بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بوسط الرياض والتي خصصها لتناول خطورة ظاهرة التفحيط، محذرا منها ومن مخاطرها، وقال ان المسلم عليه ان يشكر الله على نعمه التي انعم بها عليه، والابتعاد عن المعاصي، اثناء قيادته للسيارة، فيلتزم بقواعد المرور وانظمة السير ويتبع التعليمات، وقال: هناك من يقود السيارة وهو في حالة سكر او تحت تأثير المخدرات، ويسيرون بسرعة جنونية وهم بلا وعي ولا ادراك ويتسببون في خطر عظيم على انفسهم وعلى الاخرين، ومن ارتكب اي جناية وقعت منه وهو يقود سيارته بلا وعي وتحت تأثير المخدرات فيعاقب امام القضاء الشرعي بتهمة القتل العمد لانه تعاطى وسائل خبيثة تجعله في غير اتزان، مطالبا سماحته بالهدوء في القيادة والاتزان واتباع النظم والاخذ بجميع اسباب السلامة من فحص السيارة والتأكد من اسباب الوقاية، والالتزام بآداب ووقاية المرور للحفاظ على الحياة، محذرا من شركات التأمين ووعودها التي وصفها سماحته ب»الكاذبة» و»افعالها المخالفة». وتناول المفتي العام قضية التفحيط وما تشكله من خطر جسيم على الشباب، وقال : ان بعضاً من الشباب ابتلي بهذه الظاهرة الخطيرة، فيقومون بها في اوقات متأخرة بالليل ويقودون السيارات بطريقة جنونية، ويتسببون في ازعاج النائمين وفزعهم، ويتسببون في ارتكاب الحوادث البشعة التي يذهبون هم واخرون ضحيتها، فيقتل من يقتل ويصاب من يصاب، ووصف سماحته »التفحيط» بأنها ظاهرة خطيرة ضررها جسيم، وان قواعد الشرع تقتضي حرمة التفحيط لما فيه من ممارسات خاطئة توقع الضرر بالشخص المفحط وبالاخرين، اضافة الى انها عبث بالاموال وايذاء وضرر عظيم في الانفس، فهناك من يفقدون ارواحهم , ويعرضون حياة غيرهم للخطر، ويعطلون المصالح، وهي انفاق في الباطل من تبذير . وقال سماحته ان هناك من المنحرفين سلوكيا وممن يتعاطون المخدرات ومن يقومون بسرقة السيارات للتفحيط بها واتلافها ثم التخلص منها والقائها في واد بعيد، وقال سماحته كم ارتكب هؤلاء المفحطين من مخالفات وكم ادخلوا على اسرهم الحزن والهم وهم يرتكبون الحوادث ويقعون ضحاياها، وطالب سماحته باحترام الدماء والاموال والاعراض، وقال لقد أمرنا الاسلام ان نصون الاموال والاعراض والأنفس والممتلكات، فديننا يحذر من التصرفات الخاطئة، وان من يقوم بالتفحيط يقتل الاوقات فهم يسهرون الليالي وينامون في النهار، ولا يقومون بأي اعمال للرزق، وهم متبطلون عن العمل، اضافة الى اصدقاء السوء والمفسدين الذين لا يبالون بأي جناية ارتكبوها . وطالب المفتي العام اولياء الامور بالأخذ على ايدي ابنائهم الذين يقومون بالتفحيط ويمنعونهم من هذه الاعمال حفاظا على ارواحهم وممتلكاتهم، وان يكون للاعلاميين والتربويين والدعاة دورهم في توعية الشباب وتذكيرهم بحرمة الدماء والاموال، وتعاون الآباء والامهات في ذلك، وان تكون هناك حملة توعية بخطر التفحيط في وسائل الاعلام، وشدد المفتي العام على دور رجال الامن والمرور لمحاصرة ظاهرة التفحيط ومنع من يقوم بها وتطبيق الانظمة بحقه.