أكدت جائزة الملك فيصل العالمية ريادتها في الاحتفاء بالعلم والعلماء وذلك من خلال اسبقيتها في تكريم من يستحق التكريم من العلماء في مختلف أنحاء العالم. ولعل اختيار جائزة نوبل للسلام عددا من العلماء للفوز بجوائزها لهذا العام، بعد أن سبقتها جائزة الملك فيصل إلى تكريمهم قبل سنوات في الرياض أحد دلائل وشواهد هذه الريادة للجائزة التي تحمل اسم المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز. ومن ذلك اختيار البروفيسور البريطاني روبرت ادواردز للفوز بجائزة نوبل للطب هذا العام 2010م عن دوره في تطوير عمليات أطفال الأنابيب والمساهمة في حل مشاكل العقم، وهو الذي سبق لجائزة الملك فيصل العالمية أن اختارته ضمن الفائزين بها مشاركة مع العالم الأمريكي ليوجي ماستريوني لدوره في معالجة العقم من خلال تطوير عمليات أطفال الأنابيب والتي ساهمت في حل كثير من مشاكل العقم حول العالم، ولكن كان ذلك في العام 1989م أي قبل أكثر من عقدين. واختير العالم روبرت المتخصص في علم الوظائف والذي شارك في ثورة علاجات التخصيب من قبل معهد كارولينسكا السويدي الذي يمنح جوائز نوبل للفوز هذا العام بجائزة نوبل للطب. ولم يكن البروفيسور روبرت ادواردز الحالة الوحيدة، حيث منحت جائزة الملك فيصل جوائزها لحوالي 15 عالما في مجالات مختلفة نالوا بعد ذلك جوائز نوبل، كما منحت جوائزها لعلماء آخرين لأسباب متعددة في مجالات تخصصهم نالوا بعدها جوائز عالمية لنفس السبب الذي كان وراء اختيارهم لجائزة الملك فيصل العالمية. فقد منحت جائزة الملك فيصل العالمية عام 1995م جائزتها في فرع العلوم الكيمياء الفيزيائية للامريكي البروفيسور ك. باري شاربلس الذي حصل هذا العام على جائزة نوبل في الكيمياء، كما منحت جائزة الملك فيصل للعلوم الفيزياء (فيزياء الليزر) عام 1997 لكل من الأمريكيين البروفيسور اريك كورنل، والبروفيسور كارل وايمان، وقد حصلا هذا العام على جائزة نوبل في الفيزياء. كما حصل الياباني البروفيسور ريوجي نويوري على جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم الكيمياء العضوية عام 1999 وقد نال هذا العام جائزة نوبل في الكيمياء. وتتيح جائزة الملك فيصل العالمية التي تمنح سنويا الفرصة للمؤسسة لتكافئ الذين أوقفوا حياتهم للعلم، وحققوا إنجازات فريدة، وتحولا إيجابيا في مجالات إبداعهم، وبلغ عدد الفائزين بها منذ انطلاقتها وحتى الآن 209 فائزين من 40 دولة في مختلف أنحاء العالم. وهذه الجوائز تمنح لمن خدموا الإسلام والمسلمين، وللعلماء الذين كان لنتائج بحوثهم الأثر في تحقيق تقدم جوهري في تخصصاتهم العلمية خدمة للإنسانية، وهو ما يشجع على توسيع البحوث العلمية وتطويرها لارتياد آفاق جديدة في ميداني الطب والعلوم. يذكر أن جائزة الملك فيصل تمنح في خمسة فروع هي (خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، الأدب العربي، الطب، والعلوم).