شهد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ظهر أول أمس في مقر إمارة منطقة عسير مراسم توقيع عقود بدء الأعمال التنفيذية لمشروع تأهيل وتطوير البلدة التراثية برجال ألمع بتكاليف تقدر بأكثر من 50 مليون ريال. وتأتي ضمن مشاريع برنامج "ثمين” الذي أطلقته الهيئة بالشراكة مع إمارات المناطق وجهات حكومية وأهلية وبالتضامن مع المجتمعات المحلية في مناطق المملكة بهدف تنمية وتأهيل مواقع التراث العمراني وتوظيفها اقتصاديا. وتشتمل العقود إنشاء فندق تراثي بتوظيف مجموعة من مباني القرية وفرشها وتزويدها بأرقى التجهيزات الفندقية، إضافة إلى تأهيل مجموعة قصور القرية بين شركة رجال التي أسسها الأهالي، وعقد تشغيل مشروع القرية بين شركة رجال والشركة الوطنية للسياحة، وعقد إدارة مشاريع، وتقديم خدمات استشارية وإشراف هندسي على مشروع مركز الزوار وإعادة تأهيل المباني والنزل التراثية بقرية رجال ألمع. حيث وقع سعادة وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني العقد الإشرافي الأول مع المهندس صالح بن حسين قدح مدير دار صالح للاستشارات الهندسية، والعقد الثاني وقعه المهندس صالح قدح مع رئيس شركة رجال ألمع هادي شريم آل شريم لبناء الفندق وتأهيل القصور، والعقد الثالث وقعه مدير الشركة الوطنية للسياحة والتشغيل المهندس صالح قدح مع مدير شركة رجال هادي آل شريم لإدارة النزل الفندقية. وقال أمير منطقة عسير: أتمنى أن يرى هذا المشروع الفريد من نوعه والأول على مستوى المملكة النور وأن نراه واقعا ملموساً على أرض الواقع. وقدم شكره وتقدير للشركاء من جميع الدوائر الحكومية في منطقة عسير كما قدم شكره الخاص للأهالي ومحافظ رجال ألمع على جهودهم المباركة في المحافظة على آثارهم متمنيا أن يحذوا حذوهم جميع مواطني منطقة عسير. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن سمو أمير المنطقة يتابع دائماً تنفيذ المشاريع السياحية في المنطقة، ويشرف من خلال رئاسته لمجلس التنمية السياحية فيها على تنفيذ المشاريع والبرامج السياحية الكفيلة بتهيئة المنطقة لزوارها وما يحمله ازدهار السياحة من نمو اقتصادي للمنطقة وتوفير المزيد من فرص العمل لأبنائها، إلى جانب الفوائد الاجتماعية والوطنية الناتجة جراء استمتاع المواطن في بلده، وقضاء أوقاته فيها. وأشار إلى أن هذا يتطلب من الجميع العمل على تهيئة مناطق المملكة لاستقبال مواطنيها، مبيناً سموه أن أهمية هذه الاتفاقيات تتجلى في أنها بداية فعلية لتنفيذ مشروع تطوير قرية رجال ألمع الذي يأتي ضمن مبادرة “ثمين” التي أعلنت عنها الهيئة مؤخراً. وأشار الأمير سلطان إلى أن الهيئة سوف تبدأ العمل في تنفيذ مركز الزوار في القرية خلال الأسبوعين المقبلين ويكون الانطلاقة الحقيقية للمشروع، وأوضح وكيل إمارة منطقة عسير المشرف العام على المشروع المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني أن جهود صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للآثار كان لها دور كبير وبارز في مشروع تأهيل وتطوير البلدة التراثية في رجال ألمع التي ستصبح معلما بارزا من المعالم السياحية المهمة على مستوى المملكة. وأضاف: أن هيئة السياحة اتخذت منهج الشراكة مع القطاع العام والقطاع الخاص و اتضح رسم ملامح تلك الشراكة التي تسعى لها الهيئة والتي أصبحت واقعا ملموسا وأصبحت منطقة عسير تلمس نتائجه في الاستثمار السياحي وفرص العمل واتضح ذلك جليا في توقيع الشركاء من القطاع العام الذين سيبدأون بالعمل فورا في المشروع ويقوم الشركاء بتنفيذ أعمالهم في المشروع وتحت إشراف مجلس التنمية السياحية ممثلا بالاستشاري المشرف على المشروع. من جهتهم أعلن الشركاء في تنفيذ المشروع وهم الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة النقل، وشركة المياه والكهرباء، وشركة رجال ألمع، والمقاول، والمكتب المشرف البدء بتنفيذ مشاريعهم بالقرية والتي تقدر تكاليف إنشائها بأكثر من 50 مليون ريال. حضر مراسم حفل التوقيع الشركاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ذات العلاقة ومندوبو المجتمع المحلي، حيث بارك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خطوة الشركاء في التوقيع على محضر بدء العمل في المشروع. تجدر الإشارة إلى أن قرية رجال ألمع تعد واحدة من أهم القرى التراثية على مستوى المملكة وتضم العديد من المنازل القديمة ومتحف ألمع الذي تم إنشاؤه عام 1405ه بمبادرة عامة من الأهالي للحفاظ على تراثهم، وحصلت القرية على جائزة المفتاحة عام 1421ه، وجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني عام 1428ه، وجائزة الحفاظ على التراث. وتهدف مبادرة “ثمين” التي أطلقتها الهيئة وشركاؤها إلى إيجاد نماذج ناجحة تبرهن على أن الاهتمام بالتراث العمراني وإعادة استخدامه في الأنشطة السياحية وغيرها من الأنشطة، يوفر مردودا مجزيا لكل من القطاعين العام والخاص مما سيؤدي إلى جذب المزيد من الدعم والتأييد من كافة الشركاء والأطراف المعنية.