بات التسول أحد المظاهر الرمضانية في مدينة جدة ، فعلى أبواب المساجد والبنايات والمراكز التجارية ، ينتشر المتسولون بطريقة منظمة وبآلية مدروسة ، مستغلين في ذلك روحانيات الشهر الكريم والمستوى الاقتصادي للدولة. والغريب أن الامر لم يقتصر علي التسول في الاماكن العامة بل إمتد لحد الصعود للبنايات والطرق علي الأبواب من جانب السيدات والاطفال، لتفاجأ بمشاهد درامية متعددة وقصص مختلفة في كل مرة ، ما بين رواية فقد الزوج وتربيتها للايتام ،أو إبنتها المريضة التي تتطلب حالتها الصحية إجراء عملية جراحية عاجلة، لكنها لاتقوي علي تكاليفها وانتهاءً بروايات مأساوية أخرى متعددة تدفعك للتعاطف معها رغم شكوكك فى صدق تلك الروايات. وأمام تلك الظاهرة نظمت الجهات الأمنية بشرطة محافظة جدة حملات مكثفة لملاحقة المتسولين. وأوضح المتحدث الرسمي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن عدد المتسولين الذين تم ضبطهم في أحياء جدة من بداية شهر رمضان وحتى الآن بلغ 516 , منهم 126 طفلا و162 من النساء و 228 من الرجال. وقال أن الحملات الأمنية تمكنت من اكتشاف أساليب متعددة للمتسولين يستخدمونها بهدف التعاطف معهم، منها الادعاء بأنهم يعانون من أمراض مزمنة ولا يملكون تكاليف العلاج، مؤكدين صحة كلامهم بتقارير ووصفات طبية مزورة، إلى جانب إدعائهم الإصابة بكسور متفرقة بأجسادهم ومن ثم القيام بوضع جبس طبي وعند ضبطهم يتضح أنهم أصحاء ولا يعانون أي إصابات. الشيخ الزهراني: التعاطف مع المتسولين تعاون على الباطل قال الشيخ يحيى الزهراني : الواجب على كل فرد من أفراد المجتمع ، ألا تأخذه العاطفة والرأفة والشفقة ، بأولئك المتسولين ، بل لا بد من تبليغ الجهات المختصة عنهم ، وعدم إعطائهم أي مال ، لأن في إعطائهم المال ما يعينهم على التسول وسؤال الناس واستعطافهم واستدرار أموالهم ، ولما في ذلك أيضاً من معاونتهم على الباطل، والإثم والعدوان ، وهذا أمر منكر لا يجوز ، ومن أعطاهم فقد ارتكب أمراً خطيراً نظراً لقول عامة العلماء بكراهة إعطاء السائل في المسجد، بل لا بد من زجرهم ونهيهم عن هذا المنكر الخطير الذي اتخذه الكثير وسيلة للكسب دون العمل ، فعلينا أن نتصدى لتلك الظاهرة المتفشية ، والقضاء عليها ، واستئصال شأفتها ، حتى تكون بيوت الله خالية مما يدنسها ويشوه صورتها. وأشار إلى أن أبن القيم الجوزية قال: المسألة في الأصل حرام ، وإنما أبيحت للحاجة والضرورة لأنها ظلم في حق الربوبية ، وظلم في حق المسؤول ، وظلم في حق السائل . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر « .