لئن كان المهتمون بالتراث وأصحاب المتاحف الشخصية يدور اهتمام أغلبهم في جمع القطع التراثية والأثرية والمخطوطات، إلا أن المتحف الشخصي لرئيس شعبة الحسابات النقدية والمصرفية في الخطوط الجوية العربية السعودية خالد محمد حميد الدين ينتهج مسارًا مختلفًا، متتبعًا في معرضه مسيرة الخطوط الجوية العربية السعودية منذ بداياتها وحتى الآن خطوة بخطوة. ففي منزله خصص حميد الدين ثلاث غرف لهذا المعرض احتوت موجوداته على مسيرة 60 عامًا من مسيرة الخطوط وعطائها وتميزها، حيث المتحف يضم أكثر من 5000 قطعة للخطوط السعودية قام بجمعها حميد الدين منذ بداية الخمسينيات الميلادية وحتى الآن، كما يتخلل متحفه بعض المقتنيات والقطع النادرة كالمرسوم الملكي وبعض الشعارات التي لم يعدّ يتداولها أحد، كما اشتمل المتحف على مكتبة خاصة بكتب الخطوط السعودية التي تدرس، إضافة إلى بعض مناهج الطيران التي تقوم السعودية بتدريسها لمنسوبيها، بجانب عدد من نماذج الطائرات على مراحل تدرجها ومنها طائرة “الداكوتا” وهي الطائرة التي أهديت للملك عبدالعزيز -رحمه الله-، كذلك يحتوي المعرض على البروشات والشعارات والوينقات ورتب “الكباتن” والأكواب والولاعات كولاعة النيبون التي لم يعد لها وجود، وتعد من أشهر الولاعات وأغلاها على مستوى العالم، كما توجد بالمتحف قربة على شكل طائرة الخطوط على شكل قربة صنعت من السيراميك على شكل طائرة الترايستار عمرها يقارب الثلاثين سنة كانت قد أهديت لصاحب المتحف من عائلة نصيف، وهناك بعض ملابس الكباتن ومضيفي طائرات الخطوط وبعض ربطات العنق على اختلاف تدرجها الزمني مع مسيرة الخطوط إلى جانب بعض الأقلام والمحفظات الشخصية والفناجين والأكواب وساعات اليد والحائط والصحون وأباريق الشاي ودلال القهوة العربية والمذكرات والتقاويم، وهناك بعض صور لحفلات تكريم شارك فيها العم خالد وبجوارها بعض الشهادات ودروع التكريم من قِبل الخطوط الجوية العربية السعودية. حصيلة 37 عامًا من الجمع وحول معرضه يقول العم خالد: لم تراودني فكرة إنشاء متحف أصلًا؛ حيث كنت أقوم بجمع مقتنيات الخطوط من دافع حبي وشغفي بها، وحينما راودتني فكرة جمع مقتنيات الخطوط التي قمت بجمعها منذ 37 سنة وكنت ومازلت أقوم بجمع مقتنياتها حتى الآن وأنا على أعتاب تقاعدي من الخطوط ومغادرتي للوظيفة، أما عن طرق جمعي للمقتنيات فكان منها أن الخطوط كانت تقوم بتوزيع الهدايا على الركاب على متن رحلاتها، كما كان يهدى بعضها إليّ من قِبل بعض زملائي، وكان أغلى ما اقتنيته في هذا المتحف كان المرسوم الملكي الذي أصدره المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز في عام 1945م ويتضمن الأمر بتأسيس الخطوط الجوية العربية السعودية، وهو عبارة عن كتاب كما يوجد لديَّ بعض الهدايا التي يعود عمرها الزمني لأكثر من خمسين سنة، وكان من أغلى ما أهدي إليّ هي ما أستطيع أن أسميه مخطوطة -نظرًا لطول المدة- كانت أهديت إلي من ابن معالي وزير الحج والأوقاف السابق الشيخ حسن كتبي وهي عبارة عن جدول رحلات لها أكثر من 40 سنة ولم تكن بالتنظيم الحالي حيث كان يجمع في الرحلات الركاب بالإضافة إلى الشحن والوزن، كما أتذكر أن أوّل قطعة اقتنيتها كانت عبارة عن فنجان قهوة كانت تقدم في علبة كهدية لكبار الشخصيات يعود عمرها لأكثر من خمسين سنة، أما آخر قطعة حصلت عليها فكانت عبارة عن نموذج لمجسم طائرة الإيرباس 300 التي أهديت إليّ من أحد المتدربين الطلاب عندما كان يدرس في الخارج حيث قام بشحنها وإحضارها إليّ هدية للمتحف منذ ما يقارب 6 أشهر تقريبًا عندما قامت الخطوط بعمل الصفقة المؤخرة لطائرات الإيرباس 300. ويختم العم خالد حديثه متمنيًا أن تتبنى الخطوط الجوية العربية السعودية المتحف من قبل، مؤكدًا أنه سيهديها إياه إن التمس منها تجاوبًا حيال ذلك، مشيرًا إلى أنه سيثير هذا الأمر خلال الزيارة المرتقبة من المهندس خالد مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية خلال الفترة المقبلة التي لم يؤكد موعدها بشكل قاطع.