أجمع أهالي أربع محافظات في شمال مكة على أهمية وجود الجسور في محافظاتهم لتقيهم من تهديدات السيول الجارفة في حالة سقوط الأمطار وقالوا ل (المدينة): خذوا كل الخدمات وأعطونا جسور النجاة من أودية الموت السبعة، مؤكدين خوفهم من استمرار مسلسل الموت غرقًا وتخطف الأرواح، علاوة على تزايد أعداد المحتجزين مشيرين إلى أن نسبة الوفيات ارتفعت هذا العام في مراكز محافظات شمال مكة (خليص - رابغ - الكامل - الجموم) فضلًا عن أعداد الغرقى فيما مضى وارجعوا الأسباب إلى عدم وجود جسور للطرق الرئيسية التي تمر مع “أودية الموت” وطالبوا الجهات المعنية من بلديات وإدارة طرق بالتحرك الفاعل والعاجل والسريع بإنشاء هذه الجسور وناشدوا المسؤولين في إمارة مكة دعمهم ومساندتهم لتحقيق مطلبهم. نفي التهور: يقول عبدالله محمد المحمدي يعتقد البعض أن غرق المواطنين في نقاط تقاطع الطرق مع الأودية سببه تهور ومجازفة ولا مبالاة من الغريق فهو الذي ألقى بنفسه في السيول ونحن غير مسؤولين عنه هو الذي يتحمل مسؤولية نفسه ولكن أجزم بأن هذا الاعتقاد خاطئ وغير صحيح لأن حالات الغرق تحدث تحت ظروف لا يستطيع التنبؤ بها من يسير في الطريق. أما عبدالله أبو عابد فقال: “في وادي فيدة بمحافظة الجموم جرفت سيول الخميس شابًا في الثلاثينات من عمره أثناء محاولته العبور فيما نجا آخر بأعجوبة وعزلت القرى وتعطلت الحياة تمامًا لمدة تصل الى ثلاثة أيام مشيرًا إلى أن أمانة العاصمة المقدسة التابعة لها المحافظة شرعت في إنشاء جسر لهذا الوادي الا أنه لم يكتمل بعد. ميزانية مستقلة: وعلى نفس المنوال أشار مرحوم الحمراني إلى أن قرى شعثاء إلى الغرب من عسفان تعزلها السيول لعدة أيام وتعرض حياة سكانها للخطر وأضاف:” القرية تابعة لأمانة جدة ونطالبها بدرء أخطار السيول عنا وسرعة إنشاء جسر لتحقيق سلامة الناس. ومن جانبه أوضح عضو المجلس البلدي بمحافظة خليص عبدالرحيم الصحفي أن المجلس وقف على موقع جسر غران وادرك حجم أضراره ومدى أخطاره على كل عابري وصلة طريق الكامل وأقر إنشاء جسر ورفع عدة تقارير بهذا الخصوص مشيرا إلى أن غياب الجسر يمنع عبور أهالي مراكز أم الجرم والسهم والخوار والاجزاء الشرقية من محافظة خليص علاوة على أهالي محافظة الكامل والموظفين والموظفات والمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات والمتنزهين والزائرين واصحاب المصالح بالمنطقة وطالب بتخصيص ميزانية مستقلة لهذا الجسر الحيوي من أمانة جدة وناشد صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل توجيه الجهة المعنية بالتنفيذ لإيجاد حل يعجل إنشاءه ويقي الأهالي شر أخطاره. يذكر أن وادي غران يتكرر جرفه للسيارات وهلاكه للأرواح عند حدوث كل سيل ففي يوم 16 رمضان عام 1424 ه حدث سيل راح ضحيته 25 من الأهالي والمقيمين. معاناة مستمرة: وكشف صبحي المعبدي عن معاناة أهالي محافظة خليص والكامل من مجرى وادي غران الذي يزيد عرضه على 500 متر و90% من سيوله تأتي منقولة وهو الرابط بين محافظة الكامل وثلاثة مراكز من محافظة خليص علاوة على سكان الفج وأبو حليفا وصدر وطلعة خليص وهؤلاء يزيد عددهم على 70000 ألف نسمة كلهم عرضة للغرق وممتلكاتهم للدمار ومصالحهم للتعطيل. وفي مركز البرزة بمحافظة خليص أكد جابر المعبدي وبدر حمدان المعبدي أن سيول وادي البرزة تعزل قرى جليل وتمنع أهلها من العبور والخروج وفي محافظة الكامل ذكر عطية السلمي أن عددًا من الأودية الكبيرة والخطيرة بدون جسور مثل وادي إهالة ووادي وبح الذي يربط ملح بالكامل ووادي شوان ووادي السبعان ووادي ساية التي تعزل آلاف السكان من شرق وشمال شرق المحافظة وتعطل مصالحهم وتفاقم معاناة مرضاهم وتهدد حياتهم بالغرق وحادثة طلاب الغريف ليست ببعيد عندما ابتلعتهم، نأمل تنفيذ جسور النجاة للتلك الأودية عاجلًا. خليص: وفي ستارة بمحافظة خليص قال الشيخ فارع السلمي وعبد ربه الراشدي إن ستارة فيها وادي الموت الشهير بابتلاع الاسر والافراد وآخرهم ثلاثة هذا الشهر ومن ضحاياه سابقًا عائلة من سبعة أفراد وعدد كبير من المواطنين والمقيمين ويربط الجسر المفترض إنشاؤه بين الطريق السريع مكةالمدينة وقرى السليم على الضفة الجنوبية من الوادي ومنها إلى محافظة الكامل واعتمد إنشاؤه منذ عام 1407 بعد جرف السيول لعائلة بأكملها واستمرار الوادي في تخطف أرواح اهل القرى. رابغ: وفي محافظة قال محمد صالح المترفي إن وادي الحصينية الذي يربط بين قرى الحصينية وطريق جدة ينبع السريع ويعمل على توقف الحياة في الحصينية وقراها بشكل نهائي ويعرض حياة الناس للخطر ويعطل مصالحهم ويشل حركتهم ونامل من بلدية محافظة رابغ إنشاء جسر لتحقق سلامة المواطنين وتدرء خطر السيول عنهم. وفي محافظة رابغ ذكر عيسى نهار الحربي أن وادي تمايا على طريق رابغ مغينية حجر يفتقد لجسر النجاة وقد تسبب قبل سنوات في جرف أكثر من 5 أفراد فيما منع سيارات الدفاع المدني من الوصول إلى حجر ومغينية لفك احتجاز 18 شخصًا خلال هذا الشهر أغرق اثنين منهم فيما نجا الآخرين بإعجوبة. وفي ذات السياق قال أبو عمر السيد المشرف على شعبة التطوير بلجنة تنمية الأبواء: كلمَّا اجتاحت السيول وادي الأبواء تعطلت حركة السير لعدة أيام لكون طريق الأبواء يعبر واديها في منطقتين الأولى تقع في شرق الأبواء عند بير مبيريك وتحديدًا عند التقاء وادي النخل مع وادي القاحة حيث نهاية طريق الأبواء وبداية طريق القاحة أما المنطقة الثانية فتقع عندما يعبر طريق الأبواء منتصف الوادي وكلتا المنطقتين المذكورتين تتسبب السيول في غمرها بالماء طوال مدة جريانها فإذا تقطَّعت السيول وجفَّ ماؤها بقيت آثارها المتمثلة في مزيج من أطنان الطمي والأحجار ومخلفات أخرى فتتعطل حركة السير في المنطقتين المذكورتين في ذات الوقت لعدة أيام مما يتسبب في توقف حركة السير وتعطيل مصالح المواطنين وغياب الموظفين وعدم وصول الطلاب إلى مدارسهم وإذا كان طريق الأبواء فيما مضى تقتصر خدماته على الأبواء وحدها فقد تجاوز ذلك الآن ليصبح شريانًا حيويًا يربط عددًا من الخطوط السريعة (مكةالمدينة) و(بدر المدينة) بالسريع (جدة ينبع) ولا حل جذري لهذه المعاناة المتكررة كل عام إلا ببناء جسرين في المنطقتين المذكورتين يسمحان بمرور السيول وفي الوقت ذاته استمرار حركة المرور دون انقطاع وسبق طرح هذه الفكرة على إدارة النقل بمنطقة مكة أكثر من مرة لكن للأسف لم تحظَ بأي تفاعل.
مصرع 6 غرقا في الأمطار واحتجاز 20 في شهر بلغت نسبة الوفيات غرقا من جراء الأمطار هذا الشهر فقط ستة أشخاص على النحو التالي: وادي حجر 2 - وادي ستارة 3 - وادي فيدة 1 . وبلغت نسبة الاحتجاز 20 شخصا على النحو التالي: حجر 16 - مغينية 2 - الابواء 1 - فيدة 1 .