باتت مسألة إنهاء إجراءات المعاملات في آخر أيام الدوام الرسمي قبيل بدء الاجازات الرسمية لموظفي الدوائر الحكومية “ثقافة سعودية” على عكس ما يحدث في كثير من الدول المتقدمة، حيث يفاجأ المسؤولون في العديد من الإدارات الخدمية بكثافة كبيرة من المراجعين الراغبين في إنجاز معاملاتهم في آخر يومين بل في اللحظات الأخيرة من الدوام وهو ما يتسبب في إرباك العمل فضلًا عن استمرار ظاهرة الزحام رغم الجهود التوعوية المستمرة للإدارات المعنية لحث المراجعين على ضرورة إنهاء معاملاتهم في وقت مبكر وعدم تجميدها إلى ما قبل الإجازة. وفيما يشكو المراجعون من طول الانتظار مطالبين بزيادة عدد الموظفين لتسريع العمل، قال مدير عام إدارة الاستقدام للأفراد بمنطقة مكةالمكرمة سعيد بن حسين الغامدي انهم باتوا معتادين على هذا الامر، حيث تجد الكثافة الكبيرة من المراجعين قبل نهاية الدوام وبدء الإجازات الموسمية، وأكد أن هذه الثقافة خاصة بالسعوديين فقط، الذين لا يفكرون في انهاء معاملاتهم إلا قبل الإجازة الرسمية بيوم أو يومين، وهذه مشكلة دائمة وليست في إدارتنا فقط، بل تجدها في جميع الإدارات الخدمية. “المدينة” ترصد الواقع “المدينة” قامت بجولة في إدارة استقدام الأفراد بمنطقة مكةالمكرمة رصدت خلالها توافد العديد من المراجعين يسابقون الزمن لإنهاء إجراءات الحصول على تأشيرات الاستقدام للعمالة الذين يرغبون في استقدامها، وشهدت صالة استقبال المراجعين تواجد أعداد كبيرة من المراجعين الذين استوفوا طلبات التقديم وبقى الحصول على التأشيرة في حالة عدم وجود أي عائق أو سبب يمنع الموافقة على طلبه. طول الانتظار محمد ابراهيم الجهني قال انه لا يزال يقف في انتظار دوره لتقديم اوراقه التي أكملها بغرض الحصول على خادمة منزلية، مشيرًا إلى أن الاجراءات ميسرة والطلبات سهلة، ولكن الانتظار طويل ونتمنى مضاعفة أعداد الموظفين لاستقبال المراجعين وإنهاء معاملاتهم بيسر وسهولة بدلا من الانتظار لساعات طويلة. زيادة الموظفين ويتفق معه مسفر الحارثي مطالبًا بزيادة أعداد الموظفين خاصة في الأيام الاخيرة نظرًا لكثرة المراجعين الذين قدموا لإنجاز معاملاتهم قبل نهاية الدوام الرسمي وبدء الاجازة. أما هشام عاكف فيشير إلى أنه حصل على تأشيرة عاملة منزلية أخرى بخلاف التي لديه، حيث قدم الاوراق بعد أن تأكد من استيفائه للشروط المطلوبة وحصل على التأشيرة مباشرة، وكانت الاجراءات سهلة وميسرة حيث انتظرت إلى أن جاء رقمي وأنجزت ما أريد. زحام معتاد وقال مدير عام إدارة الاستقدام للأفراد بمنطقة مكةالمكرمة: زحام ما قبل الإجازة أصبح أمرًا معتادًا بالنسبة لنا، ففي آخر أيام رمضان مثلًا تتوافد أعداد من المراجعين تفوق المعتاد طوال الشهر تقريبا، ونفس الوضع يتكرر في مثل هذه الايام، حيث يزداد عدد المراجعين والكل يبحث عن انهاء اجراءات معاملته. وأكد أنهم احتاطوا للامر من خلال تواجد جميع الموظفين لاستقبال المراجعين وتقديم الخدمة لهم في حالة توافر الشروط المطلوبة. محاولات للتحايل على النظام واستطرد الغامدي: بعض المراجعين يحاول التحايل على الاجراءات والاشترطات من خلال طلب استقدام عمالة لا تختلف عن العمالة التي سبق استقدامها، فتجد الابن يحضر برفقة والده المسن ويطلب تاشيرة على كفالته رغم أنه سبق أن صدرت له تأشيرة من قبل، ويرفض ان تكون باسم الاب الذي يجيز له النظام الحصول على تاشيرة خاصة به، ويصر الاثنان على أن تصدر التاشيرة باسم الابن وهو ما يخالف النظام. ويروي ايضا أن بعض المراجعين يطلبون استثناءً للحصول على التأشيرة، فتجد مراجعا يقدم اوراقه للحصول على تأشيرة سائق والنظام لدينا في الجهاز يؤكد وجود سائق على كفالته وحصوله على تأشيرة مماثلة من قبل، وبمواجهته يعتذر بأن التأشيرة التي حصل عليها من قبل استفادت منها أخته أو إحدى قريباته التي قد يجيز لها النظام الحصول على تاشيرة باسمها، وتجد مراجعًا آخر يطالب بتاشيرة سائق خاص رغم أنه لديه من قبل تاشيرتين. وأوضح مدير مكتب الاستقدام ان المطلقة والارملة والمتزوجة من غير سعودي يجيز لهن النظام الحصول على تاشيرة خاصة بهن فيما تكون التاشيرة للأسر لرب الأسرة فقط. لا استثناءات وتحدث عن توافد المراجعين على مكتبه وحرصهم على قبول اوراقهم وطلباتهم، موضحًا أن المراجع الذي لا يستوفي الشروط ولا يجيز له النظام الحصول على تاشيرة لأي سبب كان لا يقبل طلبه من الموظف، وبالتالي تجده يحرص على لقاء المسؤول ونحن في مكتبنا وجدنا لخدمة الجميع، فمن يجيز له النظام الحصول على الخدمة يمنح التاشيرة مباشرة ومن يكون مخالفا للأنظمة ولم يستوف الشروط المطلوبة أو لا ينطبق النظام عليه في الاستفادة من التأشيرة لا يمكن استثناؤه.