لم يحصد العرضان السعوديان (البندقية)، و(مجرد علامة استفهام لا أكثر) اللذان شاركا في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أي جوائز، ولكنهما حظيا بإعجاب الجمهور، واهتمام النقاد. وفاز العرض التونسي “حقائب” بجائزة أفضل عرض، وذهبت جائزة أفضل إخراج للمولدوفي بوريس فوسكا عن عرض “الإنسان الطيب من سيشوان”، وحصل على جائزة أفضل ممثل الفنان جيبسي أدجي من كوت ديفوار عن عرض “السيد والطائشون”، وفاز البولندي بولينا زيرنك بجائزة أفضل سينوغرافيا لعرض “مسرحية عاطفية”، وأمّا جائزة أفضل عمل جماعي ففاز بها المولدوفي “الإنسان الطيب من سيشوان”. “البندقية”.. الصراع بين الإنسان ونفسه جمهور المهرجان توقف أمام المسرحية السعودية “البندقية”، وهو العرض الذي شاركت به فرقة جمعية الفنون والثقافة بالأحساء، حيث فوجئ الجمهور بالبطل الذي أدّى دوره الفنان والمطرب أيضًا عبدالرحمن المزيعل الذي اقتحم المسرح خلف نخلة، وبأغنية يقول مطلعها: ما كنت أدري.. ما تخفي الأيام لي.. ولا الأقدار لي.. قتلت ببندقية.. وجمعتنى بكم بندقية.. المزيعل (النخلة) خريج المعهد المهني قسم كهرباء، إلاّ أنه وزملاءه عثمان الدحيلان، وعماد البرية، وعبدالعزيز بوسهيل، وحيدر الوحيدر نجحوا في توصيل رسالة العرض وهي الصراع بين الإنسان ونفسه، وهذا هو الجديد كما يقول المؤلف عبدالعزيز الطايع، إذ تعالج الدراما الصراع بين الخير والشر، إلاّ أن الصراع في “البندقية” كان بين البطل ونفسه، حيث يروي العمل حكاية مزارع فشا سره لجاره، وظل أسير هذا السر، وهل يكشفه الجار للآخرين؟ وماذا سيكون الموقف؟ الغريب أن المزارع ظل واقفًا في أسر هذا السر حتى بعد أن قتل جاره. ويقول المزيعل إنه أحب الشخصية التي جسّدها؛ لدرجة أنه أصبح مثل دوره في “البندقية” أسير الشخصية، وظل يتقمصها لدرجة أن أصدقاءه اتهموه بالجنون. مسرحية “البندقية” هي العمل الثانى للمزيعل بعد مسرحية “حالة وهم” التي حصل عنها على جائزة أفضل ممثل على مستوى المنطقة الشرقية. ويقول مدير الفرقة سامي جمعان: هذه المرة الأولى التى يتم فيها عرض “البندقية” خارج المملكة، وقد لعب فيها المؤلف على تيمة سعف النخل التي صُنعت منها السفينة والبيت وكل مفردات العرض. وينقل جمعان عن ناقدة روسية شاهدت العرض قولها إن هذا هو المسرح الحقيقي الذي يجب أن يُقدّم. من جانبه أشاد المشرف الإداري عبدالله التركي بالنص والمؤلف، خصوصًا وأنها التجربة الأولى له في كتابة النصوص المسرحية، ورغم أن النص تقليدي إلاّ أن المخرج عالجه بطريقه فيها المثير من التجربة. «بانتومايم» في علامة استفهام اعتمد العرض المسرحي السعودي الثاني “علامة استفهام لا أكثر” للمخرج ياسر الحسن الذي شارك في التأليف مع عقيل الخميس، على التعبير الحركي “البانتومايم” أو التمثيل الصامت. ويقول الحسن إن هذه هي المرة الرابعة التي يتم فيها تعديل النص، فقد بدأ العرض بنص مكتوب، وتطور إلى أن وصل إلى الاعتماد بشكل كامل على التعبير الجسدي فقط. وشارك الحسن في العرض كممثل بجانب الإخراج والتأليف. العرض المسرحي حضره سفير المملكة في القاهرة هشام ناظر، وأشاد به هو وعدد من الفنانين المصريين، ومن بينهم الفنانة رجاء حسين، بينما قال الممثل المصري ياسر جلال إنه يتمنى التمثيل في مسرحية من إخراج وتأليف ياسر الحسن، وعقيل الخميس. الجدير بالذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والعشرين بدأ أعماله يوم الخميس 14 اكتوبر، واختتم في 20 اكتوبر الجاري وشاركت فيه 59 فرقة مسرحية تمثّل 47 دولة.