لله بين عباده أخيار بيض السرائر سجد أطهار يسقون أرض الاختلاف محبة وقلوبهم من فيضها الانهار فاهنأ (أبا ياسر) فإنك منهم فالشمس تُعرف إن اضاء نهار أوتيت من سحر البيان طلاوة وعلى جبينك تشرق الانوار جم التواضع مسلكاً وخليقة ورداؤك الاجلال والاكبار ولبست بردة مادح لرسوله تا الله من مدح الهدى مختار ما زلت اذكر يوم جاءك يشتكي كهل ينسيّه الكرى اعسار فوهبته نبل المكارم خفية وجعلته بين العطاء يحار * لقد هزني كما هز الكثيرين خبر وفاة معالي الدكتور محمد عبده يماني.. وللحقيقة فإنه قلما يتفق الناس ويجتمعون على محبة انسان غير ان هذا الحب قد توفر لأبي ياسر رحمه الله واسكنه فسيح جناته كما ان الناس ينفضون في الغالب من حول المسؤول وصاحب المنصب فور تقاعده او رحيله من الوظيفة لأن الكثيرين قد جبلوا في هذا الزمان على التعامل مع (الكرسي) والمصلحة وأسسوا علاقاتهم على شفا جرف هار من المصالح الزائلة وكثيرون يلتفون حول المسؤول ويواصلونه ويجاملونه طالما بقي في وظيفته ثم ينفضون من حوله بعد خروجه ولكن الدكتور يماني من المسؤولين القلائل الذين حظوا بمحبة الجميع مسؤولين ووجهاء وسائل الناس واصحاب الحاجة على وجه الخصوص.. والمرء تحسب حياته بقيمته المضافة فما الذي اضافه في المقام الاول لرصيد آخرته ثم لأمته ولمجتمعه واهله.. انها المقايس السوية في قيمة الانسان ومعيار الانسانية فالحياة لا تدوم لاحد وسيرة الانسان هي التي اما تعطر ذكراه واما لا قدر الله تدنسها.. وكفى بالموت عبرة وواعظاً.. وقد اكرم الله د. يماني بسيرة عطرة في العديد من الجوانب بعد انتقاله من منصبه كوزير للاعلام.. إذ بوأ الله له صهره الشيخ صالح كامل صاحب ورئيس (دلة) ليتقاسما فضيلة السعي للخير وقضاء الحوائج التي ورد في فضلها الكثير.. * فقد هيأ وظيفته في (دلة) لطريق الخير ومساعدة الناس كما توج عمله هناك بقناة اقرأ وما قدمته وتقدمه للامة الإسلامية ناهيك عن فضله الكبير منذ كان وزيراً للاعلام في ادخال حلقات تفسير القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته.. ولقد خبرت الرجل عن قرب اجتمعت به وزرته في مكتبه وبيته وجلست اليه غير مرة فوجدت سراً غريباً يجذبك اليه ويحببك فيه وحتى لو لم يقضِ حاجة احد الا انه سوف يترك عنده اثراً طيباً رحمه الله كما اذكر كلما نظمت قصيدة في مدح الرسول صلوات ربي وسلامه عليه كان يتصل ويبارك فقد كان محباً للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو فضل اسأل الله ان يثيبه عنه خير الثواب وان يسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان. دوحة الشعر: ولبست بردة مادح لرسوله تا الله من مدح الهدى مختار