أحسن اتحاد كرة القدم صنعًا وهو يقرر تأجيل الدوري إلى أن ينتهي المنتخب الوطني من مشاركته الخليجية، وفي هذا القرار رفع للضرر الذي كان سيلحق ببعض الأندية الكبيرة، التي تقدّم النجوم للمنتخب الوطني. كم جاء التأجيل مناسبًا لهذه الأندية، في ظل الظروف التي تمر بها، خاصة الهلال أول المستفيدين؛ كونه أحضر مدربًا جديدًا، ويحتاج إلى فترة زمنية ليعمل، ليجد كالديرون فرصة مناسبة للعمل، وبعدها لن يكون لديه عذر، وأكبر المستفيدين هو الأهلي الذي غيّر مدربه منذ فترة، ولكن لا فائدة، ولا جدوى، فمستويات الفريق ونتائجه تصيب الوسط الرياضي عامة، وليس جماهير القلعة وحدها بحيرة، وسؤال عريض: ماذا يحدث للأهلي؟! فالإدارة توفر كل شيء، والنتائج تسير في الاتجاه المعاكس، وبلغ السيل الزبى، بعد الخسارة الأخيرة من الرائد، ومن حق جماهير القلعة أن تردد سرّحوهم، واستعينوا بالشباب، فقد شاهدنا شباب الأهلي في أروع المستويات، وكبارهم على النقيض تمامًا، لا روح، ولا مستوى، واهتزاز باستمرار، وآخر العلاج الكي، وفترة التوقف مناسبة لمداواة الجراح التي يعانيها الفريق.. استئصال وإحلال، أمّا ثالث المستفيدين فهما الاتحاد والشباب على حد سواء، فالليث متذبذب في مستوياته ونتائجه وبطريقة «حبة فوق وحبة تحت»، وحيث إن الحلول في الشباب جاهزة، فإن قرار التوقف مناسب، إمّا التصحيح والاستمرار، فالكاش وافر، والحسم حاضر، وبالنسبة للعميد، وطالما أن القرار فيه يسير على ظهر سلحفاة في وهم كبير اسمه الرزانة، وعدم التسرع، ومحصلته ضياع البطولات، وإنجاز واحد في الموسم بات قمة الطموحات في مؤشر خطير لانحدار الطموح، فإن على الفريق (أجهزة إدارية وفنية ولاعبين) «التعايش»، فالتكيف ميزة البشر، وعلى المدرب جوزيه أن يترك نغمة «مشوني وأنا ماشي»، ويعمل ليصحح أخطاءه، وليعرف قدرات لاعبيه، خاصة أنه ثبت بالدليل القاطع عدم استيعابه لها طوال فترة المعسكر، وال 12 مباراة الماضية ليحدد مراكز اللاعبين، ويعي كيف يتعامل مع التغييرات، ومَن يكون أساسيًّا، ومَن هو الاحتياطي، (صدّقوني أن مشكلة الاتحاد هي الخطأ في الاختيار، ثم المكابرة على الأخطاء)، والنصر أيضًا مستفيد في ظل الإصابات التي يعاني منها الفريق، وتخبطات مدربه زينجا. خلاصة القول.. توقف جاء في وقته للكبار، فالمستوى العام متدنٍ. قرار الانضباط لا أشك لحظة أن لجنة الانضباط ستتخذ قرارها في مباراة النصر والاتحاد، وحيث إن هناك إجماعًا على لكمة كريري، ودهسة عبدالغني، فإنه في الوقت نفسه رددت جماهير النصر هتافات كانت كافية لاستفزاز لاعبي الاتحاد، وإخراجهم عن طورهم، مع هذا ظهر التوتر، والشحن النصراوي مضاعفًا، وتلك العبارات تحتاج إلى قرار، فتمريرها كما حدث مع إخراج جماهير الأهلي «للفلوس» بذلك التبرير الغريب، فمعناه انتظروا المزيد من التجاوزات الجماهيرية.. قوة القرار تحقق الانضباط، مع يقيني أن العلاقة القوية الراسخة بين الاتحاد والنصر لن تخدشها أحداث عابرة.