أوجه الشبه بين النماذج العراقية والإيرانيةوالفلسطينية والصومالية ، في إدارة الأوطان ، جلية وواضحة جدا ، فتلك المشاهد الأربعة تجتمع في شيء واحد اسمه الأنانية وحب الزعامات والسلطة على حساب حب الأوطان والشعوب التي يجب دائما أن تقدم على حب النفوس والمصالح الشخصية . ولنأخذ تلك المشاهد الأربعة التي تحدثنا عنها مرارا وتكرارا في مقالاتنا ، ككتاب وإعلاميين ، من حيث الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها التي انعكست سلبا على الحياة الاجتماعية لتلك الشعوب والأوطان ، وقد قيل قديما « نعمتان مجحودتان : الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان « ولكن يبدو أن تلك النعمتين ضرب بهما عرض الحائط في تلك الدول الأربعة وغيرها الكثير لأن هذه الدول ما هي إلا مجرد نماذج فقط . ولنبدأ بتركة اليميني المتطرف الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ومساعديه الحاقدين علينا ديك تشيني ورامسفيلد وعرابة السياسة الأمريكية السيدة كونداليزا رايس ، زعماء الدجل والأكاذيب والافتراءات ، وزعماء تدمير الشعوب والحضارات ، إنها حضارة العراق حضارة وادي الرافدين العظيمة التي دمرها بوش وأعوانه في يوم وليلة ومازالت تحكم من قبل أمريكا وبريطانيا وإيران والاستخبارات الأجنبية الأخرى بما فيها الموساد الإسرائيلي . إنها بالفعل بركات بوش وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق التي ستظل صفحات سوداء في تاريخ هذين الرجلين اللذين كانا يتبجحان بحقوق الإنسان وأسلحة الدمار الشامل على وقت الرئيس صدام حسين وهما من أكثر القادة دموية وانتهاكا لحقوق الإنسان . مئات الألوف من العراقيين قتلوا على يد هذين المتطرفين الجلادين بسبب أن صدام ينتهك حقوق الإنسان ، بعبارة أخرى أكثر تبسيطا تدمير حضارة ودولة عضوه في الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية بسبب شخص واحد اسمه صدام حسين؟!! هل يعقل هذا الكلام وهل يصدقه عقل عاقل ؟!! في حين أن الرئيس صدام لا يملك أسلحة دمار شامل وانتهاكه لحقوق الإنسان لا يقارن على الإطلاق بما ارتكبته يدا بوش وبلير في العراق وغير العراق ليس ذلك فحسب بل زادوا من تدمير العراق بتطبيق السياسة القذرة القديمة «فرق تسد» من بعد صدام لتفكيك العراق وضرب العرقيات والطوائف الدينية والمذهبية مع بعضها البعض ، والتي لم تكن موجودة في عهد الرئيس العراقي صدام حسين ، مستخدمين مجموعة من الدمى ممن يسمون أنفسهم معارضين لنظام صدام. نحن الآن نشاهد ونعايش هذا الفلتان الأمني في العراق بسبب أشخاص يسيل لعابهم على الكراسي والزعامات .الدكتور أياد علاوي يفوز حزبه على حزب نوري المالكي ومازال المالكي يماطل بالاعتراف بصندوق الانتخابات وبإعطاء الفرصة لعلاوي لتشكيل الحكومة ، ولو كان الأمر بيده لشطب الانتخابات وألغاها كما فعل مرشده وقدوته علي خامنئي حاكم إيران ، على الرغم من إعادة فرز الأصوات وحكم المحكمة بتثبيتها ؟! والسؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا نطلق على تلك المماطلة وذلك التسويف أليس حب المالكي للزعامة ؟ ، وأن هناك من يحركه من خارج العراق وعلى وجه الخصوص إيران ، في حين أن الشعب العراقي وليس الإيراني هو الذي قال كلمته في صندوق الانتخابات ، أليست هذه ديمقراطية ؟ أم ماذا يفسرها نوري المالكي ؟؟ لنكون أكثر وضوحا ، السيد نوري المالكي ينطلق من توجه مذهبي ، مع الأسف ، مدعوما من إيران ومن مرشده الأعلى الذي يتخبط الآن خوفا على كرسيه من الضياع ، انتخابات تفوز بها الأحزاب الإصلاحية في إيران ويقوم بشطبها بجرة قلم وحتى أحفاد الخميني الذي يرى هو انه امتداد للثورة الخمينية وجعلته يتربع على قمة هرم السلطة لم يسلموا من حرسه الثوري وعناصر استخباراته زوار الفجر والنهار والليل إنها الأنانية بعينها وحب النفوس وحب الزعامات والمصالح وتفضيلها على الأوطان والشعوب وما الملف النووي الإيراني إلا بدعة ابتدعها المرشد لإيران احمدي نجاد من اجل سحب الأنظار عن الورطة التي وقع فيها بتزييفه للانتخابات ثم المصادقة عليها مما جعل الشارع يثور بعد اكتشافه انه وقع ضحية مرشد أعلى ضحك عليهم لعشرات السنين . أما وجه الشبه الثالث فهم الإخوة الأعداء في فلسطين الذين ينهجون النهج نفسه العراقي والإيراني والصومالي في أنانيتهم وحبهم لأنفسهم ومصالحهم الشخصية جعلتهم يتفقون على الاختلاف مما أعطى الفرصة الذهبية لإسرائيل لكي تصول وتجول وتتبجح أمام الرأي العام العالمي بل وتضحك عليه بأنه لا يوجد لها شريك حقيقي في السلام ويأتي من يصدقها ويؤيدها في الغرب بسبب ، كما أسلفنا، حب الزعامات وليس حب الأوطان والشعوب ، وقديما قال الشاعر « تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا...... وإذا تفرقت تكسرت آحادا» . أما الصومال بلدنا العربي الشقيق فهو حالة ميؤوس منها بسبب انتشار السرطان والأورام الخبيثة والعياذ بالله في جسد هذا البلد العربي الذي يئن تحت وطأة الحروب والقتل والتدمير وزعماء الشر والقراصنة الذين لم يكتفوا بتدمير بلدهم وبتغذية الفلتان الأمني داخل وطنهم الصومال بل نشروا هذا الفلتان الأمني في أعالي البحار وكأنهم مدفوعون من قبل شركات التأمين العالمية من اجل رفع التأمين على سفننا التجارية وناقلات بترولنا ، وخفض الدخل في قناة السويس من خلال استخدام معابر أخرى ، فنحن إلى الآن لم نشاهد هؤلاء الغوغائيين من القراصنة يعتلون سفنا أمريكية أو بريطانية أو إسرائيلية ويستولون عليها ؟!! إنها المصالح الذاتية والأنانية وتغليب حب النفس على حب الشعوب والأوطان. نخلص إلى القول أننا في عالمنا العربي والإسلامي ابتلينا بحب الزعامات والكراسي وتناسينا أن هناك أوطانا وشعوبا ترفض الأنانية والأنانيين وتغليب المصالح الشخصية على مصالحها العليا التي لا مساومة عليها ولكن تظل الأنانية وحب الذات متربعة في قلوبنا ولكن بدرجات متفاوتة تقل تلك الدرجات إلى أدنى حد عند العقلاء منا الذين يرون أن مصالح أوطانهم هي الهدف والأهم وتزيد إلى أعلى حد من الأنانية عند العقول المريضة التي ترى أن مصالحها ومكاسبها الشخصية هي الهدف وهي الأهم على غرار المثل القائل « أنا ومن بعدي الطوفان» .