* المؤمن صادق الإيمان لا يهتم كثيراً بالمستوى المادي على قدر ما يتميز به من البساطة في معالم عيشه وتعايشه، وهذه البساطة لا تعني الفقر أو الحاجة أو الذلة قطعاً، إذ هي القناعة والزهد في الكثير جداً من زينة الحياة ولهوها.. فالإنسان البسيط هو الذي ارتقى فوق كل المباهج وقال للدنيا إليك عني، هو الإنسان الذي ينطوي داخله العالم الأكبر فما يحمله هذا الإنسان هو في حد ذاته ثروات لا حصر لها. * إنها العزة والاعتزاز بالإسلام، ومن ثم بالإنسان المؤمن ذو النفس المطمئنة والذات العالية التي كرمها الإسلام وطهرها وزكاها وأرضاها (وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) بهذا كرم الله ابن آدم وحمله في البر والبحر وجعله عزيزاً مكرماً.. ومن يحفظ الكرامة لعباد الله فهو إنسان مؤمن، وهو في ذاته يعلم أن للإنسان (كرامة) أن حُفظت أغدق عليك هذا الآخر من مشاعره ومودته.. وقد امتلك ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين قلوب الأحرار من أبناء شعبه الأبي الكريم بحفظ كرامة (الشعب السعودي) فاستسقت إليه مودتهم، وهذه هي القوة الجماعية والملحمة الحقيقية والوطنية الصادقة والانتماء الأصيل والولاء بإرادة شعب المملكة العربية السعودية المحضة الذي أثبتت أصالته أنه فوق الأحداث وفوق الشبهات وفوق الفتن بحول الله ومشيئته تعالى مهما ادلهمّت وتقاطرت.. فالأرض أرض مهد الإسلام والفضاء مشرق بنوره، والإنسان مؤمن موحد بالله ربه وخالقه والقدوة رسول الهدى المبعوث رحمة للعالمين.. وموطن يحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الآية. * ورغم أهمية كل القرارات الملكية إلا أن الحكمة العظيمة التي أضاءت جنبات الخطاب وأزكته صدقاً وشفافية، القرار الملكي الذي استُهِلّت مقدمته بقوله تعالى: (وَلا تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ)، وهو إنشاء هيئة وطنية سعودية لمكافحة الفساد تطال مهامها وتمتد مسؤولياتها كامل وجميع مفاصل المملكة وترتبط مباشرة بالملك العادل أيده الله، حيث يسري قانونها ونظامها وحكمها ودستورها لمحاربة الفساد على الجميع كائن من كان.. وهذا هو الصدق في القول والعمل، وهذا هو الإصلاح الجذري الذي ينشده المخلصون في الأمة وفي هذا الوطن.. وهذا لعمري ما كنا نحتاجه ونأمل لتصحيح الكثير جداً من الأوضاع المهترئة، وإبادة الكثير من الظلم والتعدي والحد من الجنوح والجشع والأنانية.. إنها المتابعة والمراقبة والاهتمام وأن ينال كل ذي حق حقه مهما حاول المفسدون التكتم والضبابية وغمط الحق.. إنه العدل يا خادم الحرمين وقد حكمت فعدلت فأمنت، فهنيئاً لك هذا الشرف المروم، وهنيئا لك العمل بكتاب الله تعالى، واتِّباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. إضاءة: أمة العُرب استعدي/ وهلمّي للوفاق. وإلى العلياء جِدي/ وانبذي هذا الشقاق. لا ينال المجد إلا/ أمة تهفو إليه. لا ولا يرجوه ما لا/ تقف النفس عليه. يا شباب الشعب هذا/ يوم جدٍ ووفاق. احشد العزم وبادر/ للأماني باتفاق. ليكن للعُرب جمعا/ بك خفاق اللواق. أيد الله مليك العُرب/ دام ذخراً للبلاد. رافع الرأس عزيزاً/ ذلك النهج السداد.