وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    «موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبير الرياضي عبدالرزاق أبو داوود يكشف تفاصيل خروج منتخبنا: تحميل فريق تطوير منتخبات كرة القدم السعودية وزر بقاء بيسيرو فيه إجحاف كبير جدًّا
نشر في المدينة يوم 24 - 01 - 2011

نفى الخبير الرياضي عبدالرزاق أبوداود - رئيس النادي الأهلي سابقا وأحد أبرز نجوم الرياضة السعودية خلال مسيرتها الطويلة كلاعب وإداري- أن يكون للجنة التطوير أي دور في المطالبة باستمرار المدرب المقال بيسيرو، منبّهًا إلى أنه من الخطأ إطلاق مسمى «لجنة تطوير» على مجموعتهم، مصححًا ذلك بأنهم كانوا «فريق» عمل، وأن دورهم كان مقتصرًا على تقديم الاستشارات والتوصيات فقط، ولم يسألوا عن أمر المدرب بيسيرو إلا مرة واحدة، مقدمين النصح باستمراره إلى حين تكوين لجنة الخبراء لوضع رأيها النهائي... كما حدد أبوداود أربعة أسباب لما تمر به كرة القدم السعودية من نكسة تمثلت في خروجها من كأس العالم وكأس الخليج وأخيرًا الخروج الذليل من كأس آسيا، حاصرًا هذه الأسباب في ضعف إعداد المنتخب السعودي بجانب ضعف جهازه الفني بقيادة المدرب المقال بيسيرو، مضافًا إلى ذلك ضعف الدوري السعودي وكثرة توقفاته مما اضطر المنتخب لخوض تجارب إعدادية مع فرق ضعيفة وغير مفيدة لتجربة المنتخب..
واشترط أبوداود تنفيذ الأسس الموضوعية لتطوير الاتحاد السعودي أولاً لتجد فكرة فصل الاتحاد عن رعاية الشباب القبول، مبينًا أنه لا حاجة الآن لإنشاء وزارة للشباب والرياضة، إذا كان ذلك في إطار التغيير الهيكلي فقط، داعيًا إلى دعم المنشآت الرياضية بصورة تمكن الرياضة السعودية من مواكبة التطور الكبير الذي تشهده بعض الدول العربية المحيطة بالمملكة.. معترفًا بوجود بعض المساوئ في التحليل الرياضي، والصحافة الرياضة.. نافيًا أن تكون هناك أي مظاهر للفساد المالي فيما يخص تعاقدات النادي الأهلي في هذا الموسم، مرجعًا ما حصل للأهلي في بداية الموسم لعدم التوفيق..
العديد من المحاور الرياضية والأكاديمية في هذا الحوار مع عبدالرزاق أبوداود:
* خروج المنتخب السعودي من كأس آسيا.. هناك من يراه امتدادًا لمسلسل الهزائم التي بدأت بالخروج من كأس العالم وثم من كأس الخليج.. وأخيرًا كأس آسيا.. كيف ترى هذا الخروج؟
اهتمام فئة عريضة من الشعب السعودي بالحدث الرياضي الأبرز في هذه الفترة ليس بغريب على السعوديين نظرًا لاهتمامهم بالشأن العام ومن ضمنه الرياضة وبالذات كرة القدم؛ حيث إن فئات عريضة من هذا الشعب معروفة باهتمامها بالرياضة والمنتخب السعودي على وجه الخصوص. لقد جاءت النكسة الأخيرة التي أصيب بها المنتخب في نتائجه وأدائه معًا؛ حيث جاءت نتائج المنتخب في البطولة الآسيوية الحالية في دولة قطر مخيبة للآمال، ولم تكن على قدر التطلعات التي كانت تحملها الجماهير السعودية. لذلك لا أريد أن أتحدث بطريقة تجميل العبارات، وسأقول بكل تجرد إنه لم يكن أحد يتخيل أن تكون النتائج بهذا السوء. وحتى نعالج هذا الوضع لا بد أن نعترف بأن النتائج كانت سيئة؛ وبالتالي فإن ما حدث من رد فعل شعبي تجاه هذا الواقع الأليم هو رد فعل طبيعي متوقع الحدوث في أي بلد تحدث فيه مثل هذه النتائج السلبية. ولا شك أن هناك أسبابا وراء هذا التدهور...
أسباب الكارثة
* حبذا لو تذكر لنا الأسباب بطريقة مباشرة؟
هناك أسباب عديدة في مقدمتها عدم الإعداد الجيد للمنتخب المشارك بالشكل المطلوب لهذه البطولة القوية جدًّا. ثم يأتي ثانيًا تدنى أداء الفرق السعودية في الدوري السعودي، رغم أننا نقول إن الدوري السعودي هو أفضل وأقوى دوري عربي؛ لكن يبدو أن هذا القول يخص فترة ماضية فما عاد مستوى الدوري السعودي كما كان، والجميع يدركون أنه هذا المستوى انخفض، هذه حقيقة يجب أن نعترف بها. والسبب الثالث في نظري هو كثرة التوقفات التي ترافق الدوري السعودي، وعدم الاستفادة بالشكل المطلوب من هذا التوقف في إعداد المنتخب خلال هذه الفترات، مما يضطر المنتخب لخوض مباريات مع منتخبات ضعيفة. ومن الأسباب كذلك ضعف مستوى الجهاز الفني الذي كان مسؤولاً عن المنتخب خلال الفترة الماضية بقيادة المدرب بيسيرو. وفي هذا السياق أود أن أشير إلى أمر مهم وهو أن بيسيرو تعاقد مع المنتخب السعودي لمدة عامين - حسب معلوماتي - والرجل كان موجودًا قبل أن تحدث عملية إعداد فريق لتطوير كرة القدم السعودية.
فالبعض يقول إن فريق تطوير كرة القدم السعودية كان له دور في بقاء بيسيرو، وهذا أمر فيه مغالطة كبيرة جدًّا؛ والواقع أن فريق العمل عندما سئل عن رأيه في بقاء بيسيرو خلال الفترة المقبلة - وهذا الكلام كان قبل 10 أشهر - كان الرأي هو أن يترك الأمر للخبراء الأجانب الذين سوف يتولون الإشراف الفني والإداري على المنتخبات السعودية...
* هل كان هذا هو رأي لجنة التطوير؟
هي فريق عمل وليست لجنة؛ وهذا خطأ آخر، وهو استخدام عبارة غير صحيحة. فريق عمل كان من ضمن أشياء كثيرة أوصى بها وهو فريق استشاري...
* هل كنت من ضمن أعضاء هذا الفريق؟
نعم. كنت أحد أعضاء الفريق وكان يرأسه سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد. الفريق أدى دوره وانتهى عمله منذ تسعة أشهر ورفعت توصياته وهي مجرد توصيات لأن الرأي استشاري وتوصياته ليست ملزمة لأحد. هذه حقائق يجب أن يعرفها الشارع السعودي والمهتمون بكرة القدم السعودية. كانت التوصية تقول باستمرار بيسيرو، على أن يقرر الخبراء الأجانب الذين سوف يأتون أمر بقاء بيسيرو من عدمه. وبالتالي فإن تحميل فريق تطوير منتخبات كرة القدم السعودية وزر بقاء بيسيرو فيه إجحاف كبير جدًّا. بعض الإخوة قال إن بعض أعضاء الفريق عندما سئلوا قالوا رأيًا مخالفًا لما يعتقدونه. لم يسأل أي منا سوى مرة واحدة...
* كيف كان السؤال؟
السؤال كان هو: هل يبقى بيسيرو أم يرحل؟ وكان الجواب بأن يبقى إلى أن يقرر الخبراء الأجانب الذين سوف يتولون الإشراف الفني والإداري...
خبراء أجانب
* لماذا تم الاحتكام في ذلك لخبراء أجانب؟
لأنهم جزء أساسي من فريق العمل الذي يتكون من مجموعة من الخبراء السعوديين والأجانب. وتقرير الدراسة الذي رفع لم يكن فيه بقاء بيسيرو من عدمه. هذا سؤال طرح على أعضاء فريق العمل عما إذا كانوا يؤيدون بقاء بيسيرو أم رحيله. كان الجواب بأن يبقى بيسيرو إلى أن يأتي الخبراء الأجانب الذين كان من المتوقع أن يأتوا مباشرة في تلك الفترة قبل بطولة كأس آسيا بتسعة أو عشرة أشهر. ثلاثة من الإخوة كانوا يرون أنه لا بد من رحيل المدرب لأسباب أوضحوها...
* هل كنت من المؤيدين لبقائه؟
التأييد كان مشروطًا بترك الأمر للخبراء الأجانب الذين سيتولون الإشراف الفني أو الإداري على المنتخب وكان تأييدًا مقيدًا. لكن لم يأت خبراء أجانب إطلاقًا بل جاؤوا في فترة الدراسة وانتهى دورهم. رأي فريق العمل استشاري وليس ملزمًا لأحد...
* لكن الأمير سلطان بن فهد قبل إعفائه حمّلكم المسؤولية أنتم وبيسيرو وقال إنكم من طلبتم بقاءه؟
نحن لم نطلب بل طُلب منا إبداء الرأي. سمو الأمير سلطان بن فهد حمّل أربع جهات مسؤولية ما حدث بالدوحة، ممثلة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وفريق التطوير والمدرب بيسيرو وحمّل نفسه المسؤولية أيضًا؛ فهو لم يحمّل فريق العمل المسؤولية لوحده. هذا الفريق سئل مرة واحدة وأجاب وليس كما ذكر أحد الإخوة أن أعضاء الفريق تحدثوا في الداخل برأي وفي الخارج برأي آخر. هذا ليس صحيحًا على الإطلاق ولم يحدث. فريق العمل ليس تسعة أشخاص كما ذكر بل يضم ثلاثة وعشرين شخصًا بين سعوديين وغير سعوديين. والأسماء موجودة ومعروفة. كما أن هذا الفريق لم يجتمع على الإطلاق لأن دوره انتهى. إذا كان بيسيرو بهذا السوء فلماذا ترك ولم تتم إقالته، ولماذا بقي إلى قيام دورة الخليج؟
مشاكل عديدة
* بعيدًا عن كل ما دار.. من تُحمِّل المسؤولية؟
أنا لا أحمِّل المسؤولية لأحد؛ وإنما أقول إنها مسؤولية مشتركة بيننا جميعًا. حتى الأندية الرياضية السعودية تتحمّل جزءًا من المسؤولية لأن مستوى هذه الأندية الكبيرة على الأقل متدنية. هذه حقيقة واضحة ومعروفة للجميع. كرة القدم السعودية تعاني من مشاكل عديدة وتحتاج للعلاج.
* برأيك لماذا نحن السعوديين نلقي باللوم دائمًا على المدربين عند كل نكسة كروية؟
تعوّدنا على ذلك في المملكة لاعتقادنا بأن المدرب هو الجهة الأضعف والأسهل لأنه يمكن تغييره.
* خادم الحرمين اتخذ قرارًا بعد الخروج من تصفيات كأس العالم بتكوين لجنة لتطوير الرياضة السعودية وكنت أحد أعضاء هذه اللجان.. فماذا فعلتم؟
لجان التطوير برئاسة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أدت عملها ورفعت تقاريرها إلى الجهة المختصة وبعد ذلك لا أعلم شيئًا.
تطوير الأندية
* هناك من يدعو إلى إصلاحات داخل البيت الرياضي.. بصفتك خبيرًا؛ كيف تنظر إلى هذا النقاش الذي يطالب بالتغييرات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وحتى الاتحاد السعودي لكرة القدم؟
أتصور أن السنوات الماضية شهدت بعض الإصلاحات سواء في الاتحادات الرياضية أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وينبغي أن لا ننكر هذا. لكن نحن في حاجة إلى مزيد من الإصلاحات. كما أن الإصلاحات ليست مطلوبة فقط في منظومة الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات الرياضية فقط ولكن في الأندية الرياضية نفسها. أتصور أن الأندية في حاجة لإصلاحات شاملة وعميقة جدًّا. هذه الأندية – في رأيي الشخصي – لم تواكب التطور الذي جرى في المنطقة الخليجية على الأقل. فالأندية الخليجية شهدت تطورًا يفوق ما حدث في الأندية السعودية رغم أن الأندية السعودية هي الأقدم والأكثر خبرة.
* سوف نتحدث عن الأندية السعودية وما يجري فيها ولكن هناك من يطالب بفصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن الرئاسة العام لرعاية الشباب.. هل تعضد هذه الدعوة؟
الاتحاد السعودي لكرة القدم وجميع الاتحادات هي عبارة عن أجهزة منفصلة عن الرئاسة العام لرعاية الشباب؛ فهي أجهزة تكاد تكون مختارة أو منتخبة وبالتالي فهي ليست جزءًا من آلية رعاية الشباب الوظيفية، بل تتبع اللجنة الأولمبية السعودية وهي جهة مستقلة. هذا حسب النظام. في أي بلد في العالم يوجد هناك جهاز يشرف على الاتحادات الرياضية ويراقبها، هذا موجود في كل بلدان العالم وتحت مسمى وزارة الشباب والرياضة. الرئاسة العام لرعاية الشباب في المملكة هي الجهة الموازية لوزارة الشباب والرياضة. هناك من ينادي بفصل منصبي الرئيس العام ورئيس اتحاد كرة القدم وهذا ما أعتقد أنك تقصده، أعتقد أنه من المستحسن أن يتم في المستقبل مثل هذا الفصل إذا ما تم الأخذ بالأسس الموضوعية اللازمة لتطوير عمل الاتحاد السعودي بالشكل الذي يجعله منفصلاً وقادرًا على القيام بعمله بالشكل المطلوب وتبقى الرئاسة العامة...
* لو كانت لدينا وزارة للرياضة هل تعتقد أنها ستكون إحدى المطالب الحتمية والضرورية؟
أعتقد أن هذا مطلب قديم. هل المطلب في الهيكل فقط أم في أسلوب العمل؟ إذا كان التغيير في الهيكل فقط فلا أعتقد بوجود حاجة لوزارة الشباب والرياضة. أما إذا كان التغيير في الأسلوب فلا مانع، وهذا أمر متروك لولي الأمر لأنه من صلاحياته وليس من صلاحيات أي جهة أخرى.
* أعود للأمر السامي بإعفاء الأمير سلطان بن فهد من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم.. هل كنا نحتاج إلى هذا التغيير؟
قبل كل شيء أقول إن الأمير سلطان بن فهد قدم الكثير للرياضة السعودية ولا شك في هذا. الرجل عمل وقدم الكثير ويجب أن لا نغفل عن هذا إطلاقًا، ولكن ولي الأمر عندما رأى التغيير كان مستحقًا وجاء في وقته وكان بناء على طلب الأمير سلطان بن فهد، وأتوقع من الأمير نواف بن فيصل أن يكمل المسيرة وأن يقوم بالكثير من الإصلاحات الرياضية.
* ما الأشياء التي كانت متوفرة لدى الأمير فيصل بن فهد رحمه الله وكانت تميزه في نظرك؟
كل شخص قاد الرياضة السعودية له مزايا خاصة، ولكن سمو الأمير فيصل بن فهد له خصائص خاصة وهو يتميز بالكاريزما العالية والقوة القيادية والقدرة على وضع التطوير موضع التنفيذ وليس اتخاذ قرارات لا يمكن تنفيذها. الرجل كان قادرًا على التنفيذ وله قدرات كبيرة جدًّا وطموح كبير يريد الوصول إليه لأن لديه قدرة هائلة على التواصل وعلى اتخاذ القرار. كان قويًا من الناحية الإدارية والقيادية والتنظيمية والإدارية وكانت كلمته مسموعة لدى الجميع. رحمه الله فهو الذي حقق للمملكة مكانتها المتميزة قاريًا. هذا بحساب الرياضيين يعتبر مكسبًا كبيرًا للرياضة السعودية.
* أعود إلى لجنة التطوير التي فرحنا بها بعد الخروج ولكن الكثيرين يرون أنها لجنة صورية ولم يظهر منها شيء على أرض الواقع. الشارع الرياضي لم ير نتاجًا لهذه اللجنة، فماذا ترى أنها قد قدمت؟
اللجنة أنهت أعمالها برئاسة سمو الأمير عبدالمجيد بن عبد العزيز يرحمه الله تعالى ورفعت توصياتها...
* ما هي أبرز هذه التوصيات؟
عديدة ومختلفة.
* حبذا لو تحدثنا عن أبرزها؟
الرئاسة العامة لرعاية الشباب كانت مشاركة في هذه اللجان ولها أعضاء في اللجان الرئيسية والفرعية وحسب معلوماتي فإن الرئاسة العامة أوكل إليها تنفيذ التوصيات بصورة تدريجية وأتصور أن من يراجع تطور العملية الرياضية عمومًا منذ أن بدأت لجان التطوير وحتى انتهت يلاحظ كثيرًا من التغير الذي حدث.
مثالاً على ذلك فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم كان يتم تعيين أعضائه بالكامل. منذ عدة سنوات جرت أول عملية انتخابات في الاتحاد. هناك أعضاء منتخبون في الاتحاد السعودي لكرة القدم. هذا كان جزءًا من أعمال لجان التطوير. هذا التطور الكبير حدث ولم يجد حظه من الاهتمام...
تطور تدريجي
* تعني مجالس الأندية؟
أعني الاتحاد السعودي لكرة القدم. لأول مرة يصبح هناك أعضاء بالانتخاب. أقيمت جمعية عمومية من كافة الأندية المنضوية تحت لواء الاتحاد السعودي لكرة القدم وتم انتخاب نصف أعضاء الاتحاد. هذا مثال واحد وهناك أمثلة أخرى. لأن التغيير تم بالتدريج لم يلاحظه أحد بشكل واضح. حدثت تطورات وتغييرات بشكل كبير لكنها لم تظهر للعيان لأنها لم تحدث دفعة واحدة، لكن أتصور أن هناك كثيرًا من المعطيات التي جاءت في التقرير النهائي لأعمال تلك اللجان...
* هل جاء كل رؤساء الاتحادات المختلفة مثل الفروسية أو لكرة اليد عن طريق الانتخابات؟
لا.
* إذًا ما فائدة أن تأتي بلجان وتقول إنها منتخبة؟
أتصور أنه في خلال عام أو نصف عام سيكون هناك اتحاد سعودي لكرة القدم منتخب بالكامل. هذا التطور قادم بإذن الله وهو تطور ممتاز وقس على ذلك. لا يمكن للتطور أن يأتي دفعة واحدة ليقوم بتغيير كل ما هو موجود. التطور يتم بصورة تدريجية.
تدخّل مطلوب
* هناك من يرى أن الرياضة السعودية تراجعت كثيرًا ولم تصل إلى مكانة المملكة الاقتصادية والسياسية.. عاقدين المقارنة في ذلك بدول حولنا مثل البحرين وقطر وعمان وما شهدته من تقدم رياضي ملحوظ.. هذه المفارقة الكبيرة بين مكانتنا الاقتصادية والسياسية وتراجعنا الرياضي كيف تنظر إليها؟
أنت تقارن بين دولة كبيرة نسبيًا مثل المملكة العربية السعودية بدول مثل قطر والبحرين وعمان من حيث المساحة وعدد السكان والمسؤوليات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية. المملكة دولة عليها مسؤوليات كبيرة في مختلف المجالات حسب وزنها وثقلها وليس في المجال الرياضي فقط، لكن أعود وأقول إننا في حاجة لتطوير أنفسنا في المجال الرياضي، ليس فقط تطوير الأطر البشرية وتطوير التشريعات ولكن نحن في حاجة لتطوير منشآتنا. نحن في حاجة إلى منشآت جديدة تواكب التطور الذي حدث في العالم وضخ مزيد من الدعم المالي للحركة الرياضية بحيث نستطيع مواكبة التطورات التي حدثت في العالم كله وليس على محيط الدول المحيطة بنا فقط.
في قبضة الداعمين
* أشرت إلى الخلل الكبير في الأندية الرياضية.. برأيك ما الذي يعطّل قيام جمعياتها العمومية ويوقف ما يحدث من فوضى في لوائحها؟
بالنسبة للتشريعات والأنظمة فهي موجودة وسليمة إلى كحد كبير؛ لكن المشكلة في التطبيق. لكن الواقع أن أعضاء الجمعيات العمومية لا يلتفتون إلى هذا الدور وما عليهم القيام به، وتحوّل دور الجمعيات إلى مجموعة من أعضاء الشرف الذين يدعمون بقوة؛ وبالتالي تحوّلت العملية الرياضية في الأندية إلى قبضة القادرين على دعم هذه الأندية وتمويلها.
* وأين الميزانيات والمحاسبين القانونيين؟
كل هذا موجود...
* الأندية لا تحتاج إلى رجال أعمال يتحكمون فيها وبإمكانها أن تتحصل على إيرادات ومصروفات وبالتالي يتم عمل الميزانيات وتكون هناك مراجعات ومحاسبون قانونيون. ما يحدث أشبه بالفساد المالي والإداري؟
أنا أسمي الأمر بأنه سوء إدارة. اللوائح موجودة والكوادر كذلك ولكن الدعم المالي غير موجود. مصدر الدعم المالي تحول إلى قوة مسيطرة على هذه الأندية. معظم الأندية لا ترى عيبًا في ذلك. هذا هو الوضع الممكن حاليًا. الجمعيات العمومية غير قادرة على تقديم الدعم المطلوب في الوقت الحالي. فأعضاء الجمعيات لا يستطيعون دعم الأندية. مع أن الإيرادات تطورت بشكل كبير في الوقت الحالي إلا أنها لا تزال غير كافية. وهي في نظري إيرادات مؤقتة قد تنقطع في يوم ما لأنها من جهات معينة مثل الاتصالات والنقل التلفزيوني وهذه قد تتوقف في يوم ما. شركات الاتصالات ربما تتوقف عن دعم الأندية.
* لماذا لا تكون هناك أذرع استثمارية لهذه الأندية؟
هذا طرح جميل؛ ولكن المشكلة أن الأندية تفتقر إلى البعد الاستراتيجي في ما يتعلق بالتمويل والدعم المالي والاستثمار. معظم الإدارات انتقالية على الأصح. تأتي إدارة ما لتحقق بطولة أو اثنتين أو ثلاثا ثم ترحل ... وهكذا. معظم إدارات الأندية لا تكمل فترتها التي تنتخب لها. الانتخاب يكون لأربع سنوات ولكن معظمها يرحل بعد سنتين.
* ما هي القوى المحركة للأندية؟
هي القوى الداعمة. العامل المالي هو الذي يتحكم في القرار. هذا شيء طبيعي في أي مكان. من يدعم هو الذي يتحكم.
* ويتحكم أيضًا في الشأن الفني مثل تغيير المدربين؟
في بعض الأندية يحدث هذا، وهذه حقيقة معروفة في كل الوسط الرياضي وأصبحت معترف بها.
* ينبغي أن تحترم الجمعية العمومية التي لها كامل الصلاحيات.في الأندية الرياضية لكن يلاحظ أن هناك تدخلاً من الرئاسة في عمل الأندية.. فهل الأندية تعاني من ذلك فعلاً؟
على العكس أرى أن الرئاسة لا تتدخل بما يكفي في شؤون الجمعيات العمومية. هذا رأيي الذي قد يستغربه البعض، لكن من خلال تجربتي أقول إن الرئاسة بحكم عملها الإشرافي والتنظيمي والرقابي على الأندية يجب أن تتدخل. في كثير من الجمعيات العمومية بالأندية تقرر الأندية اللجوء إلى الرئاسة لتنظيم هذه الجمعيات بالشكل الدقيق والصحيح حتى لا تحدث صدامات في هذه الجمعيات بين المجموعات المختلفة كما حدث في بعض الأحيان. لا داعي لذكر أمثلة فهي واضحة. الصراعات لم تتوقف إلا بعد أن تدخلت الرئاسة بشكل قوي. هذا لا يعني أن لا تتدخل الرئاسة في تنظيم هذه الجمعيات أو تقوم بعملها الإشرافي. الرئاسة في كل الأحوال والجمعيات العمومية وتشرف على عمل الأندية.
أمر غير طبيعي
* النادي الأهلي (قلعة الكؤوس) بدأ الموسم وهو في مؤخرة الأندية.. فماذا يعني وضع الأهلي؟
ما حدث للأهلي في بداية هذا الموسم كان أمرا غير طبيعي، وله أسبابه التي ذكرناها في حينه، وهو عدم التوفيق في التعاقد مع مدرب قادر على إدارة الفريق بالشكل الصحيح الذي يقوده للانتصارات. كذلك تسجيل اللاعبين المحليين والأجانب شابه بعض الأخطاء والاختيار لم يكن بالشكل المطلوب. هذه الأمور تم الحديث حولها بين الأهلاويين وتم الاعتراف بأنها السبب في هذه النتائج السيئة. مع التغييرات الإدارية في إدارة الفريق ومجيء جهاز تدريبي جديد بقيادة ميلوفان وتغيير بعض الأمور عاد الأهلي في المباريات الأخيرة الثلاث إلى وضعه الطبيعي ونتمنى أن يستمر في الفترة المقبلة. الأهلي يقيم معسكرًا في دولة الإمارات العربية المتحدة ونتوقع أنه إذا استمر على نفس هذا المنهج فإن وضعه سيتحسن وكذلك مركزه في سلم الدوري، لكن نرجو أن لا تعود أي نغمة نشاز مما شاهدناه في بداية الموسم.
* هناك من يتهم البعض بالقيام بدور السماسرة بالنسبة للاعبين الأجانب وأنهم جلبوا لاعبين أقل من توقعات الأهلي وكانت لهم أهداف مالية فقط؟
نظام السمسرة أصبح معترفا به وأصبح السماسرة جزءًا من الصفقات الرياضية في ما يتعلق بالمدربين أو اللاعبين الأجانب أو المحليين لدرجة أن حقهم المادي أصبح محفوظًا في هذه التعاقدات. لكن من ينقاد لهم ويستمع لآرائهم عليه أن يتحمل المسؤولية. ينبغي أن تحدد أنت ماذا تحتاج ولا تصغي للآخرين ليحددوا لك احتياجاتك. فالسمسار يعرض عليك ما لديه من لاعبين ومدربين وعلى إدارات الأندية أن تتحقق من إمكاناتهم قبل التعاقد معهم وليس أن تتعاقد معهم أولاً وبعد ذلك تلقي باللوم على السماسرة.
* لكن ما تفسيرك لوجود صفقات للاعبين لعبوا في النادي الأهلي وتكاد تشك في أنهم محترفون هل هناك فساد مالي في هذه الصفقات؟
لا أعتقد ذلك؛ ولا يمكن أن نلقي التهم جزافًا لعدم وجود أدلة على ذلك. الأمر كله عبارة عن توقعات. البعض يقول ذلك وأعتقد أن هذا تسرع وسوء طالع وسوء إدارة. قلة الخبرة توقع الأندية في بعض المطبات والأخطاء. هذا لا يحدث في النادي الأهلي فحسب بل في كثير من الأندية، لكن ربما في الأهلي كانت الظاهرة واضحة.
* هناك حديث يتردد أن النادي الأهلي هو عبارة عن الأمير خالد بن عبدالله.. فماذا تعني هذه العبارة؟
نحن محظوظون في النادي الأهلي بوجود قامة مثل هذا الرجل الذي قدم للأهلي في السنوات الأخيرة مع تاريخه الطويل وأعماله الكبيرة، ولكن في السنوات العشر الأخيرة قدم الأمير خالد بن عبدالله الكثير للنادي. أتصور أن الأهلي لولا وجود الأمير خالد أطال الله في عمره لكان الحال غير الحال الذي عليه الآن.
لا تأثير على الجمهور
* كأهلاويين يقال إن هناك من يخطط لظهور حالات احتجاجية وأساليب جديدة في المدرجات؟
إطلاقًا، لا إدارة النادي الأهلي ولا أعضاء شرفه خططوا لأي شيء يتعلق بالجمهور. الجمهور الرياضي يعبّر عما يشعر به وبالتالي عليك سؤال الجماهير الأهلاوية هل هناك من يحركها أم أن هذا هو تعبيرها العفوي. شخصيًا لا أتصور أن هناك من يفعل ما تقول.
* إذًا ما هي قصة الأعلام السوداء التي ظهرت في مدرجات الأهلي.. هناك من يرى أن وراءها تخطيطًا إداريًّا؟
لا أعتقد ذلك؛ فإدارات الأهلي أرقى من هذا الأسلوب، وأتصور أنها كانت عبارة عن انفعال عاطفي أخذ وقته وانتهى وبإذن الله لن يتكرر.
ميول طبيعي
* أعود لموضوع التحليل الرياضي في القنوات الفضائية الذي بدأ يأخذ بعدًا كبيرًا وظهر لدينا محللون رياضيون وأنت أحد هؤلاء المحللين.. كيف ترى واقع التحليل الرياضي في المملكة؟
التحليل الرياضي هو قدرة على إيصال معلومة ووجهة نظر تحمل قدرًا كبيرًا من المصداقية. التحليل الرياضي هو متابعة لمجريات الكرة سواء في مباراة أو مباريات عديدة وإعطاء المشاهد فرصة عما يدور وتعليل السبب في حدوث الأمور بشكل معين في مباريات كرة القدم. هذا هو التحليل في وجهة نظري المتواضعة. البعض ينظر له باحترافية شديدة أو يتفرغ له ويقوم به بشكل أفضل من غير المتفرغين. هناك من يقوم بالتحليل الرياضي إلى جانب أعمال أخرى وهناك من تفرغ للتحليل الرياضي. هناك شيء آخر وهو كيف يتقبل المشاهد محللاً عن آخر.. هذا يعود لطبيعة الإنسان وقدرته على الوصول للآخرين.
* لكن هناك من يرى أن التحليل الرياضي في المملكة يشوبه شيء من الميول وأن معظم المحللين لديهم توجهاتهم في الوقت الذي ينتظر فيه المشاهد نتائج هذا التحليل وأن يكون موضوعيًا؟
أعطني أي جانب في الحياة ليست فيه ميول. في الكتابة السياسية هناك ميول للإنسان، وفي كل جوانب الكتابة الصحفية هناك ميول وكذلك في الأداء الوظيفي. الميل طبيعة البشر ولا يستطيع إنسان أن يكون بلا ميول. لا يمكن هذا. لا يوجد إنسان مجرد من الميول لكن القدرة على إعطاء الرأي الموضوعي بشكل أقرب للحيادية يكون الأقرب للتقبل.
مزايا ومساوئ الإعلام الرياضي
* بصفتك كاتبًا في الشأن الرياضي. كيف ترى حال الإعلام الرياضي؟
الإعلام الرياضي مثله مثل بقية أنواع الإعلام به مزايا وعليه مساوئ. لا شك أننا لو قارننا إعلامنا الرياضي بما كان عليه قبل 25 عامًا سنجد فارقًا كبيرًا سواء في أسلوب الطرح أو أدواته. الإعلام الرياضي عليه مآخذ ولكن له إسهامات كثيرة في تطوير الرياضة السعودية ولا شك في هذا. الذين يدقون أبواب الأندية.. بعض الإعلاميين يفعلون ذلك للحصول على المعلومة والمصدر.
* عندما تكتب في الرياضة هل تكتب بحيادية؟
إذا تعلق الأمر بالأهلي فأنا منحاز له، لكن إذا تعلق بالشأن الرياضي العام فأنا محايد.
كليات لخدمة المجتمع
* أعود إلى الجانب الأكاديمي.. هناك من يرى وجود حملة على كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز بتحجيم نموها وتقليص أقسامها.. بوصفك أحد أساتذة هذه الكلية هل توافق من يقولون بوجود حملة على كليات العلوم الإنسانية؟
الجامعة جزء من المجتمع، وفي سنوات ماضية عندما كانت الجامعة تنشئ العديد من الكليات والأقسام في مختلف العلوم كان الأمر مقبولاً من المجتمع. ولكن في السنوات الأخيرة عندما زادت المطالبة بتصحيح أوضاع الجامعات وتحويلها إلى جامعات تهتم بالعلم وتطويره وتقديمه لأبنائنا وبناتنا، جاءت الحملة لمطالبة الجامعات بتحويل توجهاتها وتصبح جامعات في خدمة المجتمع وتخريج طلاب قادرين على خدمة هذا المجتمع في وظائف يحتاجها المجتمع. بمعنى آخر الجامعة تحولت من منارة للعلم والعلماء إلى جامعة تتفاعل أيضًا مع مجتمعها بشكل أكبر، وفي هذا الإطار جاءت فلسفة معظم الجامعات السعودية والتعليم السعودي في المملكة بشكل عام في السنوات الأخيرة بأن يتحول إلى الأقسام والتخصصات التي تخدم المجتمع. جاء هذا في شكل ما على حساب القبول في تخصصات معينة، لم يعد المجتمع في حاجة إليها بالشكل الذي كان في السنوات الماضية. هنا جاءت الإشكالية، واستنتاج أن كلية الآداب عليها ضغوط لتقليص القبول في بعض التخصصات. هذا استجابة لحركة المجتمع ومطالباته في السنوات الأخيرة بالتحول إلى التفاعل مع المجتمع وحاجاته. عندما تحولت الجامعات لأداء هذا الدور حاليًا أصبحت تُطالب بفتح المجال للقبول في تخصصات لم يعد المجتمع قادرًا على استيعاب خريجيها.
الإنسان والكارثة
* بصفتك جغرافيًا.. كيف ترى كارثة سيول جدة حيث أصبح المتهم الرئيسي في الأمر هو المطر والأودية؟
لا نستطيع أن نتهم المطر أو الأودية لأنها ظواهر طبيعية موجودة مذ الأزل. الأمطار موجودة وكذلك السيول والأودية. ولكن المشكلة جاءت من أن الإنسان حاول أن يتلاعب بالطبيعة وهذا غير ممكن. الإنسان لم يستطع خلال تاريخه التأثير على الطبيعة إلا بمقدار بسيط جدًّا مثل تكييف الهواء داخل المنازل واستمطار السحب ضمن إطار ضيق. هذا ما حاول الإنسان أن يؤثر به ضمن مسارات معينة. لكن أن تأتي وتسكن بطون الأودية بعمائر ومباني وتنحي باللائمة على السيول فهذا غير طبيعي وغير مقبول. هذه هي مجاري السيول منذ قديم الزمان. لو أن الإنسان راعى هذه الجزئية لما حدثت الكارثة.
****************
د.أبوداود.. خبير الأهلي
لئن كانت الدراسة الأكاديمية قد أخذت الدكتور عبدالرزاق سليمان أبو داود إلى الجغرافيا في «الكرة الأرضية»، فإن الهواية قد أخذته إلى «كرة القدم»، فالمطلع على سيرته سيجد أن ميلاده كان بمدينة جدة في العام 1368ه، وبها تلقى تعليمه لينال درجة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز في الجغرافيا سنة 1394ه، ثم الماجستير في الجغرافيا من جامعة ولاية كاليفورنيا، شيكو، ماجستير في العلوم الإنسانية، تخصص: جغرافية (1978-1980م)، كما نال درجة الدكتوراه في الفلسفة تخصص جغرافيا سياسية من جامعة كنتكي.. تدرج أبوداود في العديد من الوظائف مبتدئًا بمعيد في قسم الجغرافيا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة الملك عبد العزيز، ثم أستاذًا مساعدًا ومن ثمّ مشاركًا، ليصل إلى منصب أستاذ (بروفيسور) بالقسم نفسه، ثم رئيسًا لقسم الجغرافيا في الفترة من 1406 إلى 1408ه. وخلال هذه الفترة أشرف على 8 رسائل ماجستير ودكتوراه، كما كان عضوًا في العديد من اللجان العلمية في الجامعة وخارجها، بجانب مشاركته في عدد من الندوات والمؤتمرات واللقاءات العلمية وورش العمل في الداخل والخارج. ولم يقتصر دوره عند هذا الحد حيث ألف عددًا من الكتب من بينها: «أسس العلاقات المكانية - السياسية المعاصرة: مقدمة في الجغرافيا السياسية»، و»مدخل إلى الجغرافيا السياسية للمملكة العربية السعودية.»، ولمحات اجتماعية.. تاريخية»، وله تحت الإعداد «موسوعة تاريخ النادي الأهلي الرياضي بجدة»، و»صفحات من تاريخ مدينة جدة». أما في المجال الرياضي فقد ترأس أبوداود مجلس إدارة النادي الأهلي الرياضي مرتين الأولى في الفترة من 1403 إلى 1405ه.، والثانية في الفترة ما بين 1423-1424ه. كما شغل منصب نائب الرئيس لفترتين أيضًا في الفترة ما بين 1402-1403ه، والثانية ما بين 1409-1411ه، كما أنه عضو شرف النادي الأهلي منذ عام 1403ه، وعضو فخري بالنادي الأهلي المصري منذ 1410ه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.