أدى ارتفاع أسعار الطوب الأحمر والبلوك الأسمنتي بالمدينة المنورة إلى تراجع في عملية البناء لتجتمع مجموعة من العوامل في الوصول إلى هذا التراجع، منها ارتفاع اسعار حديد التسليح مع شح المنتج في الاسواق، وكشفت جولة ل”المدينة” في مستودعات للطوب الاحمر إلى ارتفاع سعر الألف حبة من الطوب الأحمر إلى 3000 ريال بعد أن كان يباع ب1700 ريال في السابق، بزيادة 1100ريال .ً وأرجع مقاولون وملاك إلى أن أسباب ارتفاع أسعار الطوب إلى احتكار الشركات المصنعة لرفع السعر دون مبرر وغياب العقوبات الرادعة للمتلاعبين في السوق. ودعم ارتفاع اسعار الطوب من قبل المصانع إلى وجود سوقا سوداء يحركها مجموعة من مندوبي المبيعات، إذ يقومون بشراء الطوب الاحمر لحسابهم ، ومن ثم بيعه إلى المستودعات التي تقوم هي الاخرى برفع السعر على المستهلك النهائي، مواطنون ومقاولون. وكشفت “المدينة” خلال الجولة تلاعب كبير في عمليات بيع البلوك حيث يقوم مسؤولو المبيعات في المصانع ببيع البلوك على مندوبي مبيعات واستلام قيمته وذلك على ارض المصنع، وقبل انتاج الكمية ثم يقوم الموزع ببيعها بسعر أعلى إلى الموزعين وأكد غازي الميمني صاحب احد اكبر المصانع بالمدينة المنورة إلى أن سعر البيع في المصنع لديه بالمدينة المنورة يتراوح من 2300ريال إلى 2500ريال للبلوك 20*40 ولم يتجاوز هذا السعر، مبررا إلى أن بيعه بسعر أعلى من هذا يرجع إلى موزعين يشترون من المصانع ويقومون هم برفع السعر بما يزيد عن مائة ريال نافيا وصول سعر الالف بلوكة إلى 3000 ريال رغم تأكيدات احد المقاولين انه اشترى البلوك من احد الموزعين ب3000 آلاف ريال وقال مندوب مبيعات تابع لاحد المصانع بالمدينة (رفض الإفصاح عن اسمه ) باتصال هاتفي اجرته “المدينة” معه أن سعر بيع البلوك لديهم يتراوح من 2700ريال إلى 3000 آلاف ريال مؤكدا أنه لايجد مبرر لذلك سوى أن توجيها جاءهم مؤخرا من ادارة المصنع بالبيع بهذا السعر. وربط المندوب بين ما يحدث في سوق الطوب الاحمر بارتفاعات اسعار الحديد، مشيرا في الوقت نفسه انه ليس له دخل في ارتفاع اسعار الطوب، قائلا: ليس لدي ما اضيفه، وإذ كانت هناك استفسارات فيمكن اللجوء إلى المصنع. من جهته طالب محمد الجهني المسؤولين في وزارة التجارة والجهات المختصة الأخرى بمنع بيع البلوك وتوزيعه إلا من قبل مندوبي المصانع نفسها على ان يكون لديهم سندات خاصة باسم المصنع، للحد من عملية التلاعب بشراء كميات من المصانع بسعر وتوزيعها لصالحهم بسعر أعلى. كما طالب المقاولين والملاك بعدم الشراء الا عن طريق المصانع نفسها والحصول على سندات من المصانع بالسعر لقطع الطريق على هؤلاء المتلاعبين بالأسعار وكشف غازي سليم الهندي(يعمل باحدى موسسات المقاولات) أن هناك عملية تلاعب تتم من قبل مسؤولي البيع في المصانع باتفاق مع المندوبين، إذ يتم رصد كميات الانتاج للمندوبين ، ومن ثم يقوم المندوب ببيع الحصة على الورق بسعر اعلى من المتداول، وفي حالة توجه المقاول او صاحب العمارة للشراء يفيدون بان الكميات المتواجدة مباعة، وان عليه الانتظار لحين انتاج كميات اخرى، وهي طريقة كما يصفها -الهندي - للضغط على المشتري حتى يقبل بالسعر المفروض عليه من قبل هؤلاء الذين يديرون السوق السوداء لتحقيق مكاسب ليست من حقهم. وقال المهندس خالد انور مدير مشاريع باحدى المؤسسات بالمدينة تأتي للمصنع وعند الاستفسار عن السعر نجده لايتجاوز 2500 ريال، لكن الطوب غير متوفر لديهم مما يجبرك على الشراء من مندوب بسعر يفوق الثلاثة آلاف ريال، مؤكدا ان هذا تلاعب باسعار بيع البلوك بالمدينة ربما يكون باتفاق فيما بين مسؤولي البيع ومندوبي التوزيع.