زار واحة جدة للعلوم ما يقارب 200 ألف زائر وزائرة من أهالي مدينة جدة وزوارها القادمين إليها من مختلف مدن المملكة، منذ بداية الإجازة الصيفية وحتى الآن. وقد ساعد على تحقيق هذا الإقبال الكبير تنظيم عدد من البرامج والأنشطة الترفيهية التي تحاكي نشاط التعليم بالمتعة المحببة لدى الأطفال بشكل خاص ولدى أفراد الأسرة بشكل عام، حيث تهدف إلى تقوية الإدراك العلمي لدى الأطفال في جو من المتعة والترفيه الجذاب، وتسهم في اكتشاف ميول الطفل للعب الهادف وتكتشف مكامن الموهبة فيه في سن مبكرة. وقد استعدت الواحة بكامل إمكاناتها الآلية والبشرية لاستقبال الحشود الزائرة وترتيب دخولهم وخروجهم وفق آلية محددة تساعد على إتمام الجو التعليمي الترفيهي الذي تسعى الواحة إلى توفيره لزوارها طوال العام. الأكثر جذبًا وكعادتها دائمًا في واحة جدة للعلوم كانت صالات عالم الديناصورات هي الأكثر جذبًا للزوار، لما يثيره ذلك العالم من غموض وتساؤلات حول تلك الحقبة الزمنية من عمر الحياة على الأرض، وبعد أن أكد علماء الحفريات أنهم اكتشفوا آثار أقدام ديناصورات في الجزيرة العربية، عاشت هنا قبل قرون سحيقة، فقد حرصت واحة جدة للعلوم على أن تلقي بعض الضوء على تلك الحقبة المهمة، كون الواحة أحد أهم الأماكن الجاذبة لزوار مدينة جدة، كما تأتي ضمن منظومة السياحة القائمة في المملكة، بالإضافة إلى اعتبارها أحد أهم مراكز التعليم بالترفيه ليست في المملكة فحسب، بل في المنطقة العربية كلها. محاكاة الحقيقة وسعيًا منها إلى تضفير المعلومة بالمتعة لزوارها من الشبان والشابات وطلاب المدارس والجامعات بجميع مراحلهم، وللجمهور الكريم من المستمتعين بالإجازة الصيفية بجدة، تقيم واحة جدة للعلوم مملكة الديناصورات بمقرها في مركز الأندلس مول بالتعاون مع أعرق المعاهد العلمية العالمية، بنماذج لم تعرض من قبل، والعديد من بانوراما شبه حقيقية لكيفية أكل اللحوم من الديناصورات المفترسة، باستخدام آلية متطورة بتقنية الأنيمترونيكس والتحكم بالكمبيوتر التي طورتهما إحدى الشركات العالمية المتخصصة في التقنيات المتقدمة. كما أن جلود وأعين وأسنان هذه المخلوقات أعيد بناؤها وفق أدق الأحافير التي وصل إليها المستكشفون بحيث تصبح هذه المخلوقات وكأنها حقيقية، مما يجعل المعرض رافدًا مهمًا لتغذية وإثراء معلومات الجمهور والطلاب حول هذه الحقائق العلمية المهمة من تاريخ الأرض التي نعيش عليها. حكمة الديناصورات وللديناصورات حكمة أخرى من وجودها حيث انها تساعدنا اليوم على معرفة الأزمان السحيقة من تاريخ الأرض عن طريق علم الأحافير، فالأحافير تساعد في تأريخ الصخور. فإذا حوى الصخر أحفورة حيوان، نعرف أنه عاش خلال عصر معين، عندئذ يمكننا تأريخ الصخر منذ ذلك العصر. وإذا وجدت في ذلك الصخر أحافير عديدة معروفة التواريخ، يصبح التأريخ أكثر دقة؛ ذلك لأن الصخر يكون قد تكون وتراكب أثناء تعاقب تلك العصور، كما تساعد الأحافير في معرفة عمر الأرض من مناخ وتغيرات جيولوجية وغيرها. عشرات المعروضات الجدير ذكره أن الواحة تمتلك وتعرض أكثر من 70 معروضة علمية وتفاعلية تعتبر الأحدث والأجدى تعليميًا وفق التصنيف الأخير لمعروضات مراكز العلوم والتقنية على مستوى الشرق الأوسط، حيث شارك فيها مصممون من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وهولندا والصين وجنوب أفريقيا لتفوز برضا الجمهور وتفتح ذهن الزائر للفكر والإبداع والتأمل في جو من الراحة والمتعة والتركيز، مراعيةً في ذلك 3 شروط هي: الفكرة والتفاعل والتجديد. وفي هذا الإطار أشار رئيس مجلس إدارة واحة جدة للعلوم الدكتور مازن عبدالرزاق بليله عضو مجلس الشورى، قائلًا إن الواحة تمتاز بكونها استفادت من جميع التجارب السابقة لمراكز التعليم على المستوى المحلي والخارجي، وحاولت التغلب على تلك السلبيات، فالواحة لها جزء ثابت، ولها جزء متغير، يستضيف 3 معارض دولية كل عام، مما يجعل تجربة الزائر ثرية، وتجعل عضويته دائمة؛ لأنه سوف يستمتع دائمًا بما هو ثابت، لأن فيه أساسيات العلوم، وما هو متغير لأن فيها تجديد وإبعاد للملل.