افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة مساء أمس الأول (الثلاثاء) بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وجمع غفير من مثقفي ومثقفات المدينةالمنورة فعاليات ملتقى العقيق الثقافي بنسخته الرابعة الذي ينظمه نادي المدينةالمنورة الأدبي وتتناول جلساته“الحركة الأدبية بالمدينةالمنورة في العصر الحديث”. بمشاركة 21 باحثًا وباحثة تتناول أوراقهم وبحوثهم عددًا من التجارب المدنية المميزة في مجال الشعر والقصة والصحافة. قبل انطلاقة الحفل الخطابي افتتح الأمير عبدالعزيز بن ماجد المعرض المصاحب للملتقى الذي يقدم نتاج أبناء المدينةالمنورة الثقافي والدراسات التي أثروا بها المشهد المحلي. لينطلق الحفل الخطابي بآيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة استهلها مرحبًا بسمو أمير منطقة المدينةالمنورة لرعايته هذا الملتقى ولمساندته الدائمة للحركة الثقافية في المنطقة. ماضيًا إلى القول:“هآنذا أجدد العهد بكم في هذا الملتقى الأدبي الكريم منتدى العقيق في رحاب المدينةالمنورة لنعمل معًا على تأصيل كلمة بانية أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولنضيف لبنة جديدة من صرح الأدب والثقافة في بلادنا عبر هذا التنوع الثقافي والأدبي الذي يعبر عن المدى الثري الذي بلغته الثقافة والأدب في المملكة العربية السعودية”، منوهًا بما توليه الدولة من رعاية للعلوم والثقافة والآداب. وتحدث معاليه عن البيئة الخصبة للعلم والمعرفة التي هيأتها المدينةالمنورة منذ عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى يومنا هذا، بقوله:“إن المدينةالمنورة التي شرفها الله تبارك وتعالى بهجرة الحبيب المصطفى -صلّى الله عليه وسلم- أنموذج فذّ للمدينة ذات الشخصية لكونها الأرض الطيبة المباركة التي تمتعت منذ نشأتها الأولى بخصائص هي في علم الجغرافيا معبرة عن شخصية فريدة كفلت لها أن تكون منذ القدم طريقًا لالتقاء الحضارات ومركزًا تجاريًّا مهمًّا ثم خصّها الباري -عز وجل- بأن احتضن أهلها الطيبون الرحمة المهداة سيّدنا محمّد -صلّى اللّه عليه وسلّم- وأصبحت من يومها يثرب هي المدينةالمنورة وتحوّلت بنور الإسلام من قرية إلى مدينة وتكونت عبر الأيام والسنين معالم تلك الشخصية المدينية الباهرة التي أثرت في الشعوب المسلمة تأثيرًا كبيرًا”. وربط معاليه في سياق حديثه بين المكان وأثره في الثقافة والعلم قائلًا: إن شخصية المكان أثرت في الثقافة والعلم والأدب باستلهام أنموذج من نور المسجد النبوي الشريف الذي كانت أروقته ملاذًا للعلماء الربانيين الذين قلّما يجود الزمان بهم وكانت تلك الحلقات العلمية مقصدًا لطلبة العلم من جميع الأقطار الإسلامية وبهذا تكون إلى جوار المسجد النبوي الشريف أدب رائع يستذكر مبدعدو هذه القيم الروحية التي بثها هذا المسجد العظيم في أفئدة أولئك الأدباء والشعراء أصالة وعذوبة وعفة وتحولت أمكنة أولئك الشعراء إلى رموز روحية في الشعر العربي ومن أبرزها وادي العقيق. وأشاد معاليه بتجربة نادي المدينةالمنورة في تأمل ثقافة المدينةالمنورة عبر التاريخ، في ثنايا قوله: “ستسهم تلك التجربة في صناعة منهج جاد لدراسة الأدب والثقافة والفكر في هذه الأرض الطيبة، فالحياة الأدبية والثقافية في المدينةالمنورة تتميز بالوفرة والمتانة والأصالة وأثرها بلغ مساحات شاسعة في الثقافة الإسلامية طيلة حقب التاريخ”. مبديًا حرصه على ما ستسفر عنه أبحاث الملتقى من كشوف جديدة لواقع الأدب والثقافة المدنية في العصر الحديث بقوله: “أنتظر ما ستسفر عنه أبحاث هذا الملتقى من كشوف جديدة لواقع الأدب والثقافة المدنية في العصر الحديث، فالمدينةالمنورة التي تتميز بثراء أدبي كبير في الشعر والنثر والتأليف وأنجبت أرضها الطيبة أدباء مبدعين لا يقصر إبداعهم عما نراه في كثير من البلدان العربية وأهم ما يميزهم هو مشاركتهم المبكرة في أدب النهضة العربية الحديثة واهتمامهم المبكر بالجمعيات والأندية الأدبية”. وأعرب الدكتور خوجة في ختام كلمته عن أمله في أن ينصف ملتقى العقيق الثقافي أدباء في الذاكرة، متمنيًا لهذا الملتقى النجاح والتوفيق. كلمات وتكريم عقب ذلك ألقى رئيس النادي الأدبي في المدينةالمنورة عبدالله عسيلان كلمة أشار فيها إلى حرص النادي على إقامة ملتقيات أدبية وثقافية سنوية تطرح في كل عام موضوعات مهمة في مجال البحث والدراسة يعدها كوكبة من الأدباء والباحثين المتخصصين تثري محاور كل ملتقى في البحوث والدراسات الأدبية والعلمية الجادة، مذكرًا بأن النادي أقام ثلاثة ملتقيات، أولها: تناولت جلساته شخصية الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري (رحمه الله) صاحب مجلة المنهل الرائدة، والثاني: حول اتجاهات حديثة في الدراسات النقدية وهو التشخيص البصري، أما الثالث: فقد كان موضوعه المدينةالمنورة في كتابات الرحالة والملتقى، والرابع: حول موضوع الحركة الأدبية والنقدية في المدينةالمنورة في العصر الحديث. كما تحدث المؤرخ محمد القشعمي نيابة عن المشاركين موضحًا في حديثه دور ملتقى العقيق منذ بداية دورته الأولى في المسيرة الثقافية بالمدينةالمنورة والحركة الأدبية بشكل عام. فيما ألقى الدكتور عاصم حمدان كلمة بيَّن فيها أن المدينةالمنورة عرفت المنتديات الأدبية منذ القرن الرابع عشر الهجري، مشيرًا في ذلك إلى أسرة الوادي المبارك، ثم ألقى قصيدة في مدح الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من نظم الشاعر عبدالعزيز الرفاعي تلقى لأول مرة، أعقبه الشاعر بشير سالم الصاعدي بقصيدة عنوانها “العقيق”. تلا ذلك تكريم سمو أمير منطقة المدينةالمنورة لعدد من الشخصيات المدينية الثقافية، ممثلة في المربي حبيب محمود (رحمه الله)، ود.عاصم حمدان عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز، وأحمد سعيد بن سلم، ود.نايف الدعيس. وفي الختام تسلم سمو أمير منطقة المدينةالمنورة هدية تذكارية من رئيس النادي الأدبي في المدينةالمنورة، كما تسلم معالي وزير الثقافة والإعلام هدية مماثلة.