اعتبر الفنان التشكيلي رجا الله الذبياني أن معرضه الشخصي المقبل سيعكس حضارة وتاريخ المدينةالمنورة، وطالب الفنانين التشكيليين بالاهتمام بتراثنا وتاريخنا لأن ذلك سوف يبقى للأجيال. وقال الذبياني: «المعرض سيقام خلال الأسبوع المقبل بمجمع الراشد التجاري بالمدينةالمنورة ويفتتحه مدير التعليم بالمدينةالمنورة سعود الزهراني ويضم أكثر من ثلاثين لوحة فنية تمثّل آخر أعمالي الفنية». وقد أشاد عدد من الفنانين والنقاد بأعمال وتجارب الفنان الذبياني، حيث تحدث في البدايه رئيس لجنة الفنون التشكيليه بجمعية الثقافه والفنون بالمدينةالمنورة الفنان أحمد بن عبدالله البار بقوله: الفنان المبدع رجا الله ضيف الله الذبياني هو ابن المدينةالمنورة نشأ وترعرع بين أحيائها التراثية الجميلة والأصيلة، وشكّل في لوحاتة العلاقات الاجتماعية بالمدينة وصوّر الروابط المهمة للأحياء التراثية بالمدينةالمنورة، كما اهتم كثيرًا بإبراز واقع المسجد النبوي الشريف بريشته الواقعية، حيث أبرز لنا معالم جمالية سامية تجلّت في حبه وعشقه لأرض طيبة الطيّبة، ورسم العديد من الأعمال الجميلة والواقعية عن تراث المدينة والتي تظهر في أعماله (السقا ورقصة المزمار والخبيتي وغيرها)، كما اهتم بدراسة المنظور في مجمل أعماله، مما يدل على تمكّن مهارته في التعامل بصدق وشفافية عالية في عطاءه وإبداعه، وأما عن سيرته الفنية العطرة فقد درس الفن التشكيلي على أيدي فنانين كبار وعلى رأسهم الفنان التشكيلي الراحل (محمد سيام رحمه الله)، وصقل موهبته بدورات مختلفة في مجال الفن التشكيلي وأهمها دورة الزيت والاكليريك والباستيل والخامات المختلفة وغيرها، كما شارك في العديد من المناسبات المحلية والوطنية، وحصل من خلالها على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، ولديه عدة مقتنيات لكبار الشخصيات، ومن خلال ما ذكرتة من سيرة الفنان رجا الله الذبياني فهو يُعتبر من أبرز معلّمي وفناني منطقة المدينةالمنورة التعليمية، وأنا أبارك له عطاءه الجميل واللامحدود كما أبارك له معرضه الشخصي الأول نتاج سنوات من الخبرة والعطاء والإبداع وأسأل الله العلى القدير أن يمتّعه بالصحة والعافية والنجاح المستمر. ومن جانبه تحدث الفنان عمار سعيد قائلًا: رجا الله الذبياني هو أحد الكواكب المتلألأة في سماء الوطن الغالي وخارجه في المجالات الفنية وغيرها، ولقد فرض أسلوبه المتميّز في التصوير التشكيلي على أعلى المستويات الفنية المحلية والدولية، وذلك من خلال عرض أعمله الفنية في محافل دولية لتمثيل الوطن الغالي، وذلك من خلال لوحاته وأسلوبه الواقعي الذي صوّر لنا التاريخ في حقبات مختلفة مرّت على مملكتنا الحبيب، فالفنان رجا الله الذبياني مبدع وذو نظرة فنية عالية واعتبره أحد النّقاد الصادقين في الفن التشكيلي في إعطاء آرائه للعمل الفني من دون أي مجاملات وهذه ميزة لا يعرفها الكثير عنه، وكذلك له أسلوبه وتكنيكه الخاص به في محاكاة التراث العمراني في الوطن الغالي لكل منطقه من مناطق الوطن بألوانه وأسلوبه الخاص به والذي تميّز بهما عن غيره بكل جدارة واستحقاق، فالفنان رجا الله الذبياني حاكي التراث العمراني في أجمل وأرقى ملحمة فنية بين الماضي والحاضر وذلك عن طريق رسم تراث كل منطقة من مناطق المملكة بأسلوبه الخاص وبأسلوب يحاكي تلك المنطقة، والملاحظ والمتابع للفنان الذبياني يجد أن لوحاته عبارة عن ملحمة تاريخية مصورة بأرقى وأجمل أسلوب ويحق لنا أن نطلق عليه الفنان المؤرخ بالمدرسة الواقعية. أما الفنان منصور محمد الشريف فقال عن الذبياني: لوحاته التشكيلية هي في واقعها أقرب لأن تكون قصائد شعرية لفنان عشق مدينته، هذا هو الانطباع الذي يمكن أن نخلص إليه عند مشاهدتنا للمعرض الشخصي الأول للفنان رجاء الله الذبياني والذي جاء ليعرض تفاصيل تجربة فنية قاربت على العشرين عامًا، اعتمد خلالها الفنان بشكل واضح على استثمار مكونات بيئة المجتمع المدني بطيبة الطيّبة بكل عناصرها المبهرة، المادية منها والروحية، لتصبح العمارة والطبيعة والتراث مصادرًا رئيسية يستلهم منها عناصر إبداعه الفني لإنتاج لوحات تشكيلية تحكي عن المدينةالمنورة بماضيها وحاضرها بفرشاة ذات لمسات ناعمة تؤكد على طبيعة الحجر والبشر في هذه المدينة المباركة، كل ذلك يجعلك على يقين وأنت تشاهد أعماله بأنك تقف أمام فنان تشبّع بكل مكونات بيئته فأصبح مشحونًا بالأصالة والعراقة، فالمسجد النبوي الشريف، ومشربيات العمارة المدنية القديمة، والحارات والشوارع، والمهن القديمة، والحصان العربي الأصيل، ووغيرها من عناصر الموروث الشعبي جميعها حاضرة وبقوة في أعمال رجاء الله الذبياني الذي عبّر عنها برؤية جمالية إنسانية لا تخلو من التميّز والتفرّد وليبتعد في الوقت ذاته عن النقل الحرفي للأشكال، في وقت نلحظ فيه سيطرة اللونين الأزرق والأخضر بدرجاتهما المختلفة على هذه الأعمال بطريقة متناغمة وكأنها سيمفونية لونية مما يؤكد على قدرته وتمكّنه من أدواته الفنية لخلق فن مميز. ويقول عنه الفنان محمد الخطابي: يُعتبر رجا الله الذبياني من فناني المدينةالمنورة المميزين، وبدأت أعماله بالمدرسة الواقعية والسريالية، ورسم المسجد الحرام والمسجد النبوي والمنازل والحارات والتراث والخيول والرقصات الشعبية، واستفاد من الفنان الراحل محمد سيام، وصقل تجاربه في لوحاته، فرسم اللوحات التكعيبية، وتمتاز لوحاته بالغنائية في اللون والدقة في الرسم إضافة الى رسوماته في البورترية. وأخيرًا تحدث الدكتور علي موسى سليمان بقوله: تتميّز أعمال الفنان رجاء الله الذبياني بمقدرة بنائية وتمكّن في استخدام الخطوط الأفقية والرأسية وتقاطع هذه الخطوط في إبداع يؤكد مقدرته على الفهم الواعي لتنظيم المساحات اللونية وتأكيد البُعد الثالث في العمل الفني، وكذالك تمكّن الفنان الذبياني من استخدام الألوان بدرجات عديدة وتنوّع متناغم ونرى هذه القدرة البنائية واستخدام التكعيب في بعض أعماله، كما أنه تميّز بالتجديد في استخدام الألوان والسكين في أعمال فنيه متعددة، واستطاع أن يقدم أفكارًا لونية متقدمة وعلى درجة عالية في الجرأة والتمكّن في استخدام مساحات إبداعية لونية في بعض لوحات التكوين، كما تميّز الفنان بمقدرة عالية على التمكن في تسجيل الواقع والأعمال الفنية الكلاسيكية من خلال رسم الخيول، وهو كفنان لديه حس سريالي واضح في بنائه للعمل الفني، وقد مارس أعمال التصوير بقدرة فائقة تؤكد ثقافته الفنية وعلمه بالمدارس الفنية المختلفة من الكلاسيكية والرومانسية، والواقعية والسريالية والتأثيرية والاجتماعية، ولهذا كله فإن الفنان رجاء الله الذبياني هو فيض فني رائع تؤكده قدرته على الإبداع التشكيلي في كل مجالات التراث الفني القديم والإسلامي والحديث.