انطلقت بعد انتظار طويل مباريات بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا. ووسط الترشيحات والتوقعات التي أدلى ويدلي وسيدلي بها الخبراء، فإن منطق الكرة الذي لا يعترف بالمنطق سيظل متفوقا على منطق الحساب والتحليل. وهذا هو أجمل ما في كرة القدم التي تستمد قدرتها على التأثير في الجماهير عن طريق الإثارة التي لا يمكن التنبؤ بمستواها أو سقفها. في كرة القدم التحليل على الورق شيء والواقع على أرض الملعب شيء مختلف تماما. وفي كرة القدم وبالتحديد في البطولات القصيرة التي تعتمد نظام التجمع، يحدث أن يكون هناك فريق يمتلك كل المقومات للفوز باللقب ومع ذلك لا يفوز. وبالمقابل فإن فرقا أخرى تنجح في الفوز باللقب رغم أنها لم تكن مرشحة من الأصل. في مونديال ألمانيا السابق كسبت إيطاليا غير المرشحة البطولة رغم وجود الأرجنتين والبرازيل وألمانياوفرنسا! وفي مونديال كوريا واليابان 2002 نجحت أربع دول هي كوريا الجنوبية والسنغال وتركيا وأميركا، في الوصول إلى الدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخها. كما نجحت كوريا الجنوبية في الوصول إلى الدور نصف نهائي برفقة تركيا للمرة الأولى في تاريخهما! وفي نفس البطولة حظي منتخبا الأرجنتين وفرنسا بالنسبة الأكبر من ترشيحات النقاد، ومع ذلك فإن المنتخبين لم ينجحا في تخطي الدور الأول والتأهل لدور ثمن النهائي! وفي مونديال 1998 تمكنت كرواتيا التي لم تكن مرشحة للعب أي دور بارز في البطولة، من الوصول إلى الدور نصف النهائي وكادت أن تبلغ المباراة النهائية لكنها خسرت بصعوبة شديدة أمام فرنسا 1/ 2. والخلاصة أن المفاجآت لا يمكن أن يحصيها أحد في تاريخ بطولات كرة القدم عموما وبطولات كأس العالم خصوصا. يكفي فقط أن فريق هولندا عام 74 الذي كان من أهم الفرق على مدار تاريخ اللعبة لم يتمكن من الفوز في المباراة النهائية أمام ألمانيا. ونفس الشيء حدث لفريق المجر العام 54 حيث خسر الفريق المباراة النهائية أمام ألمانيا 2/ 3، بعد أن كان قد تغلب عليها في الدور الأول بثمانية أهداف لثلاثة! لو كان لكرة القدم منطق لما تعلق أحد بها.