تدخل كرة القدم السعودية الموسم المقبل منعطفا مهما في مسيرتها الفنية والإدارية على ضوء التغييرات التي ستشهدها في النواحي الفنية من خلال زيادة عدد الفرق في مختلف الدرجات، واستحداث مسابقات جديدة، إعادة تشكيل اللجان بما يحول دون ازدواجية العمل لعدد من الأعضاء، تحديث عدد من اللوائح بما فيها نظام الاتحاد اللعبة الذي أقر كل ذلك في آخر جلسة له في الموسم الكروي المنصرم. اللجنة الفنية بالاتحاد التي يرأسها الإعلامي والإداري الناجح محمد النويصر كانت خلف كثير من التغييرات ولاسيما المتعلق منها بالمسابقات المحلية من حيث زيادة عدد الفرق والمسابقات الجديدة حيث جرى الحوار عنها وعن دوري المحترفين السعودي وغير ذلك من الأمور في هذا اللقاء. * القرارات الأخيرة لاتحاد كرة القدم تعد تاريخية بما ستحدثه من تحولات في مسيرة اللعبة، فهل الاتحاد بالفعل مستعد لنقلة من هذا النوع، إداريا، ماليا، تحكيميا؟؟ - القرار تاريخي كما أشرت والمتوقع منه إحداث نقلة كبيرة في مسار الكرة السعودية، جرى الإعداد له لأكثر من ثلاثة أشهر من الاجتماعات المتواصلة، وكانت توجيهات الأميرين سلطان ونواف دائما للّجان بتقديم مرئياتهم في هذه الأمور وما تتطلبه الخطوة من التزامات والمعوقات ولم يتوقف النقاش عند حدود اللجان بل تواصل إلى المكتب التنفيذي ومجلس الإدارة لان الامر يتعلق بتغيير المسار او المنهج الذي نسير عليه من عقود طويلة ولم يكن يتوقف على نواح مالية ستفرض على الاتحاد شيئا من التقشف في الموسم المقبل في ظل الالتزام بالعقود الحالية وإنما يتعدى ذلك إلى العمل الإداري في الاتحاد واللجان والحكام ومكاتب الرئاسة، الملاعب وحتى الأندية وشركات الطيران والفنادق وامور كثيرة جدا * دوري 21 سنة كنت أنت من المعارضين لإقامته، فكيف تغيّرت وجهة النظر، هذا من جهة ومن جهة أخرى على أي الملاعب ستقام مبارياته، ومتى أيضا؟ - ردا على الشق الأول من السؤال كانت تلك وجهة نظري الشخصية لكنها تغيّرت عندما استمعنا للآراء الفنية إبان دراسة تطوير قطاع الشباب والناشئين الذي انطلق من النادي الأهلي والامير خالد بن عبدالله تحديدا حيث قدم لنا النادي دراسات متكاملة عن تصعيد اللاعبين من الاكاديميات حتى الفريق الاول وعقدت عدة اجتماعات مع مسؤولي الاهلي اكثر من مرة ثم توسعت بعد ذلك لتشمل الاندية واللجان بما فيها لجنة تطوير الكرة السعودية الذين تقريبا اجمعوا على إقامة الدوري .. وبالمناسبة أنا لست بالخبير الفني فأنا إداري ولا أفرض رأيي على المدربين كما أنني لا أحب أن اسمع إلى تحليلات المباريات من الإداريين فهي في الغالب تكون ناقصة المعلومة وبالتالي التخصص شيء مطلوب واحترام رأي أهل الاختصاص أيضا مطلوب. والشق الثاني تقوم لجنة المسابقات ألان بإعداد الجداول وستحدد الملاعب وفق الإمكانات المتاحة والظروف فيمكن إن تلعب على ملاعب الأندية والرئاسة وحتى ملاعب إدارات التعليم، وستعمل الرئاسة على تحويل زراعة الملاعب الحالية بالعشب الصناعي الذي اثبت جدواه في دول العالم المختلفة التي تعاني من الحرارة الشديدة مثل الشرق الأوسط وأفريقيا أو البرودة القارسة كما هو الحال في أوروبا وأمريكا *هل كانت الزيادة في فرق الدوري مفروضة عليكم آسيويا وبالتالي عجلتم في اتخاذ القرار؟ - الكلام هذا غير صحيح ألبته فقد كان قرارا سعوديا مائة بالمائة لان الاتحاد الآسيوي قرر تأجيل الزيادة إلى موسم 2013 بعد إن ابلغ بقرار الاتحاد الدولي بضرورة إيجاد رخص للأندية المحترفة في العالم وسيكون ذلك إلزاميا في عام 2013 وهو مشروع كبير جدا لا اعتقد بل واجزم القول إن معظم الأندية الأسيوية لن تستطيع الوفاء بالتزامات هذا النظام وبالتالي لا اعتقد أننا سنحصل على مقاعد إضافية في الدوري الأسيوي ألان أو لاحقا وفق رؤية الفيفا للأندية المحترفة من خلال الرخص الممنوحة لها. * في الموسم الماضي أنجزتم في هيئة دوري المحترفين بعض المشاريع مثل البوابات الالكترونية وتوفير المقاعد في الملاعب الرئيسة وكذا المراكز الإعلامية، ماذا عن المشاريع الأخرى ؟ - بلاشك نحن نسير وفق إستراتيجية معينة تتلاءم مع ميزانية الهيئة التي ينفق جزء منها على المشاريع، وأخر على التطوير، وثالث لدعم الأندية وجزء اقل قليلا للشركات المشاركة معنا في التطوير، وعلى هذا الأساس سنواصل العمل في إيجاد البوابات الالكترونية تدريجيا لكننا في هذا العام سنكمل المراكز الإعلامية وبعض المتطلبات الأساسية مثل إعداد المرافق الصحية في الملاعب وكذا أنظمة الأمن والسلامة حيث أوكلنا المهمة لشركة متخصصة قامت بجولات على كل الملاعب وستعدّ لنا الدراسة الخاصة بذلك، كما أننا سنتوسع في مشروع بيع منتجات الأندية وتسويقها في مقرات الأندية وفي الملاعب وسنعمل على ملاحقة الباعة المتجوّلين على طرق الملاعب بالتعاون مع الجهات المعنية وكذا بعض المصانع التي تقوم بعملية التقليد من داخل المملكة وأحدها في مكةالمكرمة سيتم مداهمته عن طريق الجهات المختصة، كما أن التنسيق كامل مع وزارة التجارة والجمارك لحماية منتجات الأندية وبهذه المناسبة أشيد كثيرا بالعمل الذي تقوم به الجمارك لحماية شعارات الأندية إمام السلع المقلدة. * العمل جميل لكن فيه ظلم للأندية الكبيرة لأنكم تساوون بينها وبين الأندية الصغيرة الأقل جماهيرية عند توزيع العوائد؟ - هذا كلام غير صحيح وغير منصف لأننا ضمنّا للاندية دخلا ثابتا مقداره 150 ألف ريال في السنة الأولى بعد أن كانت مبيعاتها صفرا، كما أن الزيادة في مبيعات أي ناد تجلب له 50 بالمائة من قيمة الدخل الإضافي وهذا المشروع وجهنا الجماهير إلى شراء ملابس وشعارات الأندية السعودية بعد كانت الجماهير تتجه لشراء شعارات الأندية الأوروبية وبالتالي دفعنا المشجع إلى دعم ناديه من خلال شرائه للمنتجات الخاصة به، كما أن الهيئة تقدم دعما مقداره مليون ريال للأندية الصاعدة والأندية التي لاتملك شركات راعية . * ماذا عن مواعيد المباريات في كل المسابقات للموسم الجديد هل سينتهى التداخل ويكون هناك توزيع عادل ومنسق للمسابقات لاسيما وانه لايوجد عذر في ظل الانسحاب من بطولة أندية الخليج وتوقف دوري أبطال العرب ؟ - بحكم الاختصاص فان لجنة المسابقات هي المسؤولة عن هذا الموضوع وتقوم الآن بوضع البرامج بعدما قدمت لها كل وجهات النظر من الأندية ومن اللجان وذهبنا إلى ماهو ابعد من ذلك أجرينا استطلاعا على عينات عشوائية من الجماهير الرياضية لما يفضلونه، والواقع أننا استمتعنا بآرائهم التي كان من بينها إقامة المباريات عصرا وغيرها من الأمور المفيدة لعل من أبرزها إبعاد مباريات المسابقات المحلية عن مباريات دوري أبطال أوروبا والدوري الاسباني، الانجليزي، الايطالي وبلاشك ان الاعتذار عن بطولة الخليج وتوقف دوري أبطال العرب سيعطينا مساحة اكبر لتنظيم مسابقاتنا المحلية دون ضغط لأننا في السابق ضحينا كثيرا من اجل هذه البطولات على أمل ان تقف على اقدامها لكن ذلك كان على حساب مسابقاتنا المحلية وأصبحنا الضحية (!!!) وجاء الوقت الذي نفكر فيه في مصلحة الكرة السعودية بعيدا عن المجاملات، ولن أجانب الصواب إذا قلت أن هناك تحسنا في أداء لجان الاتحاد من سنة إلى أخرى. * لماذا لا تكون المشاركة في هذه البطولات بفرق دوري الدرجة الأولى لتحقيق عدة أهداف، تخفيف الضغط عن الدرجة الممتازة، وبالتالي منح تلك الفرق فرصة تطوير مستواها؟ - درسنا هذا الموضوع وكان من الخيارات أمامنا لكن الرأي اتجه إلى الاعتذار عن المشاركات الخارجية في هذا الموسم عدا أبطال آسيا وجعله موسما استثنائيا ندرس من خلاله وضع مسابقاتنا المحلية بشكل دقيق. * فيما يخص المنتخبات الوطنية كانت مشاركاتها تشكل معضلة للمسابقات المحلية بسبب طول فترة المعسكرات، فكيف سيتم التغلب على ذلك مستقبلا؟ - هناك اجتماعات متواصلة بين المسابقات وإدارة المنتخبات الوطنية للوصول إلى صيغ مشتركة تضمن للمنتخبات إعدادا سليما ومشاركات مشرفة، في ذات الوقت استمرارية الدوريات المحلية قوية لما في ذلك من مردود ايجابي على المنتخبات، والتوجه العام هو تقليص عدد أيام معسكرات الإعداد للمنتخبات والمشاركات في أيام ألفيفا والتي أيدتها لجنة تطوير المنتخبات الوطنية . * في الموسم الماضي كانت لكم في اللجنة الفنية قرارات عدة لضبط إيقاع المسابقات وسلوك الأفراد، والواقع أنكم فعلتم الشيء الكثير، لكنكم في الاتحاد لم تستطيعوا حماية الحكام والحد من تجاوزات أعضاء الشرف، فكيف سيكون التعامل معهما مستقبلا؟. - كما تعلم فالاتحاد بصدد إصدار لائحة عقوبات تخص المتطاولين على الحكام وستكون العقوبات الصادرة فيها من اللجنة الفنية والانضباط مغلظة جدا لحماية هذا العنصر الذي يعد من أهم عوامل التطوير ولن اذهب بعيدا في القول إذا قلت : إن التهجم على الحكام من الآن فصاعدا يوازي التهجم أو الاعتداد على رجل أمن، ومن فضل الله علينا في اللجنة الفنية أننا في الموسمين الماضيين وصلنا إلى أعلى درجة من العدل والإنصاف بين الأندية لان قراراتنا كانت دقيقة ومبنية على متابعة لكل مايجري فسحبنا نقاطا من فرق ومنحها لفرق دون أن تحتج الأخرى لأننا تابعنا الأخطاء وطبقنا النظام دون النظر عما إذا كان النادي كبيرا او صغيرا، في حين كانت العقوبات على الأفراد اكثر صرامة وواقعية وبالنظام أيضا لأننا نعتمد على قرارات الحكام والمراقبين ولا ننظرالى مايبث عبر شاشات التلفزيون، وصار الإعلام يتحدث عن العقوبات قبل صدور أي قرار لان اللائحة واضحة تماما، وعلى المراقبين وحتى الجماهير لاتقارن بين ما نصدره من قرارات الآن وما كان يصدر من قبل لان اللوائح تغيرت والنظام تغيّر، فلا يمكن إن تكون عقوبة مدرب النصر ديسلفا هي نفس عقوبة مدرب الأهلي زانانا قبل 15 سنة، أما موضوع أعضاء الشرف فان الأمر قد نقل إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي ستصدر هي الأخرى لائحة خاصة بذلك لحفظ حقوق جميع الأطراف. * الزيادة في عدد المباريات ماهو المردود المادي منها للأندية ؟ - تقوم الآن الإدارة القانونية في الاتحاد ولجنة التسويق والإعلان بدراسة كل القضايا المتعلقة بوضع الموسم المقبل والتعاقدات الجارية مع الشركات لاتخاذ الخطوات المناسبة بما يحفظ حقوق جميع الأطراف، فهناك زيادات كبيرة في عدد المباريات وفي عدة مسابقات سيكون لها انعكاسها الفني والمادي على المدى البعيد على الأندية والمنتخبات وهيئة دوري المحترفين وأيضا الشركات الراعية لان عدد المشاهدات سيزداد بزيادة عدد المباريات وتذاكر المباريات،