يبدو أنَّ الدعاوى العالمية لاحترام الرأي الآخر تزيد الهوة بين الأطراف المختلفة بدلاً عن تقريبها ، فالرموز السياسية والإعلامية والفنية أصبحت تُشهر بتعصبها علانية أيضاً . الأسبوع الماضي أثار المسلمين والمسلمات قول السياسي البارز «وئام وهاب « عندما وصف المرأة المحجبة المسلمة بأنها (كيس للزبالة) لا تظهر به أي معالم أنوثة. لاحقاً قدم «وئام وهاب» اعتذاراً رسمياً في مؤتمرٍ صحفي قائلاً : (إنها كلمة خطأ وأعتذر عنها ،وأنحني أمام كل امرأة مناضلة محجبة رفعت رأسنا في هذه الأمة ،زلة لسان لا تحتاج إلى كل الحملة) الحقيقة أنَّ ما قام به «وئام وهاب» ليس مستغرباً أبداً ، فهنالك تيارات تصر على وصف المرأة التي ترتدي النقاب ب(النينجا) وتيارات أخرى تصف المرأة التي ترتدي العباءة على الرأس ب(حيوان البطريق) ، في نفس الوقت يتم وصم السيدات اللواتي يملن لوجهات النظر الدينية التي تحصر ارتداء الحجاب على زوجات الرسول بأنهن (فاسقات دينياً ) ، والسيدات اللواتي يتبعن وجهة النظر الدينية بكشف الوجه ب(إنهن غير محجبات). الانتصار في الحصول على اعتذار من «وئام « لا يقنن أو يقلل المشكلة التي تتمحور في عدم احترام حياة وقرارات الطرف الآخر ، الدين الإسلامي يحوي وجهات نظر متعددة فيما يتعلق ب(مسألة الحجاب) ، ولا بد على المسلمين والمسلمات بكافة الطوائف أنَّ يتصالحوا مع وجهات النظر المتنوعة في( مسألة الحجاب) وأنَّ يتم احترامها وعدم شتمها ، و معاقبة أيَّ شخص في موقع قيادي سياسي أو أعلامي أو تربوي عند شتمه لأحد متبعي وجهات النظر المتعددة . فإن احترام العالم الغربي لرمز إسلامي لن يأتي قبل أنََّ يحترمه المسلمون والمسلمات أنفسهم. [email protected]