للأستاذ أحمد حسن فتيحي، عضو مؤسسة هذه الجريدة الغرّاء (المدينةالمنورة)، مبادرات، وأولويات تستحق التسجيل، ليس للإشادة والمديح، ولا لتحطيم الأسعار، ولكن لإعطاء المثال والقدوة، بأن التخصص، والدأب، والتجربة تؤدي إلى النجاح. الفتيحي هو أول مَن تحصّل على شركة ذات مسؤولية محدودة عام 1385ه - 1964م، وأول مَن افتتح الاستيراد من أوروبا للذهب عام 1962 بكيلو ذهب واحد، وأول مَن أنشأ مركزًا متعدد الأدوار عام 1984 تملكه مؤسسة فردية، وأول مَن تحوّلت مؤسسته الفردية إلى مساهمة عامة، وأول مَن افتتح محلاً نسائيًّا (100%) من البائعات السيدات، وأول مَن ابتعث 30 طالبًا للدراسة الجامعية خارج المملكة (11 تخرّجوا في كلية الطب، و19 في كلية الهندسة الصناعية والكمبيوتر). *** ولابد أن نتوقف عند افتتاح أبي الوليد أول محل تجاري نسائي من البائعات السيدات، فقد بدأ التخطيط، والإعداد، وتدريب المرشحات منذ مطلع عام 2002، وتم افتتاح المحل في شارع التحلية في شهر أكتوبر عام 2003؛ ممّا أتاح لأكثر من (56) شابة سعودية فرصة العمل والكسب، وكثير منهن محتاجات لذلك، وفي محيط يلتزم بتعاليم الشرع الحنيف، ويحرص على تقاليد المجتمع. لقد كانت تجربة رائدة لم يُقدّر لها الاستمرار؛ لأن الظروف لم تكن قد نضجت بعد، غير أن فضل السبق يُسجّل لأبي الوليد، فالمرأة هي نصف المجتمع، وهن شقائق الرجال، كما ورد في الأثر، ويعمل الآن في مركز الفتيحي (120) فتاة سعودية. ولا يكتمل الحديث عن مبادرات أبي الوليد، دون الإشارة إلى تأسيس المركز الطبي الدولي في جدة، والذي يعتبر بحق منارة طبية حضارية على مستوى دولي، وقد كان تأسيس هذا المركز من أكبر آمال الأستاذ فتيحي منذ سنوات طويلة، حتّى خرج المشروع إلى النور بفضل الله تعالى. * * * اليوم يسجّل الأستاذ الفتيحي سبقًا جديدًا في هذا المجال، إذ يفتح الباب لابنته السيدة مها أحمد فتيحي لتكون عضوًا في مجلس الإدارة، وتكون مؤسسة الفتيحي أول شركة سعودية تجارية مساهمة، تفتح عضوية مجلس إدارتها للسيدات. والحق أنه اختيار موفق، لا دخل لعامل القرابة فيه، فالسيدة مها فتيحي قد برزت في السنوات الأخيرة كشخصية عامة، سواء في أعمال البر والرعاية الاجتماعية، أو نشاطات مؤسسات المجتمع المدني، وقد قدمت في كل ذلك إسهامات مقدّرة، كانت محل تقدير المسؤولين والناس، وهي تقدم دائمًا مثالاً يُقتدى للمرأة المسلمة، التزامًا بأوامر الله، وفهمًا ناضجًا للدِّين، وقدرةً على العطاء.