المتجول بشوارع مدينة جدة في ليالي رمضان سيلاحظ الاختلاف عن باقي أيام السنة، ففي هذا الشهر الكريم تشهد “العروس” ازدحامًا شديدًا مع تزايد أعداد المتسوقين في الشوارع التجارية وأمام المولات وبخاصة مع خروج الأسر بعد التراويح للتسوق حيث تتكدس السيارات أمام محلات الأسواق الحديثة والشعبية على السواء. تقول السيدة مريم القرني: ليست هناك فرحة تساوي فرحة هلال رمضان.. هذا الشهر العظيم الذي يحتل مكانة خاصة فى قلوب المسلمين، على اختلاف ثقافاتهم وعادتهم، ودرجاتهم. إنها الفرحة التي يختلط فيها الروح الديني بالتواصل الأسري. وأضافت: ما يميز العائلات في رمضان لمة الأحباب، والأهل والأصدقاء فى غرفة واحدة على الإفطار، والسحور، وهناك أيضًا لمة نساء البيت ولمة البنات فى ليلة العيد لعمل الكعك الذي يحرصن على صنعه بأيديهن، أما الحلوى التى كن يصنعنها فى بيوتهن فأصبحت تأتيهن جاهزة. وتضيف: “لا أعرف منذ متى بدأ ارتباط شهر رمضان بأمور يجب الإعداد لها مسبقًا مثل شراء الأطعمة الخاصة والمشارب الرمضانية “قمر الدين - التمر هندي” ولكن هكذا وجدنا أنفسنا وبالرغم من المجهود المضاعف الذي نبذله في هذا الشهر إلا أنه يبقى أجمل شهور السنة وله نكهة خاصة”. الموائد الرمضانية وعن الموائد الرمضانية تقول ام غازي: الإفطار في رمضان يكون على التمر والعصيرات أو اللبن ثم القهوة، وبعد صلاة المغرب تمتد مائدة الإفطار والتي لا تخلو من (الشوربة والسمبوسة والفول وغيرها من الأطباق مثل الطعمية والبيض والمطبق)، أما الحلويات فهي سيدة المائدة الرمضانية ومنها (القطائف، الكنافة، المطبق الحلو، والمعصوب). وتضيف: أما بعد الإفطار فيخلد الجميع للراحة وبعدها يتجهون رجالًا ونساءً لصلاة العشاء والتراويح في المسجد. صلاة التراويح وتعليقًا على ذلك تقول السيدة صالحة: “وهي من المواظبات على صلاة التراويح في المسجد: “احمد الله الذي يسّر لنا ذلك ففيما مضى لم نكن نعي تمامًا أهمية صلاة التراويح وأذكر ان الرجال وحدهم كانوا يخرجون لها والقليل من النساء كانوا يؤدونها في منازلهم، أما اليوم فهناك مسجد بجانب كل بيت . وهناك قسم نسائي داخل كل مسجد، إنها فرصة رائعة لأداء الصلاة بشكل جماعي وشيء يثلج الصدر فالنساء كبارًا وصغارًا يتهافتون على المساجد لأداء الصلاة. وبالرغم من كبر سني إلا أنني لا اشعر بأي مشقة أو تعب فيها ولو حدث ذلك فالمساجد أصبحت توفر كراسي للصلاة جلوسًا لمن لا تستطيع الوقوف، وهي تشهد توافد أعداد كبيرة منذ اليوم الأول فتجد الكل كبارًا وصغارًا وشبابًا يداومون على الصلاة في المسجد. رمضان مختلف أما السيدة خديجة سعد (معلمة) فتقول: أصبح رمضان منذ عامين مختلفًا وخفيفًا، فليس هناك دراسة تجعلنا ملتزمين بوقت الاستيقاظ وإلزام الأبناء بالمذاكرة بل على العكس تفرغ أبناؤنا لحفظ القرآن الكريم وتلاوته. وتضيف: كان أولادي لا يستطيعون كل عام صلاة التراويح كاملة في المسجد ويكتفون بالصلاة في المنزل؛ ليبدأوا بالمذاكرة، وكثيرا ما كانوا ينامون دون سحور، أما هذا العام فقد انتظموا في صلاة التراويح والاستيقاظ قبل الفجر للسحور وقراءة القرآن إلى صلاة الفجر. ولم اعد اخشى عليهم من السهر لعدم وجود دراسة هذه الأيام. وتتمنى السيدة لينا عبدالمعطي لو أن العام كله رمضان فتقول: “اشعر خلال هذا الشهر بجو إيماني رائع، فليت الأيام كلها رمضان، ففيه تتآلف القلوب وتبتعد عن الأحقاد. الازدحام وارتفاع الأسعار ولم تخف لينا استياءها من ظاهرة الازدحام وبخاصة في مدينة جدة وارتفاع الأسعار التي تواكب هذا الشهر الفضيل والذي يفترض أن يكون شهرًا للتقشف والزهد والبساطة وتقول: “لا افهم هذا التهافت على التسوق مع أن الأسعار جنونية ولا ترحم وكأن التجار يستغلون هذا الشهر في استنزاف الناس”. وتضيف ساخرة: “من يرى هؤلاء الناس وهم يتسوقون بهذا الشكل يظن أن الأسواق لن تفتح أبوابها بعد اليوم، ولعلها الإجازة هي السبب في انتشار ذلك بالإضافة إلى قدوم سياح من مختلف مناطق المملكة وخارجها من أجل العمرة، فالأسواق مكتظة لدرجة لا يمكن تحملها وبخاصة ان الجميع فضل أن تتوافق إجازته مع رمضان.