إلى وقت ليس بالبعيد كانت ظاهرة وضع الطالبة للماكياج والعطور في مدارس البنات بجميع مراحلها ظاهرة ممنوعة تعاقب عليها الطالبة، بل قد تمنع عن الدراسة لأيام عديدة. ولكن هذه الظاهرة غدت أمرًا واقعًا، بعد أن أصبحت ساحة المدارس وفصولها تشهد سباقًا محمومًا بين بعض الطالبات لوضع المساحيق، وبعض أنواع الماكياج على وجوههن إضافة إلى طلاء الأظافر بحجة سماح بعض المدارس بذلك، فيما يرفض البعض الآخر. رأي الأمهات وحول هذا الأمر تباينت أيضًا آراء الأمهات، حيث ترفض السيدة ناهد هندي ربة بيت وأم لثلاث طالبات يدرسن في مراحل التعليم العام فكرة السماح للطالبات بالتزين وبخاصة أثناء الدراسة. قائلة إن المدرسة هي مكان للتربية والتعليم وليس لاستعراض الزينة وأن الفتاة تذهب إلى الدراسة بهدف التزود بالعلم والمعرفة وانشغالها بزينتها واستعراض ذلك أمام زميلاتها قد يشغلها عن الدراسة والتحصيل العلمي. بينما ترى سلمى ناصر ربة بيت وأم لأربع طالبات في مراحل مختلفة أنه لا مانع من تزين الفتيات داخل المدارس. موضحة أن مسألة التجميل والزينة هو شأن أنثوي لا غبار عليه ولا مانع أن تتزين الطالبة أمام زميلاتها وصديقاتها. رأي المعلمات وبالنسبة للمعلمات فإنهن أيضًا بين مؤيد ومعارض. فالبعض يرى أنه لا بأس فيها ما دامت بداخل المدرسة بينما تري أخريات أنه لا لزوم لها. فتقول المعلمة ليلي حسنين المعلمة بالمرحلة المتوسطة: أعتقد أنه لا بأس من هذه الخطوة ما دامت تتم في وسط أنثوي ولا يوجد رجال، وأن زينة الطالبة تتم بداخل المدرسة وليس خارجها. ولكن من الضروري ألا تكون بشكل لافت للانتباه بل أن يكون الأمر منطقيًا مثل استخدام ماكياج خفيف وغير لافت أو مبالغ فيه بشكل كبير. وبالنسبة لإحضار بعض الطالبات لمساحيق وماكياج بداخل حقائبهن فالمدرسة ترفض ذلك، وتقول إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلًا حتى لا تتحول المدرسة إلى ساحات تجميل وماكياج. وإذا أرادت الطالبة استخدام بعض المساحيق والماكياج فليتم ذلك في المنزل وليس المدرسة، كما أن رأي المدرسة يعد امتدادًا لرأي المنزل، فنحن نحرص قبل كل شيء على موافقة الأسرة فهناك أسر ترفض أن تتزين بناتهن في المنازل، فهل يعقل أن نسمح به في المدرسة، هذا أمر مرفوض بالطبع. لكن المعلمة سعاد النزاوي ترفض رفضًا باتًا فكرة السماح للطالبات بالتزيين واستخدام الماكياج، وتقول: إن المدرسة تعد مؤسسة تربوية تتلقى فيها الطالبة دروسًا نافعة وانشغالها بزينة نفسها قد يشغلها عن الدراسة والتحصيل العلمي الذي جاءت من أجله. وإذا سمحنا للطالبة على سبيل المثال استخدام الزينة والماكياج في المدرسة فقد يأتي اليوم الذي تتحول فيه المدرسة إلى مكان لعرض الأزياء. رأي الطالبات ومن جانبهن انقسمت آراء الطالبات أيضًا، فبينما أيدت الطالبات هنادي، ومها، وريم، وصالحة بالمرحلة الثانوية معتبرات ذلك شأن يخص الطالبة ولها الحق في ممارسته في أي مكان ما دامت بداخل المدرسة وبين قريناتها فما المانع من ذلك. في مقابل ذلك ترفض الطالبات سناء محمد وحنين السيد بالمرحلة الثانوية أن تتحول المدارس بكل مراحلها إلى عروض للزينة ومنافسات التجميل، وطالبن بضرورة إعادة النظر في هذا الأمر الذي يشوه مكانة المدرسة كبيئة تعليمية تربوية حسب رأيهن.