تولّت ديلما روسيف (62 عاما) المقاومة السابقة والملقبة «بالمرأة الحديدية» لشدتها وطاقتها الكبيرة على العمل،رئاسة البرازيل أمس خلفا للويس ايناسيو لولا دا سيلفا لتصبح اول امرأة تنتخب رئيسة لأكبر دولة في أمريكا اللاتينية في وقت يشهد فيه اقتصاد البلاد ازدهارًا كبيرًا وهو ما يعني فراغًا كبيرًا تركه سلفها يتعيّن عليها ملؤه لا سيما ان سلفها الزعيم البرازيلي يعتبر الأكثر شعبية في تاريخ البرازيل حيث يتعيّن عليها تحقيق المزيد من الازدهار لبلادها ، ومزيد من تفعيل سياستها على الصعيدين الداخلي والخارجي وفق ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز . ويتمثل التحدي الأكبر أمام روسيف وفق ما يراه المحللون أن لا تبدو وكأنها دمية سياسية للسيد دي سيلفا الذي وازن بين أجندة محلية طموحة وتأمين دور عالمي للبرازيل. وأضافت الصحيفة ، أنه منذ انتخابها في أكتوبر الماضي ، سعت روسيف إلى طمأنة المستثمرين بأنها لن تسعى إلى جر البلاد إلى مزيد من التوجه نحو اليسار بأكثر مما وصلت إليه في عهد دي سيلفا الذي واجه المخاوف نفسها عند انتخابه رئيسًا للبرازيل عام 2002 قبل تبنيه للنهج البراجماتي. وذكر رئيس بحوث السياسات والدفاع في مجموعة الحوار بين البلدان الأمريكية ميشيل شيفتر، أن ديلما ، سيتعيّن عليها مواجهة توقعات كبيرة لتحقيق المزيد من المكاسب ، وتابع شيفتز: إن تصريحاتها وقراراتها حتى الآن تبدو مطمئنة لأولئك الذين أبدوا المخاوف بأن تطبق مسارًا مختلفا عن المسار الذي كان يسير عليه سلفها. وفيما يتوقع العديد من الخبراء أن لا تختلف سياستها الاقتصادية عن تلك التي أرسى دعائمها دي سيلفا ، فإنها سبق وأن أشارت بوضوح بأنها ستطبق سياسة أكثر تشددًا حيال بعض القضايا، بما في ذلك إيران، التي تسببت في انقسام عميق بين البرازيل والولايات المتحدة العام الماضي. روسيف قالت للصحفيين في يونيو الماضى حين اعلن حزبها حزب العمال (يسار) ترشيحها رسميا للانتخابات الرئاسية: «أنا في حكومة وفي بلد لا يتحمّل فيه أي رجل وزر مواقفه. أنا المرأة الفظّة الوحيدة في البرازيل ومحاطة برجال لبِقين». وفي 2005 هزّت فضيحة تمويل مواز للحملة الانتخابية لحزب العمال قيادة الحزب واجبرت كبار مسؤوليه في الحكومة على الاستقالة. وهو ما جعل روسيف التي كانت وزيرة للطاقة تصعد الى ثاني أهم المناصب في الحكومة. ومنذ 2007 يقدم لولا روسيف باعتبارها «ام برنامج تسريع النمو» الذي يموّل استثمارات ضخمة في البنى التحتية في البلاد.