يريد دييغو ارماندو مارادونا ان يدخل النادي المصغر من الاشخاص الذين تمكنوا من احراز اللقب العالمي لاعبين ومدربين وهو ما نجح في تحقيقه اثنان فقط هما البرازيلي ماريو زاغالو (1958 لاعبا، و1970 مدربا) والقيصر الالماني فرانتس بكنباور (1974 لاعبا، و1990 مدربا). وكان مارادونا قاد بمفرده منتخب "ألبي سيليستي" الى احراز كأس العالم في مكسكيو عام 1986 عندما سجل هدفا تاريخيا بيده في مرمى انكلترا ودمغ الملاعب المكسيكية بموهبة لا تقارن، فأصبح اسطورة في بلاده وهو يؤمن انه بامكانه اعادة الكأس الاغلى الى الارجنتين في مونديال جنوب افريقيا الذي ينطلق الشهر المقبل، خصوصا انه يملك تشكيلة من اللاعبين المميزين الذين يعدون من ابرز الاسماء العالمية في الوقت الحالي، امثال نجم برشلونة الاسباني ليونيل ميسي وهداف اتلتيكو مدريد الاسباني سيرخيو اغويرو، اضافة الى كارلوس تيفيز والقائد الجديد خافيير ماسشيرانو وغيرهم. يقول مارادونا (50 عاما): "اولا لدي هدف واحد هو الفوز بكأس العالم. ليس هناك نقطة تجعلني افكر بالوصول الى دور الاربعة (كأقصى حد)، اذ في ظل وجود هؤلاء اللاعبين سيكون هذا هدفنا وسأعمل على تحقيقه". واضاف: "من الرائع العمل مع هؤلاء اللاعبين، وانا استمتع بلحظتي. سأعمل على النواحي التكتيكية وكيف نقارب المباريات، لكن من المهم جدا انني دخلت قلوب اللاعبين". وتابع: "اعتقد انهم بحاجة الى احد ليرشدهم وانا استطيع فعل هذا الامر. اريد ان اجعل اللاعبين يشعرون بالفخر لارتداء قميص الارجنتين". ترك مارادونا عالم كرة القدم كلاعب وهو بعمر ال37، بعد سلسلة طويلة من الفضائح، ليدخل في صراع مرير مع عالم الادمان والسمنة أوصله الى حافة الموت نتيجة ازمات قلبية عدة كان اخطرها عام 2004. بقي مارادونا اربعة اعوام ذهابا وايابا على خط كوبا-الارجنتين يحاول التخلص من ادمانه، نظرا للصداقة المتينة التي تربطه بالرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو. عام 2005، خضع مارادونا في بوغوتا الكولومبية لجراحة في معدته ساعدته في خسارة 50 كلغ من وزنه الزائد. عاد مارادونا بعدها الى "الحياة"، ونجح في استقطاب اكبر كمية من المشاهدين في البرنامج التلفزيوني الذي قدمه "الليلة الرقم 10" بمساعدة الحارس الدولي السابق سيرخيو غويكوتشيا، ومن الحلقات الملفتة تلك التي استضاف فيها "الملك" البرازيلي بيليه. لم يستخلص دييغو اي عبرة، عاد للشرب، سمن مجددا وسقط في هاوية جديدة اوصلته الى المستشفى عام 2007، لكن القدر وصلوات ملايين الارجنتينيين الذين يعبدون هذا الرمز اعادته الى شاطىء الحياة مجددا. ظهر نجم برشلونة الاسباني ونابولي الايطالي السابق من المدرجات هذه المرة يلاحق منتخب بلاده في القارات المختلفة، ويراقب النجوم الصاعدة من ليونيل ميسي الى اغويرو "الصهر" المنتظر. وبعدما رمى المدرب الفيو باسيلي اوراقه على رأس ال"البي سيليستي"، لعب خوليو غروندونا رئيس الاتحاد الارجنتيني الورقة المنتظرة، دييغو مارادونا مديرا فنيا بمعاونة سيرخيو تروليو في حين استلم المدرب السابق في انتصار 1986 كارلوس بيلاردو مهمة مدير المنتخب، وذلك قبل يومين من عيد ميلاد مارادونا الثامن والاربعين. لم تكن مسيرة مارادونا المدرب مشجعة ابدا فهي اقتصرت على بضعة اشهر مع ناديي مانديوو كورينتيس وراسينغ كلوب الارجنتينيين، في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. عانى مارادونا المدرب كثيرا على رأس الجهاز الفني للمنتخب وتعرض فريقه لهزائم تاريخية ابرزها سقوطه امام بوليفيا 6-1 ولانتقادات لاذعة، لكنه نجح في قيادة السفينة الى بر الامان في المباراة الحاسمة ضد الاوروغواي ليشارك في العرس العالمي. وتخوض الارجنتين نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا وهي منهكة من التصفيات الامريكيةالجنوبية التي تأهلت منها بشق الأنفس بعد خطفها البطاقة الرابعة المباشرة في الرمق الأخير.تعتبر الارجنتين احدى القوى الضاربة في عالم كرة القدم وبين أقوى المرشحين لاحراز لقب مونديال 2010 بعد تتويجها مرتين عامي 1978 و1986، وهي استعانت بنجمها السابق وأحد أساطير اللعبة دييغو مارادونا للاشراف على منتخبها الاول في مونديال القارة السمراء. لكن مارادونا صاحب الطباع الغريبة والمشكلات الانضباطية، ورغم امتلاكه مروحة واسعة من اللاعبين المحترفين مع صفوة الاندية الاوروبية، قام باستدعاء عشرات اللاعبين منذ استلامه مهامه ما فتح عليه نيران وسائل الاعلام التي طالبت بتنحيه من منصبه. واستبعد مارادونا قائد المنتخب الذي أحرز مونديال 1986 في المسكيك، المدافع خافيير زانيتي واستيبان كامبياسو (انتر ميلان الايطالي) واستدعى بعض الاسماء المفاجئة أمثال لاعب الوسط الهجومي سيباستيان بلانكو، والظهير أرييل غارسي المحترفين في الدوري الارجنتيني مع فريقي لانو وكولون على التوالي، كما ضم المهاجم المخضرم مارتن باليرمو (36 عامًا).