أكدت الدكتورة أسماء بنت سليمان بن عبدالرحمن السويلم أستاذ مساعد العقيدة والمذاهب المعاصرة جامعة الملك عبدالعزيز في سياق دراستها (للخطاب الدعوي النسائي في مكافحة التطرُّف والإرهاب) قلة تناول الخطاب الدعوي النسائي لموضوع التطرف والإرهاب بشكل مباشر ومستقل علاوة على القصور في فهم معنى الإرهاب وقصره على العمليات التفجيرية والانتحارية سبب من أسباب عدم طرق الخطاب الدعوي النسائي له، وأن المجتمع النسائي لا يهتم بموضوع التطرف والإرهاب نتيجة عدم إدراكه لخطورته وأهمية معرفته. وأن الخطاب الدعوي النسائي محدود الهدف في غالبه رغم أهميته. إذ يهدف في واقعه إلى إيصال النساء إلى درجة من التدين دون ربط المرأة بالقضايا الاجتماعية والأحداث العالمية. مشيرة إلى أن الخطاب الدعوي الرجالي هو المسيطر في طرح موضوع التطرف والإرهاب عبر وسائل الإعلام المختلفة لوجود الدعم له. أمّا الخطاب الدعوي النسائي يعاني من قصور في عدد الداعيات المؤهلات علميًّا وتربويًَّا والمتفرغات للعمل الدعوي إذ غالب الدعوة النسائية تقوم على المتطوعات المحتسبات واللاتي يرتبطن بأعمال أخرى. كما أوضحت أن دور المرأة في الخطاب الدعوي له أهميته وهو مكمل للدور الدعوي الذي يقوم به الرجل، حيث لم تعد العلاقة بين المرأة والرجل في المجتمع علاقة تنافسية أو محاولة للسيطرة كما يشاع في ثقافة العصر والغرب، بل هي في ثقافة الإسلام علاقة تكاملية الهدف منها البناء والارتقاء بالبشرية لا التناحر واقصاء الآخر. وهذه العلاقة تكاملية في شؤون الحياة وفي خدمة المجتمع لاسيما في عصر الانفتاح الفكري وانتشار التعليم في المجتمع النسائي وخروج المرأة إلى العمل وتعدد مجالات الدعوة وتنوع وسائلها لأن المرأة أقدر على مخاطبة بنات جنسها لما بينهن من اشتراك في الصفات وطريقة التفكير وأسلوب الحوار الفعال فالمرأة ألصق بالمرأة وأكثر وعيًا بما يدور في نفسها إذ كلما كان المتحدث في نفس مجلس المخاطب يواجهه ويناقشه وينظر في عينية ويشعر من حديثه بحرارة الصدق ويأخذ ويعطي معه كان ذلك ادعى لقوة التأثير. وهذا ما ينفرد به الخطاب الدعوي النسائي لمباشرته وأريحيته في حرية التخاطب من النساء للمرأة الداعية خاصة في المشاكل الأسرية والأحكام الخاصة بالمرأة. لأن رقة المرأة وعاطفتها كداعية تجعلها قادرة بكل محبة وعطف أن تؤثر وتلمس حاجات أخواتها من النساء لصبرها على سماع مشكلات مثيلاتها من النساء أكثر من الرجل وهذا يرجع إلى اختلاف طبيعة المرأة عن طبيعة الرجل وقد ثبت أن معدل متوسط الكلمات عند الرجل 9000 كلمة في اليوم، والمرأة 18 ألف كلمة. وأوصت السويلم في معرض بحثها إلي ضرورة دعم الخطاب الدعوي النسائي بشكل رسمي ماديًّا ومعنويًّا لدوره الأكيد في المجتمع النسوي.