أكتمل مؤخرا إنتاج فيلم وثائقي ثلاثي الأبعاد، بعنوان «الجزيرة العربية»، يسرد تاريخ الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية في 45 دقيقة، وطبقا لجريدة الشرق الأوسط فإن إنتاج هذا الفيلم استغرق ستة أعوام، وشارك فيه 70 ممثلا أغلبهم من السعوديين، وبلغت تكلفته 50 مليون ريال، تم دفعها من عدد من الشركات والأفراد السعوديين. وتقول السيدة هالة الحوطي إحدى القائمين على إنتاج الفيلم أنه يهدف الى نقل الصورة الحقيقية عن السعودية للباحثين والطلبة والمشاهدين في العالم، خصوصا أن هذه الأفلام يتم عرضها في المتاحف العلمية، التي تشهد زيارة مختلف الناس والباحثين والمتخصصين. * * * ويحكي الفيلم قصة شاب سعودي يدرس الإخراج السينمائي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويبدأ ذلك الشاب بالبحث في تاريخ الدولة السعودية، ويأخذ المشاهدين معه بطريقة ممتعة (ثلاثية الأبعاد)، عبر العصور الذهبية التي مرت بها الجزيرة العربية، بدءاً من عصر الأنباط، وما كان له من أثر بارز في انتشار التجارة في المنطقة، واكتشاف اللبان العربي وتصديره الى أوروبا، مرورا بعصر الإسلام، وانتهاء بتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز. ويعكس الفيلم جوانب عدة عن السعودية، من بينها الجانب الديني والتطور الثقافي والتعليمي، ممثلا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، الى الجانب الحضاري والعمراني والصناعي، وقد حرص الفيلم على تصوير جميع تلك الجوانب، في صورة توضح العادات والتقاليد والترابط الأسري. وتقول السيدة هالة الحوطي، إن الفيلم يعرض الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسيتم عرضه في 400 صالة عرض حول العالم، وذلك بإشراف شركة زينل الراعي الرئيسي للفيلم. ذلك إنجاز يستحق الإشادة، يخاطب العالم بلغة العصر، ويقتحم عالم الاتصالات من أوسع أبوابه، وقد أشرفت على مادة الفيلم وإنتاجه نخبة من رجال العلم والفكر والثقافة، بإشراف سمو الأمير تركي الفيصل، مما يعني أن الفيلم قد حظي بتوثيق تاريخي دقيق. ما أود اقتراحه على المعنيين بالأمر، هو إصدار نسخة باللغة العربية، لعرضها أولا في المملكة، فإن كثيراً من شبابنا في الجامعات والمدارس، وكثيراً من أبناء الوطن يفتقرون الى معرفة تاريخ الجزيرة عامة والمملكة على وجه الخصوص، كما ينبغي أن تتوفر نسخ الفيلم للمدارس والمعاهد والجامعات، وأن يعرضه التلفزيون السعودي على أوسع نطاق.